نعم أنا مسؤول عن كلامي.. وما زلت أتمتع بكامل قواي العقلية، لذلك أقولها وبصوت عال جدا.. نحن نحتاج إلى مسؤولين بمواصفات فلبيني. وحتى لا «نزعّل» أحدا منهم، سأعطيكم عشر صفات تميز بها العامل الفلبيني عن غيره من العمالة، وهو ما يجعل لمطالبتي وجها مقبولا:
1. مثل «الزبيدي» قليل ونادر:
إذا كنت تمتلك فيزا عامل فلبيني فاعلم أنك تملك كنز علي بابا.. هناك في السعودية حالة من الجوع ظهرت أخيرا صنفتها تحت «جوع فيزا فلبيني».. المرضى الذين يعانون من هذا المرض العضال لديهم محال معطلة إما مقهى أو محل تغليف هدايا، أو أي مشروع آخر يبدع فيه الإخوة الفلبينيون، وهم في أمس الحاجة إلى أي فيزا بشرط أن تكون فلبينية؛ لأن لديهم إيمانا كاملا بأنه يعمل بضمير.
2. قليل الكلام.. كثير الإنتاج
هل رأيت من قبل فلبينيا ثرثارا؟ أو يترك شغله ويدخل في سوالف جانبية مع زملائه في العمل؟ أو يستخدم الجوال في مكالمات مطولة لإضاعة وقت العمل؟ نهائيا لن تجد مثل هذه التصرفات. الإنتاجية لديهم عالية جدا جدا.
3. لا يصرح إلا عن الأشياء التي يعرفها
اعتدنا من بعض سعادتهم أن يأتوا بالعجب العجاب في التصريحات والخطابات، ويصيبك أحيانا إحساس بالدهشة من هول هذه التصريحات حتى تجزم أن أكثرهم «ما يدري عن الطبخة»، وهذا معكوس تماما عند أي فلبيني، إذ لن تجده يتفلسف عليك عندما تسأله عن أي شيء.. فقط يخبرك بما يعلم دون أن يدخلك في سوالف «أعتقد، ممكن، لو، جرب»؛ لذلك سيكون الفلبيني متحدثا لائقا جدا لوسائل الإعلام.
4. يعمل ضمن فريق
لا يمارس أدوار البطولة، ولا يعتقد أن باستطاعته فعل كل شيء وحده.. طبعا هو يؤمن بروح العمل الجماعي وتكوين فرق العمل؛ لذلك هو مناسب جدا في مطاعم الوجبات السريعة أو المستشفيات كممرض أو حتى الوزارة كوزير! لأنه سيعمل مع أفراد وزارته عن قرب ويكون متفهما لهم بشكل أكثر، سيكون وزيرا عمليا جدا.
5. مبتسم، متفائل، متششق من الفرحة!
هل شاهدت من قبل فلبينيا «معصب» أو ضارب بوز مع الصباح؟ أو يقابلك بنص وجه؟ طبعا لا.. وهذه إحدى أكثر علامات تفوقه: «الابتسامة» التي تصنع سحرا عجيبا لدى أي شخص يقابله. وهنا تنتهي أي علامات تشاؤم لدى الطرف اﻵخر ويثق تمام الثقة بأنه وجد بداية الحل في هذه الابتسامة.
سيكون الفلبيني مسؤولا محببا ومقربا من الجميع.. نفسي أشوف مسؤول مبتسم!
6. يصلح أخطاءه بنفسه
كم من مسؤول عندنا «جاب العيد» وحطها برأس أقرب موظف أو «حذفه على الشعب»؟ العامل الفلبيني عكس ذلك تماما، فهو عندما يخطئ يعترف بخطئه ويقوم بإصلاحه، بل يعتذر عنه. عمركم سمعتم مسؤولا عندنا اعتذر أو اعترف بالتقصير؟!
7. مدرَّب، فاهم، يعرف ماذا يعمل
الفلبيني لا يتعلم هنا.. بل يأتيك جاهزا ومستعدا لتنفيذ الأوامر، ولا يتعب رأسك في التجارب والمحاولات.. كم مسؤولا عندنا استلم منصبه و«هاتك يا تجارب وأنظمة وخطط وقرارات مدري وش تبي». وفي الأخير تعلم لكن بعد خراب مالطا.
8. كل العالم تحتاج إليه
نعم.. في كل العالم هناك عمالة فلبينية.. الفلبين لا ترسل الممرضين فقط ،هناك ملاحون في البحار، عمال عاديون، عمال مصانع، مقدمو رعاية صحية وترفيه، وحسب بعض الإحصائيات هنالك ثمانية ملايين فلبيني يعملون في الخارج وهم خير سفراء لبلدهم. كم من مسؤول لا يحمل ثقافة حب العمل وكان عالة على منصبه!
9. يجلب السمعة الطيبة
هناك شبه قناعة لدى الشعب بأن العامل الفلبيني «خير من يعمل في محلك التجاري»؛ لذلك تسمع النصيحة الدائمة «خذ لك عامل فلبيني»، هذه القاعدة تأسست عن قناعة تامة نتيجة الصفحات المشرفة التي صنعتها هذه العمالة هنا، وكم من صفحة سوداء صنعها لنا بعض من سعادتهم.
10. إذا ما عجبك غيره
صدقني.. «راح يعجبك وتعيش معاه قصة عمل ممتعة كلها إنتاج».. لو تطبق هذه القاعدة على المسؤولين هنا، لجعلت لنفسي قائمة خاصة بي.
هنا تحدثت وركزت على «الإنتاجية في العمل»؛ لأنها تهمني كثيرا وأرى أننا نفتقدها هنا في السعودية.. بالطبع الفلبينيون ليسوا ملائكة ولديهم أخطاء كباقي العمالة هنا.. لكن إنتاجيتهم تستحق أن تقف عندها طويلا.
«إذا لقيتم مسؤولا بالمواصفات هذه فراسلوني على البريد!».
بقلم: سفـر بن عياد