الاسم الثاني “الأحد”، والاحد في اللغة هو الواحد، والأحد اسم من أسماء الله جل وعلا دال على وحدانيته سبحانه وتعالى، فالله جل وعلا واحد في ذاته وهو واحد في صفاته، وهو واحد في أفعاله وواحد كذلك في تفرده بالعبودية سبحانه وتعالى، لا يُعبد إلا هو جل وعلا.
معنى اسم الله الأحد
ودليل هذا الاسم قول الله جل وعلا “قل هو الله أحد”، فاسم الأحد اسم ثابت لله سبحانه وتعالى، هذه السورة “قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد”، قال العلماء: هذه السورة فيها نفي الأصول والفروع والنظراء، “لم يلد ولم يولد” نفي الأصل ونفي الفرع، “ولم يكن له كفواً أحد” نفي النظير والند والشبيه، ولذلك هذه السورة تعتبر ثلث القرآن لأن القرآن ثلاث أمور – توحيد، وشرائع وأحكام أمر ونهي، وذكر حال الأنبياء مع قومهم.
هذه السورة ليسه فيها إلا باب التوحيد، لذلك فهي ثلث القرآن، بينما جاء أن الفاتحة هي القرآن العظيم لأن الفاتحة تتضمن هذه الثلاثة أمور، أي فيها التوحيد، والائتمار والانتهاء ” إياك نعبد وإياك نستعين”، وفيها حل الأنبياء مع أقوامهم ” اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم”، لذلك فإن “قل هو الله أحد” تعدل ثلث القرآن.
ما الذي يؤثر في العبد هذا الاسم؟
أن يقع في قلبه نفي المثل والكفؤ والند والنظير عن الله سبحانه وتعالى وأن وحده لا شريك له، وأننا لا نعرف كيفية ذاته، ولا نعرف كيفية صفاته، نعرف معانيها ونفوض كيفيتها إلى الله جل وعلا لأنه أحد مكتمل الصفات سبحانه وتعالى.
ومن ثمرات هذا الاسم أننا ننزه الله عن النقائص، لا يوصف، ولذلك نزه الله سبحانه وتعالى نفسه فقال “لا تأخذه سِنة ولا نوم”، لا نعاس ولا نوم، وقال جل وعلا “وما مسنا من لغوب”، من تعب، وقال” هل تعلم له سمياً”، وقال “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”، هذه كلها تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن النقائص، وكذلك نستفيد من هذا الاسم البراءة من الشرك ومن أهله الذين يعبدون غير الله ويتقربون لغير الله جل وعلا.