طالب عدد من المعاقين بإيجاد آلية واضحة تمكنهم من الالتحاق بأعمال في القطاعات الحكومية والخاصة تتناسب مع أنواع إعاقتهم، وتفتح لهم الباب لإعانة أسرهم ومواجهة مصاريف الحياة، على الرغم من الفرص الوظيفية التي تطرحها الشركات والمؤسسات الخاصة للمعاقين، إلا أن هنالك بعض العوائق التي يصطدمون بها، منها طول الإجراءات والشروط وعدم توظيفهم بطريقة سريعة وعملية تحقق لهم مطالبهم.
التقينا عددا منهم أظهروا عزمهم بالحصول على فرص وظيفية متى أتيحت لهم، وتأكيد جدارتهم في القيام بأعبائها.
حلم كالآخرين
مرعي الناشري يعاني من إعاقة بصرية، وهو خريج جامعة الملك عبد العزيز قسم دراسات إسلامية، يقول: “تخرجت قبل سنة من الآن وتقدمت لديوان الخدمة المدنية، ولكني لم أجد أي قبول وطرقت عدة أبواب وكانت النتيجة مثل سابقتها، ولا تعد هذه الإعاقة عائقا في طريق مستقبلي وتحقيق أحلامي بل العكس تماما فهي دافع لي في إثبات وجودي، فأنا أحلم كغيري في تحسين وضعي وبناء أسرة والنظر إلى المستقبل ولن تأتي هذه الأماني إلا بمقابل، والمقابل لن يأتي إلا بالعمل، كما أن من واجبات المجتمع نحونا كمعاقين مساعدتنا وتوفير الفرص الوظيفية المناسبة لنا”.
أما ماجد عطار فلديه إعاقة سمعية، وقام أخوه بعمل المترجم فيما بيننا، ويقول: “حصلت على الشهادة الثانوية الفنية للصم، وعملت في شركة خاصة لمدة خمس سنوات، وفجأة وبدون مقدمات أوسابق إنذار تم الاستغناء عني وطلب مني مدير الشركة مغادرة الشركة، وأنا الآن لي أكثر من سنة أبحث عن عمل ولم أجد، مع العلم أنني متزوج ولدي طفلان وظروفي المادية والنفسية سيئة جدا، فكيف أستطيع أن أوفر الحياة الكريمة لأسرتي دون عمل”، وأضاف: “لا أستطيع بمفردي أن أتقدم إلى أي وظيفة وأشرح وضعي إذ يقوم أخي بمرافقتي للتقدم للوظائف الحكومية والخاصة”.
ويتابع عطار قوله: “أعيش أنا وأسرتي تحت رحمة أهل الخير وما يجودون به علينا، وما إن عرفت بهذا الملتقى الوظيفي للمعاقين إلا وأتيت على وجه السرعة علّني أجد فرصة عمل تسد حاجتي وحاجة أسرتي فقد طال انتظارنا”.
واقرأ هنا: كيفية التعامل مع الأبناء ذوي الاحتياجات الخاصة
نطلب فرصة
ويعاني محمد بن عايض الزهراني من إعاقة حركية، متزوج ولديه طفل، يقول: “تخرجت في جامعة الملك عبدالعزيز، تخصص لغة عربية قبل ثلاث سنوات، وحتى الآن لم أحصل على فرصة عمل، وأنا مستعد للعمل حتى لو كان بعيدا عن مقر سكني، فقد تقدمت إلى مدارس خاصة بحكم تخصصي، ولكن دون فائدة ووعود منهم لم تتحقق كما تقدمت إلى بعض الشركات والمؤسسات الخاصة ولم تفلح محاولاتي أيضا، وأنا الآن في حاجة ماسة إلى العمل لأنني رب أسرة ومن حق أسرتي علي أن أؤمن لهم مستقبلهم حتى لو كنت معاقا، فجميعنا مشتركون في هذه الحياة، ولن تعد الإعاقة حجر عثرة في طريقي لأني راض بما قسمه الله لي، وأعد نفسي مثابرا في هذه الحياة”.
ويواصل قوله: “لدي طاقات أريد أن أبرزها فلماذا لا تتيحون لنا الفرصة وتساعدوننا في ذلك؟ يكفينا ما نحن به من آلام بدنية ونفسية فلا تزيدون الهم همين. ويطالب الزهراني المؤسسات الخاصة أن تتيح لهم الفرصة، مؤكدا أنهم سيكونون على قدر المسؤولية.
وهذا: مقال عن ذوي الهمم
جربونا
ويأمل محمد أحمد باخذلق الذي يعاني من إعاقة حركية “شلل أطفال”، حاصل على دبلوم محاسبة بأن يهب المجتمع كافة لمساندة هذه الفئة، فهي في حاجة ماسة للوقوف معها ومساندتها بأي شكل من الأشكال، ولا يكون ذلك مجرد كلام ولقاءات تظهر للمجتمع مساندة المعاقين والواقع خلاف ذلك.
ويقول: “مللنا التسويف وأصبح اليأس يدب في نفوسنا، وأحيانا أقول أن المعاق ليس له أي قيمة في هذا المجتمع، فنحن لا نريد نظرة رحمة أو شفقة بل فرصة عمل ومن لا يثبت جدارته عليه بالانسحاب، فكيف تحكمون علينا بالفشل وأنتم لم تجربونا؟”.
ويذكر بندر يحيى، ويعاني من شلل رعاش أنه عندما سمع بملتقى توظيف المعاقين، جاء من جيزان، حيث مقر إقامته إلى جدة على وجه السرعة، ويقول: “أمني نفسي بإيجاد فرصة عمل وأن يتحول حلمي إلى حقيقة في الزواج وبناء أسرة والاندماج في المجتمع، فقد تقدمت إلى أكثر من شركة وراجعتهم أكثر من مرة ويكون الرد دائما للأسف “لا نوظف معاقين”، وهناك أناس كثيرون يعتقدون أن المعاق غير قادر على الإنتاج وذلك بسبب إعاقته، ونحن نريد أن نثبت لهم أن المعاق قادر على الإنتاج والعطاء إذا منحت له الفرصة المناسبة.
تحقيق/بقلم: عثمان هادي