مصطفى صادق الرافعي أديب عربي مصري عرف ببيانه الناصع وتعلقه بالتراث القديم. وهو من أصل طرابلسي (لبناني) وقد ولد عام 1881 ونشأ في طنطا في أسرة عرفت بالعلم والأدب والدين، وكان والده من كبار رجال الفقه والقانون وشغل مناصب الإفتاء والقضاء وترك فيها ذكرا محمودا.
أظهر مصطفى الرافعي منذ نعومة أظفاره ميلا إلى اللغة والأدب والشعر والإنشاد حتى بلغ فيها جميعا منزلة تعز على الكثيرين.
أصيب في صباه بعلة في سمعه أقعدته عن مواصلة التعليم في المدارس بعد أن حصل على الابتدائية، ولكنه لم يهن ولم ييأس وثابر على القراءة والدرس وعوضه الله عن حاسة سمعه بملكة أدبية مواتية وقريحة وقادة ساطعة، فما لبث أن ظهر في شبابه شاعرا نابغا ولما يبلغ الخامسة والعشرين، حتى لقد ظفر بإعجاب الشيخ محمد عبده فقد اتخذ شعره وسيلته الأولى لتهذيب النشء وبث التربية القويمة والأخلاق الكريمة والدعوة إلى العلم وخدمة الوطن وخدمة العروبة والإسلام والدفاع عن اللغة العربية..
وقد وصفه المنفلوطي بأنه من شعراء المعاني كأبي تمام.
انتقل بعد ذلك من الشعر إلى الكتابة وجعل رسالته في النثر خدمة الأدب العربي وخدمة العرب والإسلام.
وقد ألَّف الرافعي:
- تاريخ آداب اللغة العربية.
- إعجاز القرآن.
- أسرار الإعجاز.
- رسالة الحج.
- كتاب المساكين.
بالإضافة إلى كتب عن فلسفة الإسلام وفلسفة الصيام، ووحي الهجرة، والإسراء والمعراج، وغير ذلك من الفصول الإسلامية والعربية والاجتماعية والوطنية.
وقد قال الزعيم سعد زغلول عن كتابه إعجاز القرآن: كأن بيانه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم.
كتب في السنوات الأخيرة من عمره مقالات في موضوعات متفرقة ينحو في بعضها النحو القصصي، جمعت في وحي القلم عام 1936.
عد ممثلا للمدرسة القديمة ودارت بينه وبين المجددين معارك نقدية حامية كتب فيها: تحت راية القرآن عام 1926 ردا على كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، وعلي السفود عام 1930 وهو نقد عنيف لشعر العقاد.
كان ملما بموضوعات كثيرة قلما تجتمع لأحد من أدب وفلسفة وشريعة وفقه واجتماع وعلم وفن وتاريخ.. الخ.
ولم يكن كاتبا فقط ولكن كان فيلسوفا مفكرا يرمي إلى أقصى غايات الحكمة والفلسفة، لذلك قيل عنه إنه لم يكن يكتب للعامة بل للخاصة.
توفي مصطفى صادق الرافعي عام 1937.