المفهوم والأبعاد والسمات
بدأت المنهجية الإدارية لصناعة الضيافة في منتصف القرن العشرين، إلا أن هذا لم يمنع وجود أساس تاريخي لها عبر العصور المختلفة، وإن كانت تُعرف سابقًا بـ “كرم الضيافة” وليس “صناعة الضيافة”.
فطالما وُجد السفر وتنوعت أسبابه ووسائله طالما بقيت حاجة مُلحة لمنظومة متكاملة تعمل على تقديم الخدمات المناسبة لطبيعة المُسافر الشخصية والثقافية وكذلك طبيعة الرحلة نفسها.
والضيافة من الصناعات ذات الدور المحوري في النمو الإقتصادي للعديد من دول العالم، بل وهي مصدر الدخل الرئيسي والمُعتمَد عليه في التنمية الإقتصادية للكثير من الدول، نظرًا لما توفره هذه الصناعة من فرص عمل للسكان المحليين وهو ما يساهم في الحد من البطالة، والمساهمة في تمويل الدخل المحلي الإجمالي وهو ما يُعزز القوة المالية للدولة.
بالإضافة إلى أنها مصدر للعملات الأجنبية وهو ما يساهم في تحسين ميزان المدفوعات، وكذلك لدورها في تجديد البنية التحتية.
والحديث عن صناعة الضيافة يلزمه إدراك الفارق بين مصطلح الصناعة (Industry) والذي يُشير دائمًا إلى إنتاج مكونات ملموسة، وبين مصطلح قطاع الخدمات الإقتصادي (Service Sectors in an Economy)، فالمصطلح الثاني أعم وأشمل من الأول لأنه واقعيًا يُوفر لزبائنه منتوجات ملموسة داخلة في التصنيف الأول.
فالضيافة من الزاوية العملية هي استقبال المسافرين مع توفير خدمة السكن ومنتجات الأغذية والمشروبات إضافةً إلى العديد من الخدمات الأخرى. وعلى هذا الأساس لا تقتصر الصناعة على تقديم خدمات الإقامة (خدمات غير ملموسة) ومنتجات الطعام والشراب (منتجات ملموسة)، بل يدخل فيها أكثر من ذلك مثل وسائل الاستجمام والترفيه والتسلية والرحلات والزيارات فهذه هي أضلاع الصناعة الأساسية.
وبهذه الأضلاع الثلاثة (خدمات غير ملموسة – منتجات ملموسة – خدمات يتداخل فيها الواقع والشعوري) جعل مفهوم صناعة الضيافة أحد أكثر المفاهيم الصناعية تفردًا في المدلول والمغزى، لأنها تجعل من الصناعة علاقة عابرة لحظية من جهة وحاسمة من جهة أخرى، لأنه لا مجال لتحسين هذه العلاقة مع النزيل فيما بعد، بل هي صناعة تحتاج إلى وضع الأمور في نصابها من اللحظة الأولى.
ومما سبق جميعًا أشار قاموس إكسفورد في تعريفه لكلمة ضيافة بالإنجليزية (hospitality) إلى أنها تعني استقبال الزائرين أو المسافرين والترفية عنهم بكل (رحب وسِعة). والجدير بالذكر أن كلمة ضيافة بالإنجليزية مُشتقة بالأساس من الأصل اليوناني القديم (hospice) وتعني باليونانية القديمة نُزل الفقراء أو نُزل الرحالة.
الأبعاد الرئيسَة في تطور صناعة الضيافة إلى ما وصلت عليه الآن
- تطور وسائل السفر.
- إعتراف الدول والحكومات بأحقية كل مواطن في الحصول على إجازات مدفوعة الأجر.
- زيادة أوقات الفراغ عند البشر.
- إستثمار الدول والحكومات في المشروعات السياحية والترفيهية.
- إعتبار السياحة مصدر الدخل القومي الأساسي والأول لدى العديد من الدول.
- إرتفاع المستوى المعيشي لمعظم الشعوب.
- إعتبار عدد الفنادق والمطاعم وأماكن الترفية أحد معايير تطور الدول ورقيها.
أبرز السمات المُشكِّلة لصناعة الضيافة
- تأثرها بالحوادث السياسية من حيث التقلب والإستقرار.
- تأثرها بالظروف والنشاطات الأمنية.
- تأثرها بالحوادث الإقتصادية.
- تأثرها بالحوادث البيئية كالزلازل والبراكين والأعاصير.. إلخ.
- تحقيقها للتوازن بين أنماط الطلب وبخاصة الطلب السياحي.
- تنظيم وترتيب الموارد البشرية والطاقات العمالية للدولة.
- تعتبر خدمات الضيافة آنية ومباشرة، لذلك توجد روابط تفاعلية بين مقدم الخدمة ومُتلقيها.
- لا ترتبط صناعة الضيافة بمواسم سنوية في الغالب الأعم.
- تتطلب صناعة الضيافة مزيجاً من الخبرة الصناعية ومهارات تقديم الخدمة
- وستظل الضيافة أقدم الوظائف التي اهتم بها الإنسان.
ما رأيك أن تطَّلِع على: أجمل فنادق مانيلا، وكذلك فنادق مدينة سغناغي.