من صلاح الدين الأيوبي؟
صلاح الدين الأيوبي والمعروف لدى المؤرخين الأوروبيين باسم (صلاح الدين)، قد أطاح بالأسرة الفاطمية في عام (١١٧م)، حيث قام بتأسيس الخلافة الأيوبيه الجديدة؛ بسبب خطر الغزو الصليبي الأوروبي الذي اجتاح المشرق العربي في هذه الفترة الزمنية، مما دفع صلاح الدين إلى تحسين تحصينات مدينة القاهرة، وفي عام (١٧٦ م) قام بتشييد جدار والذي من شأنه الإحاطة بالقاهرة والفسطاط (القاهرة القديمة).
وُلد صلاح الدين في عام (١١٣٧م) في تكريت بالعراق، وقد درس القرآن الكريم وعلم اللاهوت والفلك والقانون والرياضيات، وقد التحق بالجيش وتم تدريبه على يد عمه القائد (أسد الدين شريكوه).
قلعة صلاح الدين
تقع القلعة في حي القلعة بالقاهرة، وقد أُقيمت بإحدى الربى المنفصلة عن المقطم الذي يقع على مشارف القاهرة، وقديمًا كانت واقعة على جزء من الجبل ويتصل بجبل المقطم حيث تُشرف على مصر والقرافة والقاهرة والنيل. فنجد أن النيل يقع في الجهة الغربية منها، أما من الجهة الشرقية يقع جبل المقطم، وفي الجهة الشمالية نجد مدينة الفسطاط والقاهرة الفاطمية والقرافة الكبرى، وفي الجهة الجنوبية تقع بركة الحبش.
يبلغ ارتفاع القلعة من الداخل في المتوسط حوالي (١٠ متر)، وسماكة أسوارها (٣ متر)، وفي أغلب الأحيان يزيد ارتفاع الأبراج عن (٢٠ متر)، حيث يتخللها ممر عرضه (٩٠ سم) يصل إلى غرفة ضيقة مربعة، كما أن الأبراج تحوي غرفًا مستطيلة وبكل برج غرفتان جانبيتان على هيئة ذراعين بكل واحدة منافذ للسهام.
تبدو القلعة اليوم في كامل اختلافها عن القلعة الأصلية قديمًا، والتي كانت حصنًا للجيوش الصليبية، وقد تم توسيعها وإعادة تشكيلها وتصميمها على يد عدد من الحكام المختلفين على مدار السنين.
تم استخدام القلعة كمقر للملك وحكومته في مصر لعدة قرون، ليس فقط للأيوبيين بل للمماليك وبعض من الملوك العثمانيين الذين تولوا حكم مصر. وقد لعبت قلعة صلاح الدين الأيوبي دورًا هامًا في الحياة السياسية المصرية عبر مراحل مختلفة من التاريخ، لدرجة أنه في بعض الأوقات قد اعتاد الملك على حكم القاهرة، بينما الحاكم أو السلطان يسيطر على القلعة.
وترجع الأسباب الكامنة وراء بناء القلعة ووقعها إلى رغبة صلاح الدين في بناء قلعة محصنة لحماية المدينة ضد أي هجمات أجنبية وعلى وجه الخصوص الخطر الصليبي، ولقد دافعت القلعة عن مصر ضد العديد من الهجمات على مر فترات زمنية مختلفة.
الجدير بالذكر أنه تم تنفيذ أعمل ترميم وتطوير كثيرة داخل القلعة في عام (١٩٨٦)، ولقد احتوت القلعة على الكثير من وسائل الدفاع مثل الجدار الضخم الذي يحيط بكافة أنحائه، ومجموعة من أبراج المراقبة، فضلًا عن منطقة لتصنيع الأسلحة، وقاعة مؤتمرات للحكام للتخطيط لكيفية الدفاع عن مصر ضد أي هجمات.
واقرأ معلومات عن قصر البارون بمصر
الأماكن الأثرية بالقلعة
لقد تم بناء العديد من المعالم العامة بالقلعة عبر تاريخها الطويل، فحينما تولى محمد علي السلطة، كان أكثر تركيزه على محو نفوذ المماليك الذيم قاموا بالسيطرة على مصر لمدة (٦ قرون)، ولذلك فقد قام بتجديد القلعة وجعل منها حامية وحصن عسكري عريق، وقد ببنى به مسجد يحمل اسمه (مسجد محمد علي) وهو واحد من الأعجوبات المعمارية وواحدًا من أكثر معالم القلعة شهرة. أما مسجد المرمرة فقد بنى في ذكرى ابنه المتوفي، ومسجد المماليك الناصر محمد.
إضافة إلى هذه المساجد، نجد أن قلعة صلاح الدين تحتوي على المتحف العسكري الوطني والمليء بالزي العسكري والأسلحة منذ أزل التاريخ المصري، ومتحف الشرطة، ومتحف الحديثة، ومتحف العربات، إضافة إلى عدد من المتاحف المخصصة لقصر محمد علي.
وإليك عوامل الجذب السياحي في مصر
نستطيع أن نجد مجموعة من المدارس مثل مدرسة الناصر قلاوون ومدرسة القلعة الحربية، وأثار مختلفة مثل دار الضرب، وبئر يوسف، وإيوان فارس الدين أقطاي، فضلًا عن دار صناعة القلعة والمعروفة بـ (ورش باب العز).
كما يوجد مسجد رابع خلف المتحف العسكري الوطني وهو جامع سليمان باشا، والمتميز بزخرفته العظيمة والذي يُعتبر واحد من أبرز المساجد على الطراز العثماني. وإضافة إلى ذلك نجد قصرة الجوهرة الذي أنشأه (محمد علي) لزوجته (جوهرة هانم) في عام (١٨٤) والذي يتكون من طابقين وتطغى عليه سمات العمارة العثمانية.
وتقرأ هنا أيضًا مقال عن شارع المعز
المصادر: Memphistours , Egypt.travel , Sis.gov , Islamicart