فيروس كورونا لا يعيش في الحر .. كورونا لا يصيب الأطفال .. كورونا يعيش لمدة تصل إلى أيام على الأسطح، شائعات كثيرة تحيط بالفيروس التاجي الجديد، ونحن كالعادة ضائعون بين الصحيحة منها وبين الخاطئة.
الجديد عن فيروس كورونا
يقول استشاري طب العائلة الدكتور “كيفن حافظ”: أنه بداية لنتحدث عن ما هو شائع حالياً عن كون فيروس كورونا لا يعيش في الأجواء الحارة، وبالتالي فيعتبر الأشخاص الذين يعيشون في دول الخليج على سبيل المثال آمنين، وهذا يعتبر صحيح نوعاً ما، حيث أنه يعتقد أن دول مثل المملكة العربية السعودية والدول المجاورة لها لن تقوم بتسجيل أعداد كبيرة من الحالات؛ حيث أن البيئة نلعب دوراً كبيراً ومهماً في تطور هذا الفيروس، وفي تكاثره، ومن المعروف أن أشعة الشمس تحد من نصف عمر هذا الفيروس، فتقلل من عمر هذا الفيروس إلى النصف تقريباً، فيكون بذلك نصف عمر هذا الفيروس يكون حوالي ٢.٥ دقيقة لا أكثر تحت أشعة الشمس الذهبية، وبهذا الصدد يمكن القول بأننا مازلنا نسبياً في فصل الشتاء، لكن خلال الشهر القادم سنكون في فصل الصيف، وبالتالي فإن الحرارة إذا ما تعدت الـ ٣٠ درجة مئوية فهي قاتلة، وغير منشطة لهذا الفيروس، وتجدر الإشارة بأن الفيروس إذا تواجد في درجة حرارة ٤-١٠ درجة مئوية فإن عمره سيطول أكثر، أما عن درجة حرارة الغرفة، فيمكن للفيروس أن يعيش فيها حتى ٤٨ ساعة، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الرطوبة العالية، فهي تعتبر قاتلة وغير منشطة لفيروس كورونا المستجد.
ولكن فيما يخص درجة الحرارة التي يتم خلقها في المنازل، والمكاتب بسبب وجود مكيفات الهواء فإنه ستظل درجة الحرارة قليلة أو منخفضة، وبالتالي فإن ذلك ربما سيسمح لهذا الفيروس بالانتشار، والانتقال، وطول العمر أيضاً؛ لذلك فيُنصح بالابتعاد عن الأماكن الداخلية قدر الإمكان، واللجوء إلى الأماكن التي تتعرض لأشعة الشمس بشكل مستمر.
والأمر لا يقتصر على حرارة الشمس فقط، ولكن الضوء الصادر من الشمس يقلل من عمر هذا الفيروس أيضاً، فالظلام يطيل من عمر الفيروس لمدة قد تصل إلى ١٥ دقيقة.
أما عن الجديد فيما يخص المدة الزمنية التي يمكن أن يظل الفيروس فيها حياً على الأسطح، فقد توصلت الدراسات إلى إمكانية أن يظل الفيروس حياً لمدة تصل إلى أسابيع على السجاد؛ لذلك فينصح الدكتور “حافظ” أن يتم إزالة السجاد من البيوت خلال هذه الفترة، بل يجب أن يتم وضعه في مكان تصل إليه أشعة الشمس.
وعملية انتقال فيروس كورونا مازالت واحدة حتى الآن، وهي إما من خلال عملية السعال والعطاس، فينتقل الفيروس خلال الرذاذ المتطاير، والقطيرات، الصادرة من شخص مريض، أو من خلال ملامسة الأسطح التي قد سقط عليها هذا الرذاذ؛ لذلك فعلينا غسل اليدين بالماء والصابون جيداً لمدة لا تقل عن ٢٠ ثانية، مع الحرص على غسل الأسطح المستوية بشكل مستمر، وتعقيمها بالطريقة الصحيحة.
وكما أكد الدكتور “كيفن” سابقاً فإنه لا خوف من البضائع القادمة من الصين؛ حيث أن هذه البضائع سوف تتعدى الأسابيع حتى تصل للمستهلك، وتبعاً للظروف البيئية من الحرارة وما شابه فسيعمل ذلك على إيقاف نشاط الفيروس، وكما سبق الذكر فإن كانت الحرارة تحت الـ ٤ درجة مئوية فإن الفيروس سيطول عمره، وإذا ما كانت أكثر من ٣٠ درجة مئوية فإنه سيموت على الفور.
ومن المهم أن نشير إلى أنه لا داعي للقلق على الأطفال، فهم معرضون للإصابة بفيروس كورونا كغيرهم، ولكن مناعتهم قوية كما أثبتت الدراسات الحديثة، وبالتالي فإنهم حتى وإن أصيبوا بهذا المرض، فإن أعراضه ستكون طفيفة.
ما هو الحجر الصحي؟
يجب أن يكون الحجر الصحي بداية حجر صحي ذاتي؛ فإذا كان شخص ما قد سافر من أو إلى مدينة موبوءة كما حددتها وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، فيجب عليه أن يقوم بعمل حجر صحي ذاتي لا يتعدى ١٤ يوماً، وذلك بأن يمتنع عن الاتصال بأحد؛ خوفاً على سلامة الآخرين، وإذا كان هذا الشخص مضطراً للاتصال بأفراد أسرته فيجب عليه أن يرتدي الكمامة خلال هذه الفترة، وأن يلتزم باستخدام أدواته الخاصة.
ويشير الدكتور “كيفن” إلى أن طريقة الكشف عن هذا المرض تتم من خلال أخذ مسحة من الجيوب الأنفية الخلفية، ومن حلق المريض؛ لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بهذا الفيروس أم لا.
وتجدر الإشارة بأن فيروس كورونا لا يعتبر فيروس جديد فهو يعتبر فيروس قديم ولكنه يتمحور ويتغير بشكل متكرر، وهذا ما يجعله شديد الانتشار إلى هذه الدرجة، ومن هنا يجب أن نؤكد أن العقل البشري لم يستطع بعد أن يقوم بخلق كائن جديد، مهما صغر حجمه، وهذا يخالف آراء البعض التي تشير إلى أن فيروس كورونا هو فيروس مُخلق.