يرغب الكثيرون في معرفة معلومات عن لويس برايل ، هذا العالم الرائع، ففي ٤ يناير ١٨٠٩، ولد Louis Braille في بلدة صغيرة بالقرب من باريس، وكانت عائلته من الطبقة المتوسطة، وكان والده يعمل في صناعة المصنوعات الجلدية، وكان لويس يلعب بجوار أبيه في الورشة وهو صغير، وذات يوم عندما كان في الثالثة من عمره، كان لويس يحدق بعينيه في قطعة من الجلد بينما كان يحاول اختراقها بأداة حادة، وبالضغط بقوة على هذه القطعة من الجلد، انزلقت الأداة الحادة وتوجهت مباشرة إلى إحدى عينيه، وفي هذا الوقت (القرن التاسع عشر)، لم يتوفر الدواء المناسب لمثل هذه الحالة، فقد تم نقل لويس إلي المعالج المحلي، وقد قام المعالج بربط العين المصابة، لكنه لم يشف بل انتقلت العدوى إلي عينه الأخرى، وأصبح لويس أعمى.
معلومات عن لويس برايل
سوف نتناول في مقالنا هذا معلومات عن لويس برايل وطريقته للقراءة التي ساعدت الملايين من المكفوفين حول العالم، أوصل النور والعلم إلى هؤلاء، فلنتعرّف عليه.
١. تعليمه
كان يعمل والد لويس في ورشة لصناعة المصنوعات الجلدية، وكان يتولى رعاية ثلاثة أبناء أخرين، ورغم ذلك فقد كانت عائلة لويس فقيرة، وعندما كان لويس في التاسعة من عمره، حصل علي منحة للدراسة في المعهد الملكي للشباب المكفوفين في باريس “أول مدرسة في العالم للمكفوفين وضعاف البصر”.
على الرغم من أن هذا المعهد كان أول مدرسة من هذا النوع، إلا أنه كان في الواقع سجنًا قديمًا مظلمًا متهالكًا، فلم يتناول الطلاب فيه سوي الخبز والماء، وكذلك لم يتمكنوا من الاستحمام إلا مرة واحدة في الشهر، وكان هناك الكثير من القواعد والعقوبات القاسية.
رغم ظروف المعهد السيئة إلا أن هذا لا يعيق لويس، فقد تعلم الكثير من الموضوعات الجديدة مثل الموسيقي والعلوم، كما أنه تعلّم القراءة باستخدام أصابعه بحيث يتتبع الحروف المكتوبة في كتب مطبوعة خصيصًا للمكفوفين، لكن هذه الكتب كانت ثقيلة جدًا، فقد كان النص كبيرًا وكانت كل جملة تشغل صفحة كاملة، وكان المتعلم يتعلم القراءة فقط، ولا يتعلم الكتابة، لذا فكر لويس في ابتكار طريقة أسهل.
أثناء زيارة ضابط الجيش الفرنسي، شارل باربيار، إلى مدرسة لويس، أخبره لويس خلالها أنه ابتكر طريقة جديدة للكتابة يمكن للجنود استخدامها للتواصل فيما بينهم بدون كلام، وذلك عن طريق كتابة رسالة مشفّرة علي ورق سميك تحمل نقاط وشرطات، بحيث تحمل كل واحدة منهما دلالة كلامية، ولكن هذه الطريقة لم يرحب بها الضباط فقد استصعبوها ورأوا أنها معقدة للغاية، ورغم ذلك فقد منحت هذه الطريقة لويس الإلهام الذي يحتاجه.
٢. طريقة برايل
على مدار عامين، عمل لويس بجد على نظامه الجديد، وأخيرًا وصل إلى ما يريده وحقق هدفه وهو في سن ١٥ عامًا، فقد ابتكر طريقة برايل للمكفوفين، كما طلب من مدير المدرسة قراءة مقال من إحدى الصحف، وأثناء قراءة المقال، قام لويس بتسجيل كل كلمة باستخدام نظام برايل الخاص به، ثم كررها كلمة مقابل كلمة مرة أخرى إلى مدير المدرسة، مما يثبت أنه كان ناجحًا في إنشاء نظام جديد للقراءة والكتابة للمكفوفين.
كان مدير المدرسة يقدر لويس ويحترمه، ورغم ذلك كان قلقًا من أن نظام برايل سيعمل على استقلال الطلاب المكفوفين، ولم يكونوا بحاجة إلى معلميهم.
٣. وفاته
توفي لويس عن عمر يناهز ٤٣ عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، فقد كان يعاني من أمراض في الجهاز التنفسي (ويُعتقد أنه مصاب بالسل)، وفي عام ١٨٥٤، أي بعد عامين من وفاته، تم أخيرًا اعتماد نظام كتابته الجديد من قبل المعهد الملكي للمكفوفين، وذلك بفضل الطلب الكبير من قبل الطلاب.
ومن هنا انتشرت طريقة برايل، وفي عام ١٨٧٨، أعلن المؤتمر العالمي للمكفوفين أن طريقة برايل هي الطريقة الدولية للمكفوفين، والآن، تم استخدام طريقة برايل بكل اللغات تقريبًا في جميع أنحاء العالم.
المصادر: Aruma