معبد أبو سمبل أحد أهم المواقع التاريخية في جمهورية مصر العربية، حيث يقع المعبد على الضفة الغربية من بحيرة ناصر على بعد ٢٣٠ كم من جنوب غرب أسوان، حيث يعود تاريخ بناء المعبد إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني وهي تلك الفترة الواقعة ما بين (١٢٦٤-١٢٤٤) ق.م أو (١٢٤٤-١٢٢٤) ق.م، ويرجع السبب وراء الاختلاف في التاريخ وراء اختلاف علماء العصر الحديث في العديد من الأمور التي تخص حضارة رمسيس الثاني، فقد كان السبب وراء تشييد المعبد هو احتفال رمسيس الثاني بنصره على الحثيين في معركة” منقادش” واستغرق تشييد المعبد حوالي ٢٠ عام، وهناك العديد من الأسرار التي تدور حول معبد أبو سمبل والعديد من الأمور التي تتعلق به وتجعل منه أحد المعجزات الأثرية التي كانت سببًا في جذب الكثير من السياح حول العالم من أجل زيارته، ومن خلال المقال التالي عبر موقعنا نتعرف على هذه الأسرار، ومزيد من معلومات عن معبد أبو سمبل.
معلومات عن معبد أبو سمبل
وصف معبد أبو سمبل
المعبد يتكون من من معبدين رئيسيين على النحو التالي:
- المعبد العظيم: والمعروف قديمًا بمعبد “رمسيس”، وهو أحد المعابد المحفورة داخل أحد الجبال، يوجد عند مدخل المعبد مجموعة من التماثيل عددها أربع تماثيل، يصل ارتفاع التمثال حوالي ٢١م، وهي تمثال بها لِحى غير حقيقية وترتدي تنانير قصيرة، وتاج يعتليه تمثال الكوبرا للتزيين، وعند السيقان توجد عدة تماثيل صغيرة.
- يصل امتداد المعبد حوالي ٦٤ م داخل الجبل، وبه قاعتان من الداخل القاعة الأولى عبارة عن ردهة بها ٨ أعمدة، والردهة الثانية بها ٤ أعمدة مزخرفة، وبها تمثال رمسيس الثاني وهو جالس مع الآلهة رع حراختي، وأمون، وبتاح.
- المعبد الصغير: ذات مدخل مُزين من الداخل بعدد أربع تماثيل للفرعون، وتمثالين لعروسته نفرتاري، ويصل عدد أرتفاع كل من هذه التماثيل نحو ١٠ م، فضلًا عن العديد من التماثيل الأخرى صغيرة الحجم، أما من الداخل يوجد رُدهة تبرز عددًا من صور الإله حتحور، والجدار الخلفي للردهة يوجد عدد من النقوش الأثرية.
تاريخ معبد أبو سمبل
أثناء فترة حكم الفرعون رمسيس الثاني، بدأ في وضع خطة لبناء العديد من الأبنية داخل مصر بأكملها ومن ضمنها النوبة، حيث كانت النوبة واحدة من أهم الأماكن لدى المصريين في حينها حيث مصدرًا للذهب وعددًا من السلع التجارية المهمة في ذلك الحين، وبدء في بناء العديد عددًا من المعابد، وكان معبد أبو سمبل أشهر تلك المعابد حيث بُني في عام ١٢٤٤ ق.م، واستمرت عملية البناء نحو ٢٠ عامًا تقريبًا، حيث اكتمل بناءه في عام ١٢٦٤ ق.م.
كما يطلق على معبد أبو سمبل أيضًا “معبد رمسيس” المحبوب من قبل الملك آمون، ومع مرور الوقت صارت تلك المعابد مهورة وأصبحت تكسوها الرمال، وفي القرن السادس بدأت الرمال في تغطية المعابد بالكامل حتى اختفت كليًا، ولكن تم اكتشاف المعابد مرة أخرى على يد المستشرق السويسري جان لويس في عام ١٨١٣م، حيث أعلن أكتشافه مع المستكشف الإيطالي جيوفاني بيلزوني بعدما وجد إفريز المعبد الرئيسي وسافرا معًا إلى مكان المعبد لكنهم لم يتمكنوا من الدخول إليه، وبعد ذلك عاد بيلزوني مرة أخرى ليحاول الدخول وبالفعل نجح في الدخول إليه والوصول للموقع وذلك في عام ١٨١٧م.
نقل معبد أبو سمبل
كان معبد أبو سمبل من الآثار التي وضعتها الحكومة المصرية وخبراء اليونيسكو ضمن قائمة الآثار المهددة بالغرق من قبل سد أسوان، وعملت الحكومة على إنقاذ المعبد وبالفعل تمكنت من نقله في عام ١٩٦٨م، وكانت عملية نقل العبد من أكبر التحديات التي واجهتها الحكومة، حيث بدأت الحكومة في تقسيمه في عام ١٩٦٣م إلى أكثر من من ١٠٠٠ مبنى من أجل عملية نقله لمكان أخر، ليتم بناء سد مؤقت حول الموقع لإنقاذه من الغرق، وبدأت عملية النقل بالفعل في عام ١٩٦٨م إلى منطقة هضبة الصحراء غرب المنطقة الأصلية للمعبد.
وختامًا يجب التنويه إلى قيمة آثارنا العظيمة المخلدة عبر ألاف السنين، وواجبنا نحوها الحفاظ على عليها وحمايتها من كل ما يهدد بقائها، وعلينا أن نُدرك المجهود الجلي التي تقوم به الحكومة تجاه هذا الأمر، ومن هنا توصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم نتمنى أن تكون تلك الكلمات جأت بما يرضيكم، أنتظرونا في مقال أخر عبر موقعنا.