جاءت الآيات في سورة القصص تؤكد على نبوة محمد ﷺ، فأخبره الله بقصة موسى –عليه السلام– ولم يكن معاصرًا لزمن موسى، لقوله ﷻ ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾.
وفي الآية ﴿وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ﴾.
- معنى فتطاول عليهم العمر: تعني طال عليهم الزمن.
- ثَاوِيًا: تعني مقيماً.
شرح الآيات
لذلك خلق الله بعد قوم موسى أممًا أخرى طال بهم الزمن فنسوا عهد الله، ويقول الله للنبي محمد ﷺ إنه لم يكن مقيمًا في أهل مدين ليذكرهم بوعد الله ويعلم ما حدث لموسى –عليه السلام–، لكن الله أرسله وعلمه هذه الأخبار.
وفي الآية ﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾.
ما هو الطور؟
الطور: هو جبل في سيناء، حيث كلم الله موسى –عليه السلام– قال ﷻ ﴿وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
ما المقصود بمصيبة في الآية، وهل يقصد بها أنها العقوبة؟
نعم، وذلك لأن الله أرسل لهم محمدا ﷺ ولم يؤمنوا، لقوله ﷻ ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ﴾.
شرح الآية
المقصود بـ ﴿لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى﴾: أنه عندما بعث محمد ﷺ، وأُنزل عليه القرآن كفروا به، وقالوا لو نزل القرآن مرة واحدة مثل ما أُنزلت التوراة على موسى –عليه السلام–، لآمنا به، ولكنهم كفروا بما نزل على موسى –عليه السلام– مثلما كفروا بما جاء به محمد ﷺ، بالإضافة إلى أنهم قالوا عن التوراة والقرآن: إنهما سحر وكفروا بهما.
كما قال الله للنبي ﷺ اسألهم أن يأتوا بكتابٍ أهدى من التوراة والقرآن لتتبعه، لقوله ﷻ ﴿قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.
لكنهم لم يستطيعوا أن ينفذوا هذا الطلب لإنهم اتبعوا الهوى لقوله ﷻ ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
وفي الآية ﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾، والمقصود بالقول القرآن الكريم.
الخلاصة
تعرفنا معجزة النبي ﷺ، أخبرتنا الآيات بمعجزة محمد ﷺ، وهي أنه جاء بالقرآن الكريم يحوي قصة موسى –عليه السلام– مفصلة ولم يكن معاصراً لزمنه.
كما أرشدتنا الآيات إلى:
- تأكيد نبوة محمد بأقوى الحجج.
- وأن معصية الله ﷻ سببٌ لحصول المصائب.
- وأن القرآن الكريم يشتمل على كل ما يدعو للخير ويُنفّر من الشر.