يعد الموت أحد الحقائق الثابتة التي لا جدال فيها، بغض النظر عن المعتقدات أو العرق أو المكانة أو العمر، فالجميع سيموت، فالموت لا يفرق بين صغير أو كبير أو فقير أو أمير فلكل إنسان أجل مكتوب، وعندما ينتهي هذا الأجل فلا مفر إذن من الموت، قال الله سبحانه وتعالى ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ ولا أحد يعرف متي ينتهي أجله، بل يعتبر هذا الأمر من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله.
معلومات عن يوم القيامة
يؤمن الجميع بالموت وأنه حق ولا مفر منه، أما مسألة البعث والحياة الأبدية بعد الموت والحساب والثواب والعقاب فلا يؤمن بها جميع الخلق، بل يؤمن بها البعض، وينكرها البعض الآخر، وقد أخبرنا الإسلام أن حياة المرء لا تنتهي بموته على الأرض، بل تلي هذه الحياة الفانية حياة أبدية لا موت فيها ولا فناء، وأن هذه الحياة التي نعيشها ما هي إلا اختبار وطريق حتي نصل إلي الحياة الحق وقد أخبرنا سبحانه بهذا الأمر في سورة الأنعام في قوله تعالي ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
ويقصد بيوم القيامة اليوم الذي يحيي الله فيه الخلائق بعد الموت ويجمعهم كي يحاسبهم على أعمالهم التي اقترفوها في الحياة الدنيا، وقد أخبرنا الله -سبحانه وتعالى- بأن أهوال يوم القيامة مفزعة، وليوم القيامة علامات صغري وعلامات كبري تنذر بقدوم هذا اليوم.
أهم علامات يوم القيامة الصغرى
- بعث النبي محمد (صلي الله عليه وسلم).
- موت النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) بعد تبليغه الرسالة.
- انشقاق القمر.
- انتشار الفتن بين المسلمين ومنها تلك التي حدثت عند مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
- ادعاء النبوة من قبل بعض الأشخاص مثلما فعل مسيلمة الكذاب.
- انتشار الحرام واستحلاله.
- خروج النار من بلاد الحجاز.
- انتشار الجهل بين الناس.
أهم علامات يوم القيامة الكبرى
- طلوع الشمس من المغرب.
- ظهور المسيخ الدجال.
- نزول عيسى ابن مريم عليه السلام.
- خروج الدابة.
- ظهور يأجوج ومأجوج.
- خروج النار.
- خروج الدخان.
فبعد النفخ وإحياء جميع المخلوقات يحاسب الله عباده، فأولئك الذين اتبعوا تعاليم أنبيائهم وحققوا الهدف من خلقهم (وهو عبادة الله الواحد الأحد) يدخلون الجنة بسلام، ويعيشون في نعيم خالد، ويتمتعون بحياة جميلة تخلو من التعب والمرض، حيث أن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما أن الله سبحانه سيزيل من قلوبهم جميع الألآم وسيعيشون في سلام دائم، وقد قال تعالي في وصف جزاء المؤمنين في سورة التوبة {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وكما قال سبحانه في حقهم أيضًا {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}.
وفي المقابل، أولئك الذين خالفوا تعاليم أنبيائهم وعصوا الله سبحانه وتعالي وأشركوا به واتبعوا أهوائهم الضالة فسوف يُساقون إلى جهنم وبئس المصير، فعلي الرغم من أن هؤلاء العصاة قد أنعم الله عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصي إلا أنهم منغمسون في المعاصي والذنوب، وقد وصف الله سبحانه وتعالي جهنم في كتابه المجيد بأن بها نار مشتعلة لا تهدأ أبدًا، وأن أصحابها يعيشون في عذاب دائم، وقد قال سبحانه في شأنهم في سورة آل عمران ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾.