يُعد سرطان القولون من السرطانات التي يمكن تشخيصها مبكراً، وبالتالي زيادة فرص الشفاء التام منه.
يصيب هذا النوع من السرطانات الرجال بنسبة أكبر من النساء، ولكن على الرغم من ذلك يمكن الشفاء من ٩٠٪ من حالات الإصابة به بصورة سهلة شريطة التشخيص المبكر له.
هناك بعض الفحوصات كفحص الدم الموجود في البراز الذي يمكنه تشخيص هذا المرض، كما يمكن علاجه عبر الأشعة أو عن طريق الأدوية الكيماوية التي قد تغنينا في بعض الحالات عن اللجوء للجراحة.
ما هو سرطان القولون؟
ذكرت الدكتورة نغم القرة غولي ” أخصائية الجراحة العامة والثدي والمنظار ” أن نسبة الإصابة بسرطان القولون هي ٩٪ تقريباً حول العالم، وما يجعلنا أكثر تفاؤلاً في هذا النوع من السرطانات بوجه خاص هو إمكانية تشخيص سرطان القولون مبكراً، علاوةً على إمكانية تشخيص الكتلة أو اللحمية التي لم تتعرض للسرطان قبلكما تتحول إلى ورم سرطاني، لذلك فإن تشخيص سرطان القولون يعتبر سهل وأفضل نوعاً ما من تشخيص سرطان الثدي الذي تصل نسبة الشفاء منه إلى ٩٠٪.
يمكن أن تصل نسبة الشفاء من سرطان القولون كذلك إلى ٩٠٪، ولكن في حال استئصال الغدد اللحمية الموجودة في القولون فإن ذلك يقينا من الأساس من التعرض لسرطان القولون.
طرق تشخيص سرطان القولون
يعتبر سرطان القولون هو نمو غير مسيطر عليه في الخلايا، ليس له أسباب بعينها، وإنما هناك بعض العوامل التي تزيد من نسبة التعرض لهذا النوع من السرطانات.
يمكن تقسيم سرطان القولون إلى نوعين:
- النوع المتقطع أو الغير وراثي.
- النوع الوراثي.
يعتبر النوع المتقطع هو الأكثر شيوعاً مقارنةً بالنوع الوراثي، كما أن لهذا النوع بعض العوامل التي تزيد من نسبة التعرض إليه، من بين هذه العوامل وأهمها:
- التدخين.
- شرب الكحوليات بكميات كبيرة.
- السُّمنة المفرطة خاصةً في الوسط حيث يظهر خصر الرجل أكبر من ٩٤ سم، وأكبر من ٨٠ سم للمرأة.
- تناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة.
- تناول الأطعمة السريعة والجاهزة التي لا تحتوي على الألياف لأنها تزيد من نسبة حدوث بعض التغيرات في خلايا القولون.
- التهابات القولون التقرحي.
مضيفةً: أما النوع الوراثي من سرطان القولون فتلعب فيه الوراثة دورها حسب الجين الذي حدث به الطفرة، لذلك إذا تعرض شخص ما في العائلة إلى سرطان القولون على عمر الأربعين مثلاً، فإن كل العائلة القريبة من هذا المريض قرابة من الدرجة الأولى يستوجب عليهم إجراء فحص سرطان القولون لمدة ١٠ سنوات قبل الإصابة، وذلك لأن مئات الآلاف من الأورام اللحمية يمكن أن تتجمع في القولون، كما أننا في بعض الحالات قد نضطر إلى استئصال القولون كاملاً قبلما يتحول هذا الورم اللحمي سرطان، مع مراعاة أن نسبة تحول هذه الأورام اللحمية الموجودة في القولون هي ١٠٠٪.
قد تود إلقاء نظرة على هذه المقالات
- مرض القولون وأعراضه وعلاجه
- تأثير بكتيريا القولون على العقل والتركيز
- مرض القولون العصبى وأسبابه وعلاجه
- علاج متلازمة تهيج القولون والأمعاء
- ما هي جيوب القولون، أبرز أعراضها وكيف يمكن التعامل معها
أعراض سرطان القولون
تختلف أعراض سرطان القولون على حسب موقع السرطان داخل القولون سواء في الجهة اليُمنى أو اليُسرى أو العليا للقولون.
أما عن الجهة اليُمنى للقولون ونتيجة اتساع قطر القولون في هذه المنطقة فمن الممكن أن ينمو ويكبر السرطان في هذه المنطقة دون ظهور أعراض واضحة، ولكن ذلك لا يمنع ظهور بعض الأعراض الخفيفة مثل:
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- فقر الدم دون وجود سبب واضح لهذا الفقر.
- نزيف في البراز.
- الشعور بالنفخة والغازات بدون سبب.
- التنعاية، وهي تعني محاولة المريض القيام بعملية الإخراج ولكن هذه العلمية تكون غير مثمرة في نهاية المطاف ولا يستطيع القيام بها.
- الشعور بآلام البطن.
- انسداد في الأمعاء “خاصةً إذا كان السرطان قد أصاب الجهة اليسرى من القولون”.
- التعرض لانسداد البواسير نتيجة الشد الكبير في الأمعاء، لذلك يجب على الأطباء ضرورة عدم إجراء عملية البواسير للمريض قبل إجراء فحص أو تنظير للقولون لأن سرطان القولون يمكن أن يتسبب في انسداد البواسير.
تابعت ” غولي “: لا تحتوي السلائل القولونية على سرطان، وتنقسم هذه السلائل إلى نوعين هما :
- النوع الورمي.
- النوع الغير ورمي.
تزيد نسبة الإصابة بسرطان القولون في النوع الغير ورمي للسلائل القولونية بناءً على حجمه، وكلما زاد حجم السلائل القولونية في الجسم كلما زادت نسبة الإصابة بسرطان القولون، مع مراعاة أن هذه السلائل القولونية يمكن أن تتحول إلى سرطان بشكل مباشر بعد ١٠ سنوات.
أنواع الكشف المبكر عن سرطان القولون وعلاجه
هناك فحصين للبراز للكشف المبكر عن سرطان القولون هما:
- فحص وجود الدم الخفي بالبراز، وهذا الفحص يعتبر غير دقيق إلى حد ما.
- فحص للأجسام المضادة للدم في البراز:
وهو فحص أدق من الفحص السابق أو ما يُعرف بفحص ” FIT “، وفي حالة وجود دم في البراز يجب على المريض إجراء تنظير للقولون بشكل فوري لأن هذا الدم لا يعني ضرورة وجود ورم سرطان في القولون لأن الدم الموجود في البراز يمكن أن يكون نتيجة وجود جرح في القولون أو وجود مشكلة في الباسور إلخ إلخ.
يختلف طول المنظار المستخدم في تنظير القولون باختلاف عمر الشخص، ولكنه يتراوح بين ١٣٥ إلى ١٦٥ سم، يمكن إجراؤه على المريض الصائم دون استعمال التخدير بالبنج العام، وبناءً على النتائج يتم العلاج.
أما عن علاج سرطان القولون فإنه يختلف باختلاف مرحلة السرطان، حيث يمكن علاج سرطان القولون في بداياته عن طريق استئصال الجزء المصاب بالسرطان مع ضرورة استئصال جزء صحي من القولون لزيادة الاطمئنان من التخلص من الورم السرطاني كاملاً، كما يمكن العلاج كيماوياً أو عبر الأشعة بناءً على موقع السرطان في القولون.
في حالة كبر حجم الورم السرطاني في القولون أو إذا كان متسبباً في انسداد المستقيم أن يتم العلاج بالأشعة أو بالأدوية الكيماوية قبل إجراء العملية الجراحية، كما يمكن أن يختفي الورم السرطاني تماماً إذا كان الورم صغير الحجم.