من المعروف أن نسبة الخصوبة وقدرة المبيض على إنتاج البويضات تختلف من امرأة إلى امرأة أخرى وبالتالي تختلف فرص حدوث الحمل؛ فقد تكون هناك امرأة في سن الأربعين ولديها مبايض ممتازة، بينما امرأة أخرى في نفس السن تقل لديها عدد البويضات وتقل خصوبتها.
ولكن بشكل عام فإن نسبة الخصوبة لدى المرأة تكون في قمة نشاطها في مرحلة الشباب وتقل هذه النسبة مع تقدم المرأة في العمر.
ولهذا السبب ننصح السيدات إذا كان لديهن مشكلة أو تأخر في عملية الزواج بالتوجه إلى تقنيات تجميد البويضات للاحتفاظ بالبويضات نشطة لحين الحاجة إليها بعد عمر متقدم، وذلك حتى تزداد نسبة الخصوبة وتزداد فرص حدوث الحمل.
العلاقة بين العمر والخصوبة وسن الزواج
يقول الدكتور “سليمان ضبيط”، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، أن الخصوبة مرتبطة بالفئة العمرية للمرأة، وكلما طال العمر كلما قلت خصوبة المرأة.
فمثلًا إذا كان عمر المرأة 24 عام فإن نسبة حدوث الحمل تصل إلى 70%، وتقل هذه النسبة عند الوصول إلى 35 عام، وتقل الخصوبة كلما تقدمت المرأة في العمر أكثر، ولهذا السبب يفضل عدم تأخر الحمل لما بعد أربعين عام.
والجدير بالذكر أنه لا يتم اللجوء إلى الحمل عن طريق أطفال الأنابيب أو الإخصاب في الفئات العمرية الصغيرة أقل من 30 عام.
أما بعد الثلاثون عام فيقوم الطبيب بتوجيه الزوجين إلى بعض البرامج التي تساعد في تسهيل عملية الإنجاب، إضافة إلى إنجاب جميع الأطفال في فترة قصيرة وعدم تأخير الحمل.
يؤكد د. “سليمان”، أن المرأة عندما تحمل في سن أقل من 35 عام فإن نسبة حدوث التشوهات الخلقية للجنين تكون قليلة، بينما إذا حدث الحمل بعد 35 عام فإن نسبة احتمال حدوث التشوهات الخلقية تزداد.
ولهذا السبب فإن هناك بعض الفحوصات التي يتم إجراءها للمرأة بعد عمر 35 للتأكد من سلامة الجنين، خصوصًا متلازمة داون للنساء فوق عمر 40.
ولكن يؤكد الدكتور أن هذه التشوهات الخلقية قد قلت نسبة حدوثها مع تقدم الطب والفحوصات الحديثة التي تجرى للمرأة الحامل، كما تابع أن هناك أيضًا فحوصات تجرى لأطفال الأنابيب للتأكد من سلامة الجنين وخلوه من التشوهات الخلقية قبل إعادته إلى رحم الأم.
الطرق أو الحلول المستخدمة لزيادة خصوبة المرأة
ينصح د. “ضبيط” الآنسات الغير متزوجات وكذلك السيدات المتزوجات ولكن لديهن حياة اجتماعية غير مستقرة بالحفاظ على خصوبتهن من خلال تجميد البويضات.
ومن المعروف أن عملية تجميد البويضات أصبحت عملية متطورة ونسبة نجاحها عالية تصل إلى 90%.
ومن خلال هذه العملية تستطيع المرأة زيادة نسبة خصوبتها والحفاظ على بويضاتها واستخدامها في خلال 10 سنوات.
ونتيجة لذلك ينصح الدكتور السيدات اللاتي تقل فرص زواجهن بالتوجه لعمليات تجميد البويضات، وبذلك تستطيع استخدام هذه البويضات في مراحل متقدمة من العمر.
كما تابع أنه كلما توجهت المرأة لهذه العملية في سن مبكر كلما كان ذلك أفضل وتستطيع أن تحصل على عدد بويضات أكبر.
يؤكد د. “سليمان” أن عملية تجميد البويضات تختلف عن تقنية تجميد أغشية المبيض؛ فتجميد البويضات هي تقنية حديثة وتطور علمي جديد؛ حيث تأخذ المرأة تنشيط للمبيض لإنتاج أكثر من بويضة ثم يتم سحب هذه البويضات من المبيض وتجميدها.
أما بالنسبة لتجميد أغشية المبيض فيتم أخذ جزء من جدار المبيض بالمنظار وتجميد الأغشية في هذا الجزء، وعندما تقرر المرأة الحمل يتم إذابة هذه الأغشية وإعادة زرعها في نفس المنطقة أو في مناطق أخرى لتنشيط هذه الأغشية وإنتاج بويضات جديدة في مراحل عمرية متقدمة.
ولكن يؤكد الدكتور أن الحمل بعد استخدام هذه التقنيات يحتاج إلى زيادة انتباه ويتطلب رعاية خاصة.
ومن الجدير بالذكر أن التوعية بخصوص تقنية تجميد البويضات مازالت حتى الآن محدودة. ولكن يؤكد الدكتور أن هذه التقنية قد أصبحت ناجحة ومتطورة بشكل جيد ولكن مع وجود تكلفة مادية زائدة إلى حدٍ ما.
ختامًا، كما يقول د. “ضبيط”، أن الحمل بشكل عام يعتمد على السيدة نفسها؛ فهناك سيدات لديهن قدرة في المبايض تفوق قدرة السيدات الأخريات، وتختلف درجة الخصوبة من سيدة إلى أخرى بالرغم من تشابه الفئة العمرية.