معنى اسم الله الحليم
اسم الحليم، في اللغة يقول أهل العلم عن هذا الاسم أنه يؤخذ من معنى الصبر، والله جل وعلا حليم لا يستخفه عصيان العصاة ولا يستفزه الغضب عليهم. والحلم الأناة، وضبط النفس والعقل- هذا في أصل اللغة.
واسم الحليم هو من الأسماء العظيمة لله سبحانه وتعالى والتي تدل على محبته لعباده وعلى رحمته بهم جل وعلا.
فالعبد يزل ويخطأ، والله جل وعلا يحلم عنه. هذا الاسم يدل على كمالات لله سبحانه وتعالى. فهو ذو الحلم الكامل، حليم سبحانه وتعالى وحلمه كاملاً.
ومن ذلك ان حلمه جل وعلا وسع حتى أهل الكفر والعصيان، فهو حليم عليهم ويمهلهم حتى يتوبوا ويرجعوا.
وهو سبحانه وتعالى يصفح، ومن حلمه أنه يغفر، وأنه يتجاوز عن السيئات. ولولا حلم الله جل وعلا على أهل الفسق والجناة لما استقرت السماوات والأرض كما قال الله جل وعلا “إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ولإن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إن كان حليماً غفوراً”.
جاء اسم الحليم في كتاب الله جل وعلا في قريب احدى عشر موضعاً، من ذلك قول الله جل وعلا في سورة فاطر “إنه كان حليماً غفوراً”، وقول الله جل وعلا “قول معروف ومعروف خير من صدقة يتبعها أذىً والله غني حليم”.
ما الذي يثمر في قلب العبد معرفة أن الله جل وعلا حليم؟ المبادرة إلى فعل الطاعات والمبادرة إلى التوبة، لأنه يعلم أن الله جل وعلا قادر على أن يبطش به، وقادر على أن يعذبه سبحانه وتعالى، لكن من حلمه عز وجل أنه أمهله، وأنه تركه حتى يتوب ويستغفر وينيب إلى ربه جل وعلا.
يقول بن القيم -رحمه الله- في ذكر معنى الحليم: فهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيانه، وهو العفو عفوه وسع الورى لولاه غار الأرض بالسكان.
فالله سبحانه وتعالى من حلمه أنه لا يعاجل العبد، ولذلك ، من حلم الله جل وعلا أن يمكن العبد من المعصية ثم يدعوه إلى التوبة والاستغفار، ويدع له المشيئة في فعل الطاعات وفي فعل المعاصي، لا يجبره سبحانه وتعالى على فعل معين وإن كل شيء في هذا الكون لا يقع إلا بمشيئة الله جل وعلا وتقديره سبحانه.