لقد أصبح مرض السكر شائع ومنتشر جدًا لدى جميع الأشخاص في جميع المراحل العمرية، وذلك بسبب زيادة السمنة، وقلة الحركة، وسوء التغذية.
وتعتبر هذه الأسباب هي أهم الأسباب للإصابة بالسكري خصوصًا لدى الشباب وصغار السن، وذلك بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
لذلك تعتبر التغذية الصحية السليمة والحفاظ على الوزن من أهم الأشياء التي تساعد في الوقاية من الإصابة بالسكر.
المقصود بمرض السكر، وما هو السكر التراكمي؟
يقول الدكتور “مهدي حبيب العبودي” أخصائي طب الأسرة أن: مرض السكر بشكل عام هو مرض أيضي، وهو بشكل عام عبارة عن ارتفاع في نسبة السكر في الدم مع عدم قدرة الجسم على تخزينه، وهذا الارتفاع يؤدي لحدوث مضاعفات بعضها قصير المدى وبعضها طويل المدى.
بينما السكر التراكمي هو أحد الفحوصات التي تتم لمعرفة إذا كان الشخص خلال آخر ثلاثة أشهر، أو ستة أشهر، أو سنة قادر على التحكم في كمية السكر في جسمه، وكذلك تحديد إذا كان هناك ارتفاعات في السكر أم لا.
وبشكل عام السكر التراكمي هو تركيز في مادة الجلوكوز في خلايا الدم الحمراء، وتحديد تركيز الجلوكوز خلال آخر فترة.
أنواع السكر
تابع د. “مهدي”: أن السكر كان يصنف إلى نوعين؛ نوع أول ونوع ثاني، بينما الآن هناك أنواع مختلفة من السكر، ويعتمد كل نوع من هذه الأنواع على المرحلة العمرية، والإصابة التابعة للسكر، ولكن النوعين الرئيسين والأكثر انتشارًا هما النوع الأول والثاني.
عادة ما يسمى سكري النوع الأول بسكري الطفولة، والذي يتم تشخيصه في الطفل من بداية عمره. وبشكل عام تكون خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس تعمل على إيقاف إنتاج الأنسولين، وبالتالي ينعدم الأنسولين في الجسم، مما يؤدي لعدم استغلال السكر وعدم تخزينه، مما يؤدي لارتفاع مستوى السكر في الدم.
وفي هذه الحالة يتم التشخيص بشكل عشوائي؛ فمثلًا إذا كان الشخص يعاني من إعياء، وآلام في البطن، يقوم الطبيب بعمل فحص للسكر فيجد أنه مرتفع.
أما بالنسبة للسكري من النوع الثاني، يكون إنتاج الأنسولين أقل من الإنتاج المطلوب، أو تكون خلايا الجسم لديها مقاومة للأنسولين، مما يؤدي إلى إنتاج الشخص لكمية أكبر من الأنسولين.
إصابة الشباب والأطفال بالسكري من النوع الثاني
من المعروف أن أمراض السكر قديمًا كانت تصيب كبار السن فقط، ولكن الآن زادت الإصابة بين الشباب والأطفال؛ وذلك بسبب تطور التكنولوجيا، وزيادة الأطعمة الغير صحية، وقلة الحركة.
كما يعد سوء التغذية السبب الرئيسي لإصابة الشباب بالسكري من النوع الثاني، فلقد أصبحت الأغذية المصنعة منتشرة بشكل كبير، وهي تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات، وبالتالي تؤثر هذه الأطعمة على الإنسان من الصغر، وتؤدي لزيادة نسبة السمنة، فيزداد معدل الإصابة بالسكر.
سكر الحمل وتأثيره على المرأة والجنين
كما يقول د. “العبودي” أنه عادة ما يتم فحص المرأة الحامل في الأسبوع ٢٤ إلى الأسبوع ٢٨ من الحمل، وقياس نسبة السكر، حيث يمكن اكتشافه في هذه الفترة.
وتكمن مشكلة السكر في الحمل في أنه يؤدي لمضاعفات خطيرة على الجنين؛ فقد تسبب تشوهات خلقية للجنين، أو مضاعفات أثناء الولادة، وقد يؤدي لوفاة الجنين في بعض الأحيان.
