ساعات الانتظار في المطارات أمر لا بد منه، لكن الملل الذي يصيب الراكب هل هو كذلك أمر لا بد منه؟ هذه حقيقة مطاراتنا في المملكة فهي مطارات مملة، والسبب أن الترفيه عن الركاب ليس ضمن خطط إدارات هذه المطارات، فكرة مكتبة المطار، والتشجيع على القراءة فكرة جيدة، لكن المشكلة تكمن في أن الكتب المعروضة قليلة، ومحتواها أيضا ليس في الغالب جاذبا للقارئ، لكن الترفيه ليس منصبا فقط على القراءة، فالمطارات لدينا ليس فيها تليفزيونات يمكن للمسافر أن يشاهدها ويقضي وقته، مع العِلم أن أغلب مطارات العالم فيها هذا الخيار البسيط، وهو نمط أصبح شائعا فيجده المراجع لأي مكان يطول الانتظار فيه.
فكرة الترفيه عن المسافر ليست ترفا، لكنها هدف مفيد في حد ذاته، فالصورة العامة في مخيلة المسافر اليوم عن المطارات أنها أماكن مملة، ولهذا يحرص كثير من المسافرين على أن يأتوا قبل موعد رحلاتهم بوقت قصير، من أجل ذلك تكثر الشكاوى من التأخر عن الرحلات، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم الانضباط، على الرغم من الجهود التي تبذلها شركات الطيران للحد من هذا الاتجاه، وهي جهود يقابلها تفسيرات مفادها أنها محاولات للتكسب المالي فقط.
في غالب المطارات لدينا في السعودية إن لم يكن كلها أهون الخدمات غير موجودة أو بكلفة مالية، فالإنترنت من المفترض أن يكون موجودا، وهو موجود لكنه بصورة سيئة، فالتغطية ضعيفة، ولهذا تجد كثيرا ممن يستخدمون الإنترنت يكادون يلاصقون جهاز البث، أما في حال بحث المسافر عن مصدر كهرباء فقد يجوب مسافات طويلة في المطارات بحثا عن قابس، وحين يجده يفاجأ بقابس غريب لم ير مثله في حياته، وكأن من وضعه لا يريد لأحد أن يستخدمه، كل هذه التفاصيل وإن بدت صغيرة لكنها في النهاية ترسم صورة ذهنية تحتاج إلى وقت طويل لتغييرها.
بقلم: منيف الصفوقي
وهنا نقرأ: ابتزاز في المطار
وكذلك أيضًا: السعودة الوهمية.. وماذا بعد؟