المطر يقسو علينا كثيرا، ولا أدري لماذا تتزامن كوارثنا معه أحيانا.
حينما شاهدت صور معرض الرياض الدولي للكتاب في آخر يوم من أيامه، والغرق الذي ألم به ضحكت كثيرا – وشر البلية ما يضحك – لأنني أعرف أن السعوديين أصبح لديهم قدرة على التعامل مع كوارث الأمطار، وبالتالي ضمنت بأن كل من كان سعوديا داخل المعرض، سواء كان من الزوار أو الناشرين، أو الضيوف سيعرف كيف سيتعامل مع هذه الكارثة، وسيعرف كيف «ينحاش»، أو يعرف كيف «يدبر أمره»، لكن من كان غير سعودي فكيف يستطيع أن يخرج من هذه الأزمة؟ هل سيغرق؟ أم «سيتشعبط» في أقرب سعودي بجانبه، بسبب خبرة «الطفو فوق الماء».
إن ما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب يدل دلالة قاطعة على أن من بنى مركز المعارض لم يضع في حسبانه مثل هذه الظروف الطارئة، وبالتالي بنى هذا المبنى وفق ذاكرته الصحراوية فقط، ومع أول مطر خفيف يهطل على الرياض يصاب هذا المبنى بالتهالك، ويسبب الرعب والخسائر والهلع في نفوس من كانوا في المعرض.
فهل وزارة الثقافة والإعلام ستعوض الخسائر التي خسرها الناشرون في المعرض؟ أنا لست مع تعويض الناشرين لأنهم استطاعوا امتصاص جيوب الزوار خلال التسعة أيام الماضية، لكن ينبغي على الوزارة أن تحاسب من بنى هذا المبنى، على الأقل كرد اعتبار لكل الضيوف الذين أتوا من خارج المملكة، لأنه بكل صدق يكفي «فشلات»، فكل يوم وآخر يثبت المسؤول أنه يقول بأعمال «تفشل»، فأقترح أن يكون عنوان معرض الكتاب لهذه السنة «معرض الفشلات» ابتداء بتصرفات المحتسبين، وانتهاء بتبعات مطر آخر يوم!
بقلم: علوان السهيمي
واقرأ معي أيضًا: على رصيف الكتاب: «لاطش وملطوش»