وتكمن المشكلة أيضًا في احتمالية إصابة الطفل بالسكر من النوع الثاني في المستقبل إذا كانت الأم مصابة بالسكر أثناء الحمل.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بسكر الحمل؟
أردف د. “مهدي”: قد تظهر بعض أعراض السكري على المرأة في بداية الحمل، أو يمكن اكتشافه بنسبة أكبر في الأسبوع ٢٤ بعد إجراء بعض الفحوصات.
والأعراض تكون على هيئة عطش زائد، تبول زائد، فقدان في الوزن، أو فقدان شهية.
ولكن الوقاية من الإصابة بالسكر تبدأ بالتغذية السليمة؛ عن طريق الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والبروتينات لاحتوائها على الألياف، والتقليل من تناول النشويات، وخفض السكريات إلى أدنى مستوى ممكن، كما يفضل الابتعاد عن شرب العصائر وتناول ثمرة الفاكهة بدلًا من عصرها.
نصائح لجميع الأشخاص للوقاية من الإصابة بالسكر
مما لا شك فيه أن التغذية السليمة هي أفضل طريقة للوقاية من الإصابة بالسكر، بالإضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية المصنعة، والإكثار من تناول الأطعمة الطازجة والصحية، وتقليل كمية السكر قدر الإمكان أو الابتعاد عنه تمامًا، كما يجب كذلك التقليل من تناول النشويات.
أما بالنسبة للأشخاص المصابون فعليًا بالسكر، يجب عليهم أيضًا التركيز على التغذية السليمة لأنها تمنع حدوث أي مضاعفات للسكر مع الوقت.
إذا كان الشخص يعاني من أعراض للسكر مثل فقدان الوزن، أو زيادة في الوزن، أو فقدان شهية، أو عطش زائد، يجب عليه عمل فحص للسكر كل ستة أشهر إلى سنة، ويفضل أن يكون فحص السكر أثناء الصيام ومع السكر التراكمي، بينما إذا كان الشخص عمره من ٤٠ سنة فما فوق، يجب عليه أن يبدأ بالقيام بالفحوصات الدورية باستمرار.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، إذا لاحظ الشخص تصبغات في الرقبة أو الوجه فلا بد أن يقوم بعمل فحص لمستوى السكر ؛ حيث أن هذه التصبغات مع زيادة الوزن عادة ما تدل على زيادة في إفراز الأنسولين، وهذا يعني أن الجسم لديه مقاومة للأنسولين.
وبالتالي ينتج البنكرياس كميات أكبر من الأنسولين لخفض مستوى السكر، فيصبح مستوى السكر طبيعي، بينما يكون الأنسولين زائد.
يعتبر أفضل وقت لتدارك علاج السكر في مرحلة البداية، أو ما تسمى بمرحلة ما قبل السكر؛ حيث أن المضاعفات طويلة المدى تبدأ من هذه المرحلة، كما أنه إذا تم العلاج في هذه المرحلة يعود بعد ذلك الشخص طبيعي كما كان عن طريق التغذية السليمة فقط.
علاج مرض السكر
من الجدير بالذكر أن العلاج يعتمد على نوع السكري؛ فالنوع الأول مثلًا يكون علاجه بالأنسولين، فالشخص المصاب بسكري النوع الأول لا يستطيع أبدًا الاستغناء عن الأنسولين.
بينما المصاب بسكري النوع الثاني يعتمد علاجه على السكر التراكمي وفحص الدم؛ فمن الممكن أن يعالَج بنوع أو اثنين أو ثلاثة من الحبوب، وقد يكون باستخدام إبر الأنسولين.
ختامًا، هناك علاجات جديدة يتم تطويرها؛ حيث أنه من الممكن زراعة بنكرياس جديد للشخص المصاب، أو زراعة خلايا جديدة في البنكرياس، ولكن جميع هذه العلاجات مازالت تحت الدراسة حتى الآن، ولا توجد أي نصائح أو إرشادات طبية لاستخدامها.
بالإضافة إلى ذلك فإن هناك علاج باستخدام أجهزة توضع تحت الجلد، ولكن حتى الآن لم يتم الموافقة على هذه الأجهزة من قِبل منظمة الغذاء والدواء في أمريكا.