الحافظ والحفيظ
ثم اسم الحافظ والحفيظ. الحافظ والحفيظ اسمان يدلان على صفة واحدة وهو أن الله جل وعلا هو ذو الحفظ الذي يحفظ على الخلق أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم ويحفظهم جل وعلا من كل مكروه.
يقول بن القيم في اسم الحفيظ: وهو الحفيظ عليهم وهو الكفيل بحفظهم من كل أمر عالي، يحفظهم من كل مصيبة، فهو حافظ لهم وحفيظ.
قال أهل العلم: اسم الحفيظ من قول الله جل وعلا “إن ربي على كل شيء حفيظ”. وقال بعضهم هذه صفة، وجاء في قوله تعالى “الله حفيظ عليهم” “وربك على كل شيء حفيظ”.
وإذا علم الإنسان أن الله حافظ وحفيظ سبحانه وتعالى، فإنه لا يخاف ضياعاً، فالله هو الذي يحفظ العبد متى ما حرص الإنسان على طاعة الله وعبادته.
لذلك، من صلى الفجر فهو في ذمة الله كما في صحيح مسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم “فانظر يا بن آدم هل يطلبنك الله في ذمته من شيء؟”
يصيبك شيء وأنت في ذمة الله. يحفظك الله سبحانه وتعالى. الذي يخاف هو الذي لا يصلي الفجر، الذي لا يقوم بالطاعات، الذي لا يحفظ أوامر الله جل وعلا، هذا هو ما يخاف على نفسه.
أما أنت ففي حفظ الله، عاملاً بالأسباب التي توب لك الحفظ من الأذكار، ومن الأدعية، ومن التحصين الشرعي، فأنت محفظ بحفظ الله جل وعلا، لا يمسك شيء بإذن الله سبحانه وتعالى.
متى ما ضيعت أمر الله، أي حفظ لك؟ إن لم يحفظ الله فمن يحفظك؟
فهو الحفيظ سبحانه، يحفظ الإنسان من الشرور والآفات والمهالك، يحفظه من عقابه وعذابه. إذا حفظ العبد حدود الله ومحارم الله وقوي إيمانه بالله سبحانه وتعالى، النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس: يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك.
فالحفيظ هو الله جل وعلا وهو الحافظ سبحانه. ودليل الحافظ أن الله جل وعلا قال “فالله خيرُ حافظاً وهو أرحم الراحمين” وهما بمعنى واحد.