قُبيل الحديث عن سفر التكوين، يجب العلم أن قد انقسمت كتب العهد القديم إلى ٥ أقسام ويفضل تسميتهم بكتب العهد الأول وليس القديم حيثُ أن كلمة القديم توحي بأن هذا الشيء لم كان مناسبًا في الماضي ولم يعد مناسب في القوت الحالي وهذا غير صحيح، ومن هذه الكتب أسفار سيدنا موسى الـ٥ وهم “سفر التكوين، وسفر الخروج، وسفر الاويين، وسفر العدد، وسفر التثنية”، وقد كانت أسفار سيدنا موسى الـ٥ تختص بشعب اسرائيل وتأسيس علاقة عهد بينهم وبين الله عز وجل، وسوف نقدم إليكم في المقال التالي في المزيد معلومات عن سفر التكوين، وما اغرض من كتابته، وإلى أي زمن يرجع زمن كتابته، تابعونا.
معلومات عن سفر التكوين
١. سفر التكوين
يُعد سفر التكوين هو أول سفر من أسفار سيدنا موسى الخمسة، كما أنه أول سفر أيضًا في التناخ “أكرنيم المكون من التوراة، ونبيئيم أي النبي، وكتوبين أي المكتوبة”، والتناخ باللغة العبرية يعني هو من أشهر أسماء الكتب اليهودية المقدسة، كما أنه جزء لا يتجزأ من التوراة.
٢. كاتب سفر التكوين
لم يتم الجزم بحقيقة كاتب سفر التكوين وعلى الرغم من ذلك نسب تأليف الأسفار الـ٥ إلى سيدنا موسى عليه السلام، ولكن كان هناك رأي مختلف للعلماء المعاصرين حيثُ أنهم قالو بأن هذه الأسفار تم كتابتها في الفترة التي تترواح بين القرن الـ٥ والـ٦ قبل الميلاد، وتبعًا لذلك يرون بأنه قام بكتابتها أشخاص متعددة على مر العديد من القرون الزمنية.
٣. موضوعات سفر التكوين
يشتمل سفر التكوين على العديد من الأحداث التي مرت منذ بدء الخليقة، وقد ذكر فيه السيرة الحياتية لبعض الأنيباء الذين جائوا قبل سيدنا موسى، كما أنه يشتمل أيضًا كيفية خلق الله عز الإنسان والكون، وكيف كان اختيار الله عز وجل لسيدنا نوح عليه السلام ليكون منذر للبشرية من الطوفان العظيم الذي قضى على كل شيء، كما أنه ذكر فيه أيضًا بعث الله عز وجل لأنبيائه إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وقصة سيدنا يوسف عليه السلام وكيف جرت الأحداث لبيعه لملك مصر والخطة التي قام بها أخوته والتي قادته في النهاية ليصل إلى عرش مصر، ومن هذا نصل إلى أن سفر التكوين يقوم بسرد الأحداث منذ بداية الخلق حتى نهاية قصة سيدنا يوسف ووفاته.
٤. أصل تسمية سفر التكوين
ترجع كلمة “السفر” في اللغة العبرية لكلمة “راشيتבְּרֵאשִׁית ” وتعني في اللغة العربية “البدء”، فيكون معنى سفر التكوين “بدء خلق الله للسماوات والأرض”، حيثُ أن هذا السفر يتكلم عن بداية تكوين جميع الكائنات الحية، وتكوين المبادئ البشرية والشريعة اليهودية.
٥. غرض كتابة سفر التكوين
في بعض الأحيان يُطلق على سفر التكوين اسم (المخطط الأساسي) أي المخطط الرئيسي للكتاب المقدس ككل، ويرجع ذلك إلى أن معظم التعاليم التشريعية الأساسية في الكتاب المقدس موجودة بالفعل في سفر التكوين، حيثُ أنه يسرد سقوط الإنسان، ووعد الله عز وجل الإنسان بالخلاص، كما أنه يحتوي على عقائد الخلق، أسباب الخطيئة، الكفارة، التبرير، وأسباب فساد الإنسان، ويذكر غضب الله عز وجل، ونعم الله على خلقه، وغير ذلك الكثير والكثير الذي تم ذكره في سفر التكوين.
محتويات سفر التكوين
- التاريخ البدائي: فقد قدم الأحداث التي دارت منذ بدء الخلق حتى موت سيدنا يوسف عليه السلام.
- تاريخ الآباء البطاركة: قصة سيدنا إبراهيم، قصة إسحاق، قصة يعقوب، قصة يوسف “وتُعد هذه الفترة الزمنية بمثابة تمهيد ليختار الله عز وجل شعبه المختار تبعًا لمعتقدات اليهود.
- كلمة الله والتاريخ البشري: يسرد حب الله لخلقه، وخلق الله لهذا الزمن والكوكب الذي نعيش عليه.
- الشريعة والتاريخ: فقد احتوى سفر التكوين على التاريخ منذ بدء الخليقة، وأيضًا على الشرائع الموجودة في التوراه.