نبذة مختصرة عن قسطنطين الأول
كان قسطنطين الأول، الذي أصبح يُعرف باسم قسطنطين العظيم، إمبراطورًا رومانيًا في بداية القرن الرابع، حيث انتصر في العديد من المعارك المهمة من أجل إعادة توحيد الإمبراطورية الرومانية لتصبح تحت قيادة إمبراطور واحد بعد عقود من الصراع الداخلي، كما يعتبر قسطنطين أول من وضع الأساس للمسيحية لتصبح الديانة المهيمنة في أوروبا.
نشأته
على الرغم من اختلاف المصادر في سنة ولادته بالتحديد، فالأرجح أن قسطنطين الأول وُلد في نايسوس (صربيا حاليًا) في عام ٢٧٢ م أو في أواخر عام ٢٨٥ م، ونظرًا لأن والده لم يكن قائدًا عسكريًا فحسب، بل كان أيضًا قيصر الغرب، عاش قسطنطين طوال حياته المبكرة في البلاط الإمبراطوري، ثم بعدها خدم كضابط رفيع المستوى في دقلديانوس، وكان معروفًا بأنه رجل ذو طاقة عالية، كما تعلم قسطنطين أن وظيفة الحاكم تتمثل في الدفاع عن الإمبراطورية من أي قوة خارجية وخلق مجتمع عادل ومنظم، وهو الأمر الذي وضعه قسطنطين نصب عينيه عندما أصبح إمبراطورًا.
تنازل له والده عن الحكم عندما والده على فراش الموت، وبعد وفاة والده، واصل قسطنطين بناء سمعته كرجل قادر على التحرك السريع والحاسم، وذلك عندما حارب الفرنجة في عام ٣٠٧ م، وهنا أثبت أنه قادر على التصرف دون رحمة عندما قتل اثنين من ملوك الفرنجة من خلال رميهم إلى وحوش المدرج، ومن ناحية أخري، أظهر أيضًا تعاطفه عندما عمل على استعادة ممتلكات الكنيسة التي صودرت سابقًا، وفي النهاية اكتسب احترام الجيش، وجعل رجاله يثقون به.
أصبح الإمبراطور الوحيد للإمبراطورية الرومانية عام ٣٢٤ م
بدأت العلاقات تتدهور بين قسطنطين الأول وليسنيوس بعد محاولة اغتيال قسطنطين الأول علي يد رجال ليسنيوس، وأدي ذلك إلى نشوب حرب أهلية كبيرة عام ٣٢٤ م، وانتصر قسطنطين علي ليسنيوس وأجبره على الاستسلام، ثم أصبح قسطنطين الإمبراطور الوحيد للإمبراطورية الرومانية.
اكتشف قسطنطين مدينة القسطنطينية عام ٣٢٤ م
ساعد انتصار قسطنطين على ليسينيوس في صعود روما الناطقة باللغة اللاتينية والمعتنقة للديانة المسيحية، وبعد ذلك قرر قسطنطين إقامة عاصمة خاصة به في الشرق، وقد تم اختيار مدينة بيزنطة اليونانية وأعيد افتتاحها عام ٣٢٤ م، وتم تكريسها في ١١ مايو ٣٣٠، كما غير اسمها إلى القسطنطينية أو “مدينة قسطنطين”، كما اتخذها عاصمة له وجعلها مقر إقامته الدائم، وبعد ذلك أصبحت هذه المدينة أكبر وأغنى من أي مدينة أوروبية، كما كان لها دور أساسي في النهوض بالمسيحية، وتقع القسطنطينية اليوم في تركيا، وتعرف باسم إسطنبول وهي المدينة الأوروبية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
كان قسطنطين الأول السبب الرئيسي وراء نهوض المسيحية في أوروبا
كان قسطنطين أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية، فقد مهد بهذا الطريق لتصبح الديانة المسيحية هي الديانة المهيمنة في الإمبراطورية الرومانية بل وفي أوروبا بأكملها، ولقد أنهى اضطهاد المسيحيين وشرع المسيحية، ويعتقد بعض العلماء أنه اعتنق المسيحية علي يد والدته هيلانة التي تولت تربيته وهو صغير، ويقول آخرون أنه اعتنق المسيحية بعد رؤيته للمسيح ووعده له بالنصر في معركة جسر ميلفيان، وبناءً على تعليماته وأوامره، تم بناء كنيسة القبر المقدس في القدس وكنيسة القديس بطرس القديمة في روما والعديد من الكنائس الأخرى.
موته
حافظ قسطنطين على دوره كقائد عسكري، حيث قاتل اليماني في عام ٣٢٨ م بمساعدة ابنه كونستانتوس الثاني، وهزم القوط في عام ٣٣٢ م، وكانت أمنيته الأخيرة هي التغلب على بلاد فارس المجاورة، لكن في عام ٣٣٧ م مرض ومات، وتم دفنه في كنيسة الرسل المقدسة في القسطنطينية.
المصادر: Larnodo-Newtonic , Ancient