لا يوجد أغلى من العين؛ لذلك نجد أن هناك عديد من المرضى يترددون قبل إجراء عمليات تصحيح البصر ( عمليات الليزر ) وغيرها. يتحدث الدكتور “بشارة أبو حجلة” استشاري طب وجراحة العيون، عن الاعتبارات التي يجب أخذها في الاعتبار قبل إجراء عمليات تصحيح البصر، فيقول، تصحيح البصر هو عملية انتقائية، وبالتالي يكون فيها تردد من المرضى؛ لأن المريض طبياً لا تكون لديه مشكلة في عينه إلا أنه يرتدي نظارة، أو عدسات لاصقة، فهو بالتالي يرغب في إجراء عملية لهدف جمالي، وليس ضرورة لابد منها.
لا بد أيضاً من معرفة أن هذه العملية عملية طبيعية، ولا يوجد في الطب شيء ناجح ١٠٠%، من الممكن أن يحدث شيء أثناء العملية، ومن الممكن أن تكون نسبة قليلة جداً.
ما هي مخاوف عملية تصحيح البصر؟
عملية التصحيح هي عملية تفاعل ليزر مع نسيج حي ( عين المريض )، عند إجراء قياسات معينة من أجل تصحيح النظر هذا التأثير الذي يحدث من الليزر إلى القرنية يكون محسوب نظرياً، ولكن لا نعرف ما هو تأثير الليزر على العين بنسبة ١٠٠%.
من الممكن ألا توجد مشكلة في إجراء الطبيب، أو الأجهزة، ولكن المشكلة في تفاعل العين مع هذا الإجراء، لذلك يجب أن يعرف المريض أن هناك احتمال ألا تصل النتائج ١٠٠% مثلما يريد حتى بعد إجراء الفحوصات، فيكون هناك نسبة لا تحصل على ٦/٦.
وعن دور الطبيب في شرح جميع الاحتمالات التي قد تحدث أثناء العملية، فتابع “بشارة”، دور الطبيب هام جداً؛ حتى يشعر المريض بالراحة حتى بعد إجراء العملية، حيث أن كل حالة تختلف عن الأخرى؛ لأن كل متطلبات مريض تختلف عن الآخر.
فالمريض ذو ٣ درجات قصر نظر يختلف عن ٩ درجات قصر، والمريض ذو الدرجة، ونصف انحراف يختلف عن ٧ درجات؛ لأنه توجد بعض الدرجات لا يمكن التخلص منها نهائياً مهما كانت درجة تقدم الأجهزة.
هنا يجب أن يوضح الطبيب للمريض احتمال عدم النجاح بنسبة تماثل أشخاص آخرين، على سبيل المثال نجاح عملية الليزر ٩٨%، ولكن قد لا تنجح إلا بنسبة ٧٥% لدى أخرين، وهنا لا ترجع إلى حدوث خلل في شيء؛ ولكن لان لكل درجة طبيعة تختلف عن الأخرى، كما أن بعض المشكلات لدى المريض قد تؤثر على العملية مثل: الكسل البصري؛ لأن عمليات التصحيح لا تعالج الكسل البصري، وكذلك الحال بالنسبة لضعف، وهشاشة الشبكية لا تعالجها الليزر؛ لأن عمليات الليزر عملية بديلة للنظارة، أو العدسات اللاصقة، وليست حل سحري لمشاكل العيون.
ما هي الحالات التي يعالجها تصحيح البصر؟
الذي يُحدد بشكل أساسي عمليات التصحيح هو الأمان لدى المريض، على سبيل المثال: مريض لديه ١٠ درجات، وسماكة القرنية لا تسمح بعمل هذه الدرجات كلها، والتي تجعل الطبيب لا يقوم بإجراء هذه الدرجات؛ لأن لكل درجة نقوم بعلاجها تأخذ من سُمك القرنية، لذلك ينبغي الحذر حتى في السُمك المراد أخذه حتى نحقق الأمان لدى المريض، ليحصل المريض إلى أفضل نتيجة ممكنة.
هناك أيضاً حالات لا تحتاج إلى عمليات ليزر؛ لأن لديه درجات بسيطة جداً: نصف، أو ثلاثة أرباع درجة.
هذه الدرجات بسيطة لا تحتاج إلى تدخل جراحي، فيقوم الطبيب بتقديم النصيحة للمريض باستخدام النظارة الطبية للقراءة بعد عُمر الأربعين حتى وإن لم يكن يستخدمها؛ لأن درجات القصر لديه تحمي له القريب، وبالتالي عند إزالتها يُصبح مثل أي إنسان عادى، لذلك يتم استخدام النظارة الطبية، وهي مهمة جداً بالنسبة للأعمال المكتبية التي تستغرق من ١٠ إلى ١٢ ساعة.
وبسؤال الطبيب عن الآثار الجانبية التي قد تنتج عن عملية التصحيح ؟ وهل من الضروري إخبار المريض بها، فأكّد أنهُ من المهم جداً معرفة المريض بهذه الآثار حتى لا يتفاجأ بها بعد العملية فيقوم بالانزعاج، وازعاج الطبيب بصفة خاصة، وهذه المشكلات كثيراً ما تحدث إن لم يكن هناك وضوح تام من البداية.
قد تحدث مشكلات مثل: عدم وضوح الرؤية، وقد يضطر المريض لاستخدام قطرة للعين لعدة أشهر، وقد ينزعج المريض من الضوء خاصة في الليل، وقد يعود إلى درجة، أو درجتان.
عدم حدوث هذه المشكلات للمريض تسبب مشكلات له، والتي تزعج المريض أيضاً.
هل قد يلجأ الطبيب إلى اعطاء درجة، أو درجتان حتى لا يستخدم النظارة؟
نعم، في بعض الأحيان بصفة خاصة المرضى عند ٦٠ عاماً، على سبيل المثال: إذا كان لدى المريض قصر نظر على ٧، أو ٨ درجات، لا بد من الاتفاق على هذا الأمر أنها لزيادة درجة قصر حتى يستطيع رؤية الأشياء القريبة، وهناك بعض الأطباء لا يفضل ذلك؛ لأنه سيستخدم النظارة لا محالة من ذلك.
هنا نقوم بتحسين رؤية البعيد أولاً، والنظارة سيستخدمها فيما بعد.
هل عمليات الليزر تعالج الانحراف؟
نعم، تقوم بعلاجه، ولكن لدرجات معينة، وكذلك لابد من معرفة أن هذه الدرجات قد لا يُعالجها الليزر، فإذا كان لدى المريض ٤، أو ٥ درجات، هناك احتمال أن يظل لدية درجتان، أو ثلاثة أرباع درجة، أي أنه لا يوجد جهاز يمكن به معرفة النتيجة؛ لأنها لا تقوم على التنبؤ.