معنى اسم الله الحق
الحق، الحق في اللغة هو خلاف الباطل كما هو معلوم. وأما أن الله هو الحق، فهو حق سبحانه وتعالى في ذاته وفي صفاته، وهو الموجد للخلق، كامل الصفات والنعوت، ووجود الله جل وعلا وأنه الحق لازم من لوازم ذاته سبحانه.
أما دليل هذا الاسم، فالله سبحانه وتعالى يقول “ذلك بأن الله هو الحق”. وقال جل وعلى “فتعالى الله الملك الحق”.
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم “أنت الحق وقولك حق”. إذا علمنا أن الله جل وعلا هو الحق، فإننا نعبده سبحانه وحده، ونتمسك بشرعه، ونأخذ بدينه، ونعلم أن غيره وعبادة غيره باطلة. “وأن ما يدعون من دونه هو الباطل” وأنه سبحانه معبود بحق، لا معبود سواه، فنفرده بالعبادة، ونلتجأ إليه، ولا نشرك به شيئاً.
معنى اسم الله المبين
المبين، والمبين في اللغة هو من أبان الشيء أو أظهره، وما يتبين به الشيء. قالوا والمعنى في اسم الله المبين أنه المبين لعباده سبيل الرشاد، الذي يبين لهم سبيل الرشاد ويوضح لهم طريق السداد، ويبين لهم الصراط المستقيم، أرشدهم إلى كل ما ينفعهم، ونهاهم عن كل ما يضرهم، فهو المبين سبحانه، المبين لما ينفعهم، والمبين لما يضرهم.
في قول الله جل وعلا “إن الله هو الحق المبين”، وهذا دليل الاسم.
قال بن كثير رحمه الله: “إن الله هو الحق المبين” أي وعده ووعيده وحسابه هو العدل الذي لا جور فيه، أي ظاهر بَيِّن.
فيوحد سبحانه بمقتضى هذا الاسم، ويتمسك العبد بشريعته، ويأخذ بأوامره، ويترك النواهي، وأيضاً يفيد العبد ألا يبحث عن ما لا ينفعه أو ما لم يبينه الله جل وعلا ولم يذكره في كتابه ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأن الله هو المبين المُظهر.
لذلك، فإن الله جل وعلا أقام العذر على الناس والحجة فقال “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.
“إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً”. وقال “وهديناه النجدين” طريق الخير وطريق الشر.
أوضح الله لك الأمر، وبين لك المحجة، وٌام عليك الحجة، فمن شاء سلك طريق الخير، ومن شاء سلك طريق الشر.
له المشيئة في ذلك، لكن الله جل وعلا يقبل منك إلا الاستقامة على شرعه والسلوك على طريق الخير، فخيَّرك جل وعلا.