سمعنا مؤخرا عن الامراض الصدرية مثل الربو والحساسية الصدرية حيث تكثر الاصابة بالالتهابات الصدرية والتي تؤثر على صغار السن.
لاحظنا في الفترة الأخيرة أن الطفل يولد ومعه إكزيما وبعد ستة أشهر تسبب له مشكلة بالصدر. أو طفل صغير وفي سن معين مثلا 8 و 9 سنوات يشخصه الدكتور بأنه مريض ربو.
بعض أنواع الحساسية لها أصول عائلية فغالبا ما يكون أحد الوالدين مصاب بالحساسية، ويوجد مصطلح سلسلة الحساسية حيث يولد الطفل ومعه إكزيما أو إلتهاب الجلد التحسسي وغالبا ما يصاحبه في الإسبوع الاول من الولادة أو الشهر الأول من عمره وفي بعض الأحيان يصيب الطفل عند الفطام من الحليب وتنتج حساسية لبعض أنواع الأطعمة.
أما بسن الأربع سنوات تبدأ حساسية الأنف، ثم عند سن السبع سنوات تبدأ حساسية الربو وهكذا.
فهي عبارة عن عوامل وراثية تتفاعل مع العوامل البيئية فتؤدي إلى الحساسية. وهذه تعتبر سللسة حساسية منذ الولادة.
ما الفرق بين الربو وحساسية الصدر؟
قال “د. حسان مبيض” إستشاري أول أمراض الصدر والحساسية في مؤسسة حمد الطبية. الربو هو عبارة عن إلتهابات مزمنة بالقصيبات الهوائية تؤدي إلى ضيق القصبة الهوائية وجزء من الربو حوالي 30 % أو 40 % ناتج عن حساسية فالربو له علاقة بشيء يتحسس له في البيئة مثل الحيوانات مثل الكلاب والقطط أو عثة البيت و سوسة الغبار المنزلي التي توجد في كل بيت وليس لها علاقة بالنظافة المنزلية وخصوصا في المناطق الرطبة صيفا وشتاءا وهي عبارة عن مخلوق صغير لا يرى بالعين المجردة ويوجد في الفراش وغطاء الوسائد والموكيت، وعند ترتيب السرير تخرج فتصيب الفرد بالعطاس وإذا كان الفرد يعاني من الربو فتبدأ نوبة الربو.
فليس كل ربو حساسية في الصدر ولكن حساسية الصدر غالبا ما تكون ربو والربو هو مرض تحسسي وغير تحسسي على الأكثر.
ما هي أول خطوة عند ملاحظة أي أعراض للربو على الطفل؟
أهم خطوة هي مراجعة الطبيب لأنه إذا كان الطفل يعاني من ضيق في القصبات فلن تفيده الوصفات المنزلية ويحتاج إلى علاج دوائي، ويجب تنبيه الأم إذا كان طفلها يعاني من حساسية الطعام أو الأنف أو إكزيما فهو غالبا سيعاني من الربو في المستقبل بسن عشر سنوات وحتي 20 سنة وبالتالي وجود أعراض مثل الصفير أو ضيق النفس أو صعوبة في النفس مع السعال وخصوصا عند إجتماع الأربعة أعراض معا فغالبا ما يعاني هذا الشخص من الربو.
هل يوجد علاج للربو وشفاء تام منه؟
الربو وخصوصا عند السن المتأخر هو مرض مزمن ويوجد إحتمال بسيط لأن يشفى تماما فهو مرض مزمن مثل السكري والضغط لذا لا يوجد شفاء تام منه وهو يحتاج إلى علاج دائم وخصوصا العلاج الوقائي.
والمريض الذي يستخدم علاج وقائي نادرا ما يتعرض لنوبات أزمة الربو. ولذلك ننصح مرضى الربو بالاستمرار على العلاج وعدم إيقافه حتى بعد تحسن الأعراض لكي لا تسوء الحالة.
وأضاف الدكتور أن الأطفال المصابون بالربو بعمر 7 -8 سنوات ينقسموا إلى ثلاثة أقسام وهي:
• القسم الأول يسيطر عليه الربو بشكل دائم.
• القسم الثاني يتحسن بسن 15 إلى 20 سنة ثم يتوقف فترة ويعود مرة أخرى.
• القسم الثالث يشفى تماما من الربو ولا يعود إليه.
وبالتالي فثلثى الأطفال يعانون من الربو خلال حياتهم.
هل تتزايد أعداد مرضى الربو بشكل مستمر؟
بالفعل تتزايد أعداد مرضى الربو في كل أنحاء العالم، وهناك عدة نظريات لتفسير السبب مثل زيادة الوعي الصحي، مراجعة الطبيب، وتوافر الخدمات الصحية وبالتالي عند بداية ظهور الأعراض يتم التوجه إلى الطبيب فهذا جعلنا نكتشف وجود المرض لأنه كان موجود ولكن لم يتم إكتشاف المصابين به.
والسبب الثاني نظرية تحسن الظروف الصحية أو Hygiene theory فقديما كانت الأمراض المزمنة مثل الجديري والحصبة نجد أن مناعة الجسم كانت مشغولة بمكافحة الأمراض الجرثومية والبكتيرية ومع تحسن الظروف الصحية وقلة وجود إزدحام وتوافر اللقاحات للأمراض المناعية مما أدى إلى تحول الجهاز المناعي نحو أمراض أخرى نتيجة حساسية من أشياء موجودة في الطبيعة بشكل يومي نتيجة إستعداد وراثي لدى الشخص مثل الغبار وحبوب اللقاح وسوس الغبار المنزلي.
ما هي النصائح التي تقلل من نوبات الربو؟
تشير الدراسات إلى وجود أسباب كثيرة وعوامل تسبب الربو مثل السمنة لدى الأطفال بسبب الطعام الجاهز الغني بالدهون فالسمنة عامل مساعد لحدوث الربو عند الأطفال، وعلى العكس فالطعام الصحي مثل تناول الفواكه والمكسرات والخضروات يساعد على منع الإصابة بأمراض كثيرة منها الربو، الامتناع عن التدخيم فهو يزيد من إحتمالية الإصابة بالربو.
وأضاف الدكتور أن مريض الربو قد يتضرر من البخور وبعض الأبخرة المشابهه والروائح ولكنها ليست عامل مسبب للربو.