الكثير من المعاهد التي تهتم باستطلاعات الرأي لا يهتم أحد بما تنشره؛ لأنها تفتقد إلى المصداقية أو إلى الواقعية، بل نكاد نجزم بأنها مجرد معلومات جمعت على عجل من قبل شخص عن طريق مواقع الإنترنت.
ومن المعروف أن المعاهد التي تتسم بالرصانة والمصداقية -وهي قليلة- تتجنب المعلومات التي تخص مجتمعنا لغياب المعلومة الاستطلاعية الدقيقة التي يعتمد عليها في الإحصاء.
وقبل أيام نشر معهد إيبسوس استطلاعا يقول إن ما يقارب 16% من النساء في السعودية يتعرضن للتحرش الجنسي، حيث شمل هذا الاستطلاع 12 ألف امرأة، ورغم شهرة معهد إيبسوس، إلا أنه ليس بذلك المعهد الدقيق الذي يعتد بنتائجه كنتائج نهائية لا تقبل الجدل. ولا أعرف كيف استطاع هذا المعهد الجزم بنتائجه ونشرها رغم قلة العينات التي تم مسحها.
فمن غير المعقول اعتماد نتائج شملت 12 ألف عنصر وتعميم نتائجها على جميع دول العالم أو حتى على أغلبها. وبناء على هذه الأرقام نستنتج أن الاستفتاء بالكاد شارك فيه ما يقارب 100 عضو من كل دولة أو أقل، وهي نتيجة أو عينة لا يمكن الركون إليها نتيجة استطلاع. وما زلنا نذكر ذلك الاستفتاء الذي أجري لاكتشاف أكثر أندية كرة القدم شعبية في السعودية، وظهرت الجهة الأجنبية التي قامت بالاستفتاء عاجزة عن إقناع الناس بأن دراستها تم إجراؤها بشكل علمي دقيق، بل صرح المسؤولون عنها أن ما تم عمله كان مجرد مسح عشوائي لعينات من الشباب السعودي.
على أي أساس صنف مجتمعنا معهد إيبسوس بأننا ثالث دولة بين جميع دول العالم في التحرش الجنسي؟! رغم أننا من أقل دول العالم في عدد الموظفات النساء اللاتي يعملن جنبا إلى جنب مع الرجل.
يبدو أن خصوصية مجتمعنا فاتت على معهد إيبسوس فارتكب خطأ كبيرا ربما لهدف خفي لا نعلمه!
بقلم: مها بنت حليم