مقدمة عن السمنة: إيقاع الحياة السريع في بريطانيا لا يرحم أحدا، ففي ظل ساعات العمل الطويلة وازدحام المواصلات يعتمد البريطانيون على المطاعم في غذائهم أكثرا وأكثر، خاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة. أمر بالطبع ينعكس على ازدياد محيط خصر البريطانيين، فلا عجب أن تكون معدلات السمنة هنا هي الاعلى في القارة الأوروبية.
السمنة تتعلق بالإفراط في تناول الطعام وانخفاض النشاط البدني وممارسة الرياضة هي الرصاصة السحرية التي تقضي على المضار المرتبطة بالسمنة.
لكن الأخطر أن معدلات السمنة بين الأطفال تتزايد باضطراد نتيجة لنمط الحياة هذه؛ فبحسب دراسات حديثة – تناولت حوالي ألفي طفل – لم يعد تناول الطعام في المنزل هو الخيار الأول للأسر بل صار ارتياد المطاعم أمرا اعتياديا يحدث مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، وهو أضعاف ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمان!
وعلى الرغم من حملات تربوية وإعلامية والتي تروج للطعام الصحي والطهي في المنزل و المدرسة تبدو أن مشكلة في رأي الخبراء أن كثير من الآباء والأمهات لا يعترفون بسمنة أطفالهم. يعتبرون أن الأمر طبيعي لهذا لا يعيرةن المشكلة الأهتمام الكافي، ويعتقدون أن الأمر يتعلق بالجينات الوراثية ويتقبلون كسل الأبناء وعزوفهم عن الرياضة غير مفيدة من وجهة نظرهم.
وتقول الدراسة أن البريطانيين كبارا وصغارا يتعرضون وبشكل يومي لطوفان من الإعلانات والدعاية عن وجبات غير صحية ولكنها سريعة ورخيصة الثمن.
إذا فهي حقيقة لا يملك أحد إنكارها؛ الشعب البريطاني اليوم أكثر سمنة مما كان عليه قبل عشر سنوات، والأمر يعود إلى حد بعيد إلى نمط الحياة العصرية ذات العبء الإقتصادي الكبير. ويعود أيضا إلى غياب القافة الصحية وغياب أدوات نقلها إلى الأطفال في مقتبل عمرهم؛ فيكبرون بدناء في مجتمع بدين.
قالت الدكتورة يارا رضوان – خبيرة التغذية – عن مشكلة السمنة التي باتت لا تهدد الأطفال والناس في بريطانيا فقط بل الأطفال في كثير من الدول بأن هذا نتيجة نظام التغذية الغربي السريع وانتشار لسلسلة المطاعم الغربية التي تقدم مأكولات سريعة بسبب نمط الحياة السريع. وأشارت إلى دور الأهل ليكونوا المثل الأعلى للأطفال بطبخ وجبات البيت صحية والعمل على شراء الخضروات والفواكه والأطعمة الطازجة، والحرص على جعل الأطفال يشاهدون الأهل يقومون بتناول تلك الوجبات، وفي ذات الوقت التخفيف من تناول الوجبات السريعة خارج المنزل.
وأضافت “يارا” أن الدراسات أثبتت أن أمراض السمنة زادت كثيرا في الأطفال بسبب تناولهم للوجبات السريعة والتي يترافق معها دائما مشروبات غازية والتي فيها نسبