يعود تاريخ حصن بابليون إلى العصور الرومانية، عندما كان الفيلق الروماني يقيم في هذه المنطقة الاستراتيجية على قمة دلتا النيل، كما يُقال أنه قد تم توسيعه من قبل الإمبراطور تراجان (٩٨-١١٧) وأركاديوس (٣٩٥-٤٠٨)، وعلى الرغم من أن الحصن قد دمر في نهاية هذا القرن، إلا أنه يعتبر واحدًا من أفضل الهياكل العسكرية المحفوظة في العصر الروماني، كما تم بناء معظم الجدران من ثلاث طبقات منتظمة من الطوب الأحمر بالتناوب مع خمس طبقات حجرية، ترتبط مع بعضها بواسطة خليط من الرمل والجير والحصى والفحم، كما شيدت الجدران على خمسة جوانب غير منتظمة الشكل.
نبذة تاريخية عن حصن بابليون
تم بناء الحصن لأول مرة من قبل الرومان في القرن السادس قبل الميلاد، ولكن في ذلك الوقت كان يقع على المنحدرات القريبة من النهر، بجوار القناة الفرعونية التي تربط نهر النيل بالبحر الأحمر.
وقد كانت تدفع الزوارق وغيرها من المراكب النهرية التي تمر في النهر رسومًا في الحصن، ولقد استخدم الرومان هذا الحصن لفترة من الوقت، مدركين أهميته الاستراتيجية على النيل، ولكن بسبب مشاكل توصيل المياه، نقل الإمبراطور الروماني تراجان الحصن إلى موقعه الحالي، والذي كان في ذلك الوقت أقرب إلي نهر النيل، حيث كان يقع بجواره مباشرةً، ولكن على مدار السنوات العديدة التي مرت ومنذ ذلك الحين، انتقل مسار النيل نحو ٤٠٠ ياردة إلى الشمال.
خلال فترة الفتح الإسلامي في القرن السادس، انتصرت القوات الإسلامية بالفعل في العديد من المعارك، ولم يبق للرومان في مصر سوي هذا الحصن المنيع، فتأهب المسلمون جيدًا لفتحه، وكانوا يدركون أن فتح هذا الحصن أمر عصيب، وحاصروا الحصن لمدة ٧ أشهر، ثم بعد ذلك تمكنوا من فتحه.
موقع الحصن
يقع حصن بابليون في القاهرة، ويقع علي وجه التحديد في مصر القديمة حاليًا، بجوار المتحف القبطي.
من بني هذا الحصن، وما السبب وراء بناءه؟
تم بناؤه خلال فترة حكم الإمبراطور الروماني تراجان إلى أركاديوس (٩٨ م – ٣٩٥ م).
هناك عدة روايات حول سبب بناء هذا الحصن أشرها رواية المؤرخ ديودوروس سيكولوس، فقد ذكر أن بناء هذا الحصن يعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد عندما انتصر الفرعون سنوسرت-أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة- على البابليين في معركة دامية، وبعد ذلك أخذ الأسري إلى مصر كي يجعلهم عبيًدا عنده، لكن هؤلاء الأسري تمردوا وبنوا حصنًا من أجل الدفاع عن المنطقة التي يقيمون فيها وأطلقوا على حصنهم اسم بابل.
وقد ذكر المؤرخ القبطي جون، أسقف نيكيو في القرن السابع، أن تاريخ بناء هذا الحصن يرجع إلى نبوخذ نصر، ملك بابل، عندما احتل مصر وحكمها في النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد.
لماذا سمي حصن بابليون بهذا الاسم؟
يري المؤرخون أن سبب تسمية حصن بابليون بهذا الاسم يرجع إلى اسم عاصمة مجاورة تسمي بابل، وهناك روايات أخري تنص على أن تسمية هذا الحصن تُنسب إلى هليويوليس القديمة (بيت النيل بمصر الجديدة)، التي كانت تعتبر مساكن الآلهة في هذا الوقت، وقد كان يسكنها الإله حابي (إله النيل).
كما يطلق على حصن بابليون ألقاب أخري منها: قصر الشامي أو قصر الشموع حيث كانت أبراج الحصن مزينة بالشموع التي تضيء عند بداية كل شهر، وبالتالي يمكن للناس متابعة حركة الشمس من برج إلى آخر، كما يوجد داخل الحصن ست كنائس قبطية ودير ومتحف قبطي مذهل يضم أكبر مجموعة من التحف المسيحية القبطية في العالم.
المراجع: Memphistours , Egypttoursplus , Memphistours