بدأ الدكتور ” خلدون الشريف – طبيب العقم وأطفال الأنابيب” حديثه قائلا: هناك عدة اهتمام بالموضوع حيث أن هذه العائلة أردنية بالإضافة إلى الجانب الإنساني عند هذه السيدة التي مات لها أكثر من طفل قبل ذلك إلى جانب البعد الديني والأخلاقي لهذه العملية.
تعاني هذه السيدة من مرضا وراثيا يمكنه أن ينتقل إلى كل أطفالها كما سبق الذكر حيث يوجد خلل في جزء صغير داخل الخلية والذي يسمى بالميتوكنداريا مما يتسبب في موت الأطفال قبل ولادتهم أو موتهم بعد الولادة مباشرة.
تم عمل الدواء في الصين وإجراءه في المكسيك عن طريق أخذ النواة من هذه السيدة وحقنها في سيدة أخرى لا توجد بها هذه النواة مما يتسبب في ولادة الطفل من أم أخرى.
وتابع الدكتور ” خلدون الشريف “: لا تسمح أميركا بإجراء مثل هذه العمليات وتم إجراءها في المكسيك لأنها دولة تسمح بهذه العمليات.
هناك ثرثرة كبيرة في الشارع الأردني نتيجة القيام بهذه العملية التي يمكن أن تتنافى مع الأخلاق والشرع والدين إلى جانب أن هناك بعض الضوابط في بعض الدول الأوربية التي تمنع هذه العمليات.
هناك من يرى أن هذه العملية مقبولة إنسانيا وآخرون يرون أن نعمة الأطفال لا يجب أن يتم الاشتراط فيها عند عمل هذه العملية.
لا يمكننا الفتوى بحرمانية هذه العلمية ويمكن ترك هذه الفتوى لعلماء الدين لإبداء الرأي فيها كما أن مثل هذه العمليات لا تُجرى في الدول العربية والإسلامية والتي منها دولة الأردن على الرغم من وجود التقنيات العلمية والطبية لإجرائها.
لماذا لم يتم اللجوء لتقنية أطفال الأنابيب؟
يمكن من خلال التحليل الجيني قبل الولادة ان يتم انتقال المرض الوراثي عن طريق الأب أو الأم التي تعاني من ورضا وراثيا للجينين، لذلك عند تكوين الجنين عن طريق الخلايا الجنينية فإننا نقوم باستبعاد الجنين الذي به مشاكل وراثية.
أما في حالة وجود خلل في الميتوكونداريا عند السيدة أو حاملة لمتلازمة لي فيمكن نقل هذه الظاهرة لجميع الأطفال مما يتسبب في موتهم، لذلك لا يمكن في هذه الحالة عمل التحليل الجيني قبل الولادة وتكوين جنين بهذه الطريقة لأن هذه الطريقة ستؤدي إلى إصابة كل الأطفال بمتلازمة لي أو الأمراض الوراثية الأخرى عند الأم.
من الناحية العلمية يعتبر نسبة الجينات من الأم المتبرعة للنواة في هذه العملية ,001 حيث أنه يوجد 20000 من الجينات في الجسم والتي تمثل الميتوكونداريا منها 37 فقط.
تعتبر المشكلة في هذه العملية أن الطفل يعتبر متشاركا في أُمَّين وهو حالة غير مطابقة للشرع والقانون، لذلك نحن في انتظار الرأي القانوني والشرعي قبل إجراءها في الأردن.
تعتبر تلك العملية نادرا جدا ولا يمكن لأي طبيب أن يقوم بهذه العملية كما يجب ألا يفتي أي شيخ في هذه العملية كما يجب الجلوس مع الأطباء ومناقشتهم طبيا في هذه العملية قبل الفتور بحرمانية أو حلال تلك العملية.
ما هي نسبة خلو الطفل من متلازمة لي؟
بعيدا عن البعد الأخلاقي والديني فتعتبر تلك العملية جديدة ويجب معرفة المشاكل التي يمكن للطفل تجنبها أو التعرض لها فيما بعد بمرور الوقت، لذلك يجب الانتظار حتى دراسة تلك العملية بشكل أكبر وبصورة أوسع لتجنب مشاكلها المحتمل وجودها مع مرور الوقت.
وأضاف الدكتور ” خلدون “: تعتمد نسبة نجاح عدم انتقال الأمراض الوراثية للطفل المولود عن طريق أطفال الانابيب وغيرها من الطرق على أمرين مهمين أولهما عمر السيدة حيث أن عمر السيدة الصغير يساعد في عدم انتقال تلك الأمراض للطفل، لذلك يُنصح دائما بعدم تأخير الإنجاب لفترة طويلة عند كبر العمر.
أما الأمر الثاني والمعروف عالميا فهو يعتمد على خبرة الفريق المعالج حيث كلما زادت خبرة الفريق المعالج كلما زادت نسبة نجاح عمليات أطفال الأنابيب إلى جانب أن السيدات الأقل من 35 عاما فإن نسبة النجاح تتخطى 60% ومن 35 إلى 40 عاما تصل النسبة إلى 50% أما من هم فوق الأربعين عاما فتقل نسبة نجاح عمليات أطفال الأنابيب عندهم لتصل إلى 25 إلى 20%.
تلك النسب السابقة تعبر عن فرصة الحمل للسيدة والتي تتصاحب مع عدم وجود أمراض وراثية للطفل أو بعض المتلازمات مثل متلازمة لي.
هناك أمراض وراثية معينة يتعرض لها الذكور فقط وأخرى قد يتعرض لها الإناث فقط كما يمكن منع انتقال المرض الوراثي عن طريق أطفال الأنابيب.
ما صحة جودة الطفل المولود من أطفال الأنابيب؟
عند إجراء تجارب المتابعة على أطفال الأنابيب بالمقارنة مع غيرهم من أطفال الحمل العادي تم الوصول إلى وجود ذكاء أعلى لطفل الأنابيب ولكن لا يمكن الاعتماد على ذلك في ذكاء الطفل حيث أن ذكاء الأطفال يقوم بالأساس على اهتمام وتربية الآباء والأمهات بدرجة كبيرة في المقام الأول بالإضافة إلى الذكاء النسبي عند الأطفال، لذلك لا يُنصح بعمل أطفال أنابيب من أجل تعديل أو زيادة نسبة الذكاء عند الطفل.
وأخيرا، يمكن للتطورات الطبية أن يكون لها نتائج سلبية وأخرى إيجابية على الإنسان حيث لا يوجد شيء نقي مائة بالمائة ويتم الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات عن طريق الأطباء وعلماء الدين الذي يقررون اللجوء للضرر القليل بالمقارنة مع الضرر الكبير لأي تقدم طبي.