يقع سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD)، المعروف سابقًا باسم سد الألفية، في منطقة بينشانغول-جوموز بإثيوبيا، على نهر النيل الأزرق، على بعد حوالي ٤٠ كم شرق السودان، كما يعد هذا المشروع مملوك لشركة الطاقة الكهربائية الإثيوبية (EEPCO)، وتسعي إثيوبيا في المقام الأول إلى توليد الطاقة عن طريق هذا السد، وتري هذا السد سيصبح أكبر مصدر للطاقة في إفريقيا، بسعة متوقعة تزيد عن ٦٠٠٠ ميجاوات، وقد تم الإعلان عن هذا السد الإثيوبي الكبير الذي تبلغ تكلفته ٤ مليارات دولار في أوائل عام ٢٠١١، حيث كانت مصر في حالة من الاضطراب السياسي.
تقول إثيوبيا أن هذا السد سيحقق فوائد كبيرة لإثيوبيا ومصر والسودان، بينما تبدي مصر اعتراضها على بناء هذا السد، حيث تعتمد مصر على النيل في ٩٠٪ من احتياجاتها المائية، وببناء سد النهضة ستتأثر مصر بشكل كبير، ولذا تم تشكيل لجنة ثلاثية في يناير ٢٠١٢ لتعزيز التفاهم والنظر في الفوائد والآثار التي سيتركها المشروع على الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان).
بعض الحقائق عن سد النهضة
تحتاج إثيوبيا إلى مزيد من الكهرباء. حيث يعيش حوالي ٨٥٪ من الإثيوبيين في المناطق الريفية، و٢٪ فقط من سكان الريف يحصلون على الكهرباء، وهذا هو السبب في بناء سد النهضة.
ربما لن يوفر هذا السد الكثير من الكهرباء كما تريد إثيوبيا. تم تصميم سد النهضة لإنتاج ٦٠٠٠ ميجاوات من الكهرباء، ولكن هذه القدرة مشكوك فيها، فبالنظر إلى معدل تدفق النيل، سيكون الناتج الأكثر منطقية، وفقًا لما صرح به المهندس الميكانيكي أصفو بين، هو ٢٨٠٠ ميجاوات.
١. قد يعمل سد النهضة على انخفاض كمية المياه في نهر النيل
يقع سد النهضة في منطقة ذات درجات حرارة مرتفعة للغاية وهطول الأمطار بها منخفض جدًا، لذا فإن معدلات التبخر المحتملة مرتفعة للغاية، ويمكن أن تصل خسائر التبخر من خزان السد إلى ثلاثة مليارات متر مكعب في السنة، وستؤدي خسائر المياه هذه إلى تقليل إجمالي المياه التي تصل إلى نهر النيل، وهذا بالتأكيد سيؤثر على مصر ودول المصب الأخرى.
٢. تعتبر الطاقة الكهرومائية فكرة سيئة في أفريقيا المعرضة للجفاف
تولد إثيوبيا أكثر من ٩٠ ٪ من الكهرباء من الطاقة المائية، والاعتماد على الطاقة الكهرومائية يمثل خطورة في مواجهة مناخ متقلب بشكل متزايد، خاصة وأن هناك توقعات تشير إلى انخفاض معدل هطول الأمطار وارتفاع وتيرة الجفاف في شرق إفريقيا.
٣. بسبب السد، سيتم نقل بعض الإثيوبيين من منازلهم
سيتم نقل حوالي ٢٠.٠٠٠ شخص من منازلهم وإعادة توطينهم لإفساح المجال أمام هذا السد، وقد تم تعويض هؤلاء الأشخاص بالأرض والمال وتوفير فرص عمل جديدة لهم، إلا أنه هذا التعويض لم يرضيهم، حيث أن لسكان إثيوبيا صلة قوية بأراضيهم ومواردهم المائية، ومن الصعب عليهم الانتقال من العمل الزراعي إلى العمل غير الزراعي والمنافسة في سوق العمل بسبب محدودية تعليمهم.
٤. تعد إثيوبيا من الدول الفقيرة، وقد يجعلها هذا السد أكثر فقرًا
بالنسبة لبلد فقير مثل إثيوبيا، فإن الانتقال إلى التمويل الذاتي يعتبر مخاطرة كبيرة للغاية، فهو يحبس الموارد المتاحة في هذا المشروع المحفوف بالمخاطر، مما يقلل من قدرة البلاد على الاستثمار في مشاريع التنمية الأخرى، فقد كان بإمكان إثيوبيا اختيار استثمارات أكثر استدامة في مجال الطاقة مع تحقيق عائد أفضل، وتشير التقديرات المالية الأولية التي أجرتها شركة “الأنهار الدولية” إلى أن القيمة الحالية الصافية للمشروع تبلغ ٦٤٠ مليون دولار، كما تبلغ التكلفة التقديرية للمشروع ٤.٨ مليار دولار، والتي إذا تم إنفاقها، فقد تؤدي إلى زيادة الدين الوطني (Sanyanga et al، ٢٠١٦).
المراجع: Reuters , Technology , Internationalrivers