يحتاج الكثيرون معرِفَة معلومات عن مرض السمنة ومعرِفَه أسباب تفشّيه عربيًا وعالميًا وحلول وغيرها؛ حيثُ تُعتبر السمنة مرض وليست وصمة اجتماعية كما يراها البعض، ويعاني من هذا المرض حوالي ٦٥٠ مليون شخص حول العالم، وتحتل الأردن المرتبة الثالثة عشر عالمياً في نسبة الأشخاص المصابين بالسُّمنة حول العالم.
يمكن تشخيص مرض السمنة بعد قياس معدل الكتلة الوزنية للجسم، كما يمكن علاج هذا المرض المزمن عن طريق بعض الأدوية العلاجية أو اللجوء إلى بعض العمليات الجراحية الجديدة كقص المعدة أو ربطها، وغيرها من الطُّرق.
معلومات عن مرض السمنة
ترى الدكتورة طروب خوري ” أخصائية باطنية ” أن السمنة قديماً كانت تُرى كصفة جمالية للمرأة، حيث كنا نصف السيدات المصابات بالسُّمنة بالجمال، حتى تبين مؤخراً أن هناك علاقة وطيدة بين السمنة وبعض الأمراض الخطيرة مثل:
- الضغط.
- السكري.
- الكوليسترول.
- السرطان.
لذلك، فإن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى تصنيف السُّمنة كمرض من الأمراض المزمنة المنتكسة ولا يمكن اعتبارها على أنها مرض عادي لأن الشخص المصاب بزيادة الوزن قد يصعب عليه في بعض الحالات النزول في هذا الوزن لأمور فسيولوجية عدة تجعله يعود إلى زيادة الوزن مرة أخرى.
مضيفةً: تعتبر نسبة الإصابة بهذا المرض داخل الأردن عالية نوعاً ما مقارنةً بغيرها من الدول حيث يتعرض ٣٠٪ من الرجال إلى السُّمنة مقارنة ب ٤٠٪ من سيدات الأردن المصابات بالسُّمنة.
طرق تشخيص مرض السُّمنة
يجب التفريق بين زيادة الوزن والسمنة حيث يمكننا قياس السمنة عن طريق قسمة الوزن بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر.
على سبيل المثال، إذا كان هناك شخص وزنه ٧٠ كيلو جرام فإن حساب معدل السمنة لديه يُحسب بقسمة ٧٠ على طوله بالمتر مرتين، ولابد أن تكون قراءة هذه المعادلة أقل من ٢٥ حتى يمكننا عدم تصنيف هذا الشخص بمرض السمنة.
في حال كانت القراءة بين ٢٥ و ٣٠ فإن ذلك يُصنف على أنه وزن زائد، بينما القراءة الأكبر من ٣٠ تعني سمنة، وتتدرج هذه السمنة لتصل إلى سمنة من الدرجة الأولى وسمنة من الدرجة الثانية والثالثة إلخ إلخ … يمكن تعريف مرض السمنة على أنه مكان تجمع الدهون في الجسم، حيث أن تكوُّن الدهون تحت الجلد يمكن أن يمتد إلى الكبد، حول البنكرياس وحول القلب، وهنا تكمن خطورة السمنة المفرطة.
أنواع السمنة
هناك نوعان من السمنة هما:
- السمنة الخارجية تحت الجلد.
- السمنة الداخلية أو المخيفة الموجودة حول الأمعاء، والكبد، والبنكرياس، وحول القلب إلخ إلخ..، وهنا تعتبر الدهون الموجود في هذه المناطق هي دهون سامة لأنها تفرز مواد تساعد على الالتهاب، مما يتسبب في بعض المضاعفات مثل:
- مقاومة الأنسولين.
- ارتفاع الضغط.
- التعرض لمرض السكري.
- ارتفاع معدلات الكوليسترول.
تابعت ” خوري “: تظل السمنة مرضاً معقداً لأن هناك منطقة في الدماغ يصلها بعض الإشارات من الهرمونات المتعددة الموجودة في المعدة والأمعاء وهي الهرمونات المسئولة عن التوازن في الجسم.
وفي حالة الإصابة بالسمنة فإن هناك خلل ما يحدث في عمل هذه الهرمونات المسئولة بدورها عن إحداث التوازن في الجسم نتيجة تحكمها في نسبة الجوع والشبع بشكل كبير، وهذا هو السبب الذي يجعل هنالك صعوبة في نزول الوزن مرة أخرى.
وهذا الأمر لا يتطلب ضرورة أن يشعر مريض السمنة بذنبه تجاه عدم قدرته على النزول في الوزن لأن ذلك ليس بمقدوره هو القيام به بسبب وجود دخل لهرمونات الجسم في هذه الزيادة المفرطة في الوزن مرة أخرى، مع مراعاة أن هناك بعض الأدوية التي يمكنها معالجة الخلل الموجود في هذه الهرمونات.
كيف يمكننا التحكم في اختلال هرمونات الجسم المسئولة عن زيادة الوزن؟
كما ذكرنا سلفاً، فإن السمنة تعبر مرض معقد وذلك لأن هناك بعض الجينات المسئولة عن زيادة الوزن والتي لا يمكن التحكم أو اللعب بها، وعادةً ما نرى أن معدل الكتلة الوزنية ” حاصل قسمة الوزن على مربع الطول ” كأنها تسير وتتقارب عائلياً.
على الجانب الآخر، يمكننا التحكم في البيئة المسمنة لهذا الشخص الذي يزيد وزنه دون أن يستطيع معاودة النقصان في هذا الوزن مرة أخرى، لذلك يجدر الإشارة إلى:
- في حال تناول الطعام مع الآخرين فإننا نأكل ٣٠٪ أكثر من احتياجاتنا الغذائية.
- ضرورة ممارسة الرياضة بصفة دورية وأن تكون جزء من الحياة اليومية حتى لا نصاب بالمسنة الزائدة، مع إمكانية المشي لمدة نصف ساعة يومياً على مدار ٥ أيام في الأسبوع.
- الحفاظ على تناول الأغذية الصحية دون الإكثار من الأكلات التي تحتوي على الفركتوز والحلويات والسكريات لأن هناك هرمون يسمى الليبتون يتأثر كثيراً بنوعية الأكل الذي نتناوله ويتحكم في معدل السمنة في جسم الشخص.
- ضرورة معالجة مريض السمنة نفسياً.
- أخذ بعض الأدوية العلاجية للسمنة.
- اللجوء إلى العمليات الجراحية للتخلص من الوزن الزائد بعدما يتم استشارة الطبيب المختص.
قدَّمنا لكُم أعلاه بعض معلومات عن مرض السمنة التي تُمثِّلُ أهميَّة كبيرة لدى المرضى وغيرهم ممن يجمعون تلك المعلومات من أجل التثقيف والأبحاث.