معنى اسم الله البصير
البصير في اللغة هو الذي يشاهد الأشياء، الله جل وعلا يرى الأشياء كلها ظاهرها وباطنها، لا تخفى عليه خافية، السر عنده علانية، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، محيط بها سبحانه.
ما تسقط من حبة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. يعلم حالنا ويرى مكاننا ويسمع دعائنا، فلا تخفى عليه خافية، فهو البصير بنا جل وعلا.
قال أهل العلم: البصير هو الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات حتى أخفى ما يكون فيها، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، ويرى جميع أعضاء هذه النملة الباطنة والظاهرة.
قال القائل: يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليلِ، ويرى نعاط عروقها في نحرها، والمخ في تلك العظام النُّحل، ويرى خرير الدم في أوداجها، متنقلاً من مفصل، امنن عليا بتوبة تمح بها ما كان مني في الزمان الأولِ.
يعلم كل شيء جل وعلا، يعلم أحوالنا ويرى مكاننا سبحانه، بصير بعباده. دليل هذا الاسم قول الله سبحانه في سورة آل عمران “والله بصير بالعباد”.
وقالوا دليله أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدجال “إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور”، أي نثبت له العينين وهي أداة البصر، ونثبت له المعنى.
وأما كيف يُبصر، فالكيف مجهول، نفوض الكيف إلى الله عز وجل، هو أعلم بصفاته. إذا علم العبد أن الله هو البصير استحضر مراقبة الله في نفسه، فرغب إليه ورهب منه، واجتنب المعاصي وأقبل على الطاعات لأنه بصير به، وأحسن إلى العباد وأكرمهم، وابتعد عن كل ما ينقص إيمانه لأن الله به بصير.
معنى اسم الله الجبار
الجبار، من أسمائه جل وعلا الجبار. قال أهل العلم: الجبار له ٣ معاني. أما المعنى الأول فهو الذي يجبر الضعيف، فيجبر القلوب.
كل قلب منكسر لأجله يجبره سبحانه، فيغني الفقير وييسر الأمور على العباد، ويجبر المصاب بالثابت والتوفيق سبحانه جل في علاه، ويجبر قلوب الخاضعين إليه المنيبين له، الراجعين المتقين.
والمعنى الثاني للجبار أنه القهار لكل شيء، الذي دان له كل شيء. والمعنى الثالث قالوا أنه العلي على كل شيء، فصار الجبار بهذا الاعتبار متضمنا لاسم القهار ولاسم العلي أيضاً.
قال بن عباس في تفسيره للجبار: العظيم، وجبروت الله جل وعلا هي في عظمته سبحانه جل في علاه.
أما دليل هذا الاسم ففي قول الله جل وعلا في سورة الحشر “هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار“.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول “اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني”. إذا علمنا أن الله عز وجل هو الجبار فمما يخاف الإنسان؟
وماذا يصيب الإنسان من ذعر أو من حاجة، فالله هو الجبار، وهو الذي يجبر هذه القلوب، فنلتجأ إليه سبحانه.
وأيضاً أن من تجبر على الله فإن الله جل وعلا توعده بالعذاب الأليم. قال الله تعالى “كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر جبار” الذي يتجبر على شرع الله، فالله هو الجبار اسماً وصفةً، له الجبروت سبحانه.
إذا لا يخاف الإنسان من أحد إلا من الله جل وعلا، فإليه يلجأ، فهو معاده وملاذه.