ثم قال الخالق، والخالق والخلاق يدلان على صفة الخلق. فهو خالق الأشياء كلها جل وعلا. والخلق أصله التقدير في الشيء والإبداع فيه.
معنى الخالق
قال أهل العلم: وقد يُفرق بين الخالق والخلاق، فيقال أن الخالق هو الذي يُنشئ الشيء من العدم بتقدير وعلم، ثم بمشيئة وخلق، عن قدرة وحكمة منه جل وعلا.
قالوا والخلاق صيغة مبالغة في الخلق، فهو الذي يبدع في خلقه كماً وكيفاً. أما كماً، فقالوا كما قال الله جل وعلا” إن يشأ يذهبكم ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا” أي يخلق الكثير، وهذا هو الكم.
وأما الكيف فقالوا “وترى الجبال تحسبها هامدة” وهذا كيفية الخلق، كيفية المخلوق الذي خلقه الله جل وعلا.
قال “وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون”.
الدليل على اسم الله الخالق قول الله جل وعلا “هو الله الخالق البارئ ” وقول الله جل وعلا “الله خالق كل شيء”.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أصحاب السنن وحسنه الألباني “إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر، وإني لأرجوا أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال”.
وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
معنى الخلاق
وأما دليل الخلاق فقول الله جل وعلا “إن ربك هو الخلاق العليم”. يورث اسم الخالق والخلاق في الإنسان أن الله جل وعلا خلقه لغاية عظيمة، خلق الله الإنسان لأمر عظيم، يعبده سبحانه.
“وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” فنعلم أن هذه الصفة التي منها فعل الخلق أوجدنا الله جل وعلا لأنه مُتّصِف بها لأنه هو الخالق لتحقيق أمر فكيف نحيد عنه؟ فنتعبد لله جل وعلا.
والعبودية ليس في أمر الصلاة كما يتبادر دائماً إلى الأذهان، العبودية كما قال شيخ الإسلام: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
الصلاة والزكاة والصيام والحج والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والخوف والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والذبح والنذر وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار وإعانة الضعيف، كل أنواع العبادات هي عبادة تتقرب بها إلى الله جل وعلا وتحقق فيه قول الله جل وعلا ” ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون”.
فهو اسم من أسماء الله جل وعلا، يُدعى به ويستشعر عظيم فضل الله عز وجل علينا إذا خلقنا وأوجدنا وهيأ لنا الأسباب وخلق لنا ما يعيننا على طاعته، سخر لنا الأرض ورزقنا الماء، وأنزل علينا من السماء ماءً فأنبتت الأشجار ورُزقنا الأثمار، كل ذلك من دلائل صنعه جل وعلا.