تفاصيل الاستشارة: نحن أسرة مكونة من ثمانية أفراد ونعيش في بيت واحد، تبين مؤخرا أن شقيقي الذي يصغرني بعامين مصاب بالسل -نسأل الله لنا ولكم العافية- بصراحة نحن قلقون جدا فالمعروف عن هذا الداء أنه خطير وينتقل بسرعة بين أفراد العائلة إن أصيب فرد منها، كما أن فترة العلاج طويلة، والمشكلة أن شقيقي قد تم تطعيمه ضد السل فما سبب إصابته بالمرض؟
وهل صحيح أن من يصاب بالسل احتمال كبير أنه مصاب بالإيدز؟
أرجو أن ترشدونا كيف لنا أن نتصرف ونقي أنفسنا من الإصابة بإذن الله؟
كما أني ووالداي لم يتم تطعيمنا من قبل، فهل يمكن ذلك الآن؟
⇐ د. عبد الهادي مصباح «أستاذ المناعة» أجاب الاستشارة؛ فقال: الأخت الفاضلة.. في البداية عزيزتي نود أن نوضح لك أن السل هو نوع من أنواع البكتيريا العضوية التي تصيب الإنسان والحيوان، وقد تم اكتشاف علاجها منذ زمن طويل، ولكن مع ظهور الإيدز في أوائل الثمانينيات ظهرت سلالات جديدة من بكتيريا السل المقاومة للعلاجات المعروفة، وعلى ضوء ذلك تم تطوير بعض الأدوية لعلاج السلالات المقاومة من مرض السل.
وعادة ما ينتقل مرض السل من إنسان مصاب إلى آخر سليم بعدة طرق:
- بواسطة اللمس.
- تنفس رذاذ المصاب أثناء الكحة والعطس.
- استعمال أدوات المصاب مثل الأدوات الخاصة (الفوط والملابس).
- كذلك إذا أكل الإنسان لحوم حيوانات مصابة أو شرب حليب بقر مصاب بالمرض.
وتدخل بكتيريا السل إلي الجسم، وتدور مع الدورة الدموية لتصل إلى الكليتين، والكبد والرئتين، وتبقى ساكنة مدة، ثم تبدأ أعراض المرض في الظهور وهي:
- فقدان الشهية.
- الضعف.
- التعب الشديد.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال الشديد، مع خروج الدم مع البصاق.
وعند الإحساس بأي عرض من هذه الأعراض ينبغي على المصاب إجراء تحليل لإثبات وجود الحامض النووي لبكتيريا السل، وعند التأكد من وجود المرض عليه أخذ العلاج الذي يصفه له الطبيب لفترة لا تقل عن 9 شهور وقد تصل إلى سنة.
وفيما يخص سؤالك ابنتي العزيزة عن كيفية إصابة أخيك بالمرض على الرغم من تطعيمه، فهناك احتمالات كثيرة لحدوث ذلك، منها اختلاف سلالات المرض كما ذكرنا من قبل، حيث تصبح الأجسام المضادة في جسم أخيك غير مقاومة للمرض، وأيضا قد يكون موعد التطعيم الذي أخذه أخيك لم يكن مضبوطا (في أول 40 يوما بعد الولادة مباشرة).
وهناك حالات أخرى تساعد على التقاط عدوى مرض السل كنقص مناعة المصاب (الإصابة بالإيدز) أو مرض السكري، وأيضا المرضى الذين يتناولون أدوية كورتيزون والأدوية المثبطة للمناعة بعد العمليات الجراحية.
أما عن سؤالك الأخير حول احتمالية إصابة مريض السل بمرض الإيدز، فمعلومة أن مصاب السل هو في الأصل مصاب بالإيدز ليست قاعدة ولكنها احتمال، حيث إنه كما ذكرنا من قبل فمرض الإيدز يعتبر من الأمراض التي تساعد على التقاط عدوى السل، لكن للتأكد من ذلك على المصاب بالسل القيام بعمل تحليل للأجسام المضادة لضمان خلوها من مرض الايدز.
وبخصوص كيفية الوقاية لك ولأسرتك من الإصابة بمرض السل، فعليكم في البداية القيام باختبار “Tuberculin Test”، وهو اختبار يوضح إن كان لديكم أجسام مضادة لمقاومة المرض أم لا، وإذا ظهرت النتيجة سلبية فعليكم التوجه لأقرب مركز للتطعيم لأخذ التطعيم اللازم لمقاومة بكتيريا مرض السل.
ولكن عليكم مراعاة بعض الإرشادات في المنزل:
- وجود تهوية جيدة للمكان المتواجد به مصاب مرض السل.
- تخصيص أدوات للاستعمال الشخصي للمريض.
- تطهير الأدوات التي يستخدمها المريض جيدا.
⇐ وهذه أيضًا بعض الصفحات المفيدة:
وفي النهاية عزيزتي ندعو لأخيك بالشفاء العاجل، ولك ولأسرتك بدوام الصحة والعافية.. فهو ولي ذلك والقادر عليه.