ماذا يحدث داخل جسم الإنسان حتى يُصاب بجلطة قلبية؟
يُجيب الدكتور فراس الرحايمة “اختصاصي أمراض الباطنة والقلب”، هذا الموضوع هام جداً حيث زادت نسبة الإصابة بـ الجلطات القلبية في الفترة الأخيرة على مختلف الأعمار سواء صغير، أو كبير.
نلاحظ يومياً حالات جلطات قلبية، وانسداد للأوعية الدموية، والسبب الرئيسي هو (التدخين)، فالتدخين يزداد بصفة مستمرة، وبجميع الفئات العمرية، كذلك تراكم الدهون داخل الشرايين؛ لأن هناك نوعان من الدهون: دهون ثلاثية، ودهون الكوليسترول، أي أن هناك دهون مفيدة، ودهون ضارة، والسبب الرئيسي لحدوث انسداد شرايين، أو وعكة صحية، هو تراكم الدهون (ذات الكثافة المنخفضة) بالإضافة إلى وجود بعض الأمراض مثل: مرض السكري، والذي يصيب جميع الفئات العمرية، ضغط الدم، وكذلك العادات السيئة، والتاريخ العائلي (الوراثة).
عند النظر إلى هذه الصورة، نجد أن الشريان الأعلى شريان طبيعي، الذي يليه تتكون عليه دهون ضارة (ذات كثافة منخفضة)، والتي تسبب ترسبات على الجدار الداخلي، وبالتالي انسداد كلي، أو جزئي في الشريان، أما الذي يليه تترسب دهون، وصفائح دموية، وبالنسبة للأخير هُنا لا يوجد ترسبات، أو انسدادات، ولكن يوجد تشنج بالشريان، والناتج عن عوامل كثيرة أهمها الضغط حيث أدى إلى حدوث انقباض، والذي قد يؤدي إلى جلطة قلبية.
هل الدهون التي تتراكم داخل الشريان هي نفسها التي تتراكم بسبب التدخين؟
نعم، بالتأكيد التدخين يساعد على ترسب الدهون؛ لأنه يقوم برفع الدهون الضارة LDL، وتقليل الدهون النافعة HDL، والتي تقوم بتنظيف الدهون الضارة، وسحبها من الجسم.
أيضاً قلة ممارسة الرياضة، وقلة الحركة بشكل مستمر يؤدي إلى رفع الدهون الضارة، وتقليل الدهون النافعة.
هل خطورة هذا المرض تكمن في عدم وجود أعراض؟
نعم، من الممكن أن يكون لدى المريض تراكم دهون، أو انقباض في الشرايين؛ لذلك ننصح دائما بإجراء فحص دهون بعد ١٨ عاما بصفة دورية، ومتابعة الطبيب، وتكون نسبة الصيام ٨ ساعات، وليست ١٤ ساعة، فيقوم بعمل فحص للتأكد من وجود دهون أم لا.
انسداد الشريان التاجي
هناك ٣ أنواع من الشرايين:
1) الشريان الأيمن.
2) الشريان الأيسر التاجي.
3) الشريان الأيمن.
هذه الصورة توضح انسداد الشريان التاجي، وهذا الانسداد يؤدي إلى تقليل تدفق الدم مكان الانسداد، وعدم وصوله إلى المنطقة المراد الوصول إليها؛ حتى يغذي العضلة، وحتى تقوم العضلة بوظيفتها وهي ضخ الدم.
هذه المنطقة الرمادية لا يصلها دم، أو أكسجين بشكل طبيعي، فيحدث ضعف في عضلة القلب مكان انسداد الشرايين، وبالتالي ظهور أعراض الجلطات القلبية.
على الرغم من التحذير ضد التدخين، والحث على ممارسة الرياضة، لكن مازال هناك زيادة في نسب جلطات الدم، فما السبب في ذلك؟ وهنا يُجيب “فراس”، أولاً: لا توجد توعية سواء من الأهل، أو المؤسسات الاعلانية التي تقوم بتوعية الأفراد بأضرار التدخين. ثانياً: زيادة ضغوطات الحياة، فيعتقد البعض أن التدخين، والكحول هو نوع من المهدئات.
هل الجلطات القلبية تؤدي إلى الوفاة المباشرة؟
نعم، بالتأكيد إذا كانت جلطة قلبية حادة قد تؤدي إلى الوفاة مباشرة، ولكن هذا يختلف من شخص لآخر خاصة الأعمار الصغيرة، حيث نلاحظ وجود جلطات لدى الشباب في عُمر صغير، ولا يمكن انقاذهم؛ لأنه عند حدوث تراكم للدهون لدى الشباب نتيجة لعدم الوعي يحدث انسداد للشرايين، حيث أن الشرايين الصغيرة ليست مُجندة للقيام بوظيفتها أثناء انسداد الشرايين الرئيسية، وبالتالي تؤدي إلى الوفاة.
ما هو علاج الجلطات القلبية ؟
لابد من تغيير نمط الحياة قبل العلاج.
على سبيل المثال: شخص حدث له جلطة قلبية، وتم علاجه، وعمل قسطرة قلبية، وأخذ علاج.
في المرحلة التالية لابد من تجنب حدوث ذلك.
مثل: مرض السكري لابد من وجود وعي لدى المريض، وتجنب الأكلات التي تحتوي على دهون، ونشويات، والالتزام بالأدوية، وتناول غذاء صحي، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين بشكل نهائي، حيث أن ٧٠% من المدخنين، والمصابون بجلطات قلبية يعودون إلى التدخين بصورة أبشع من قبل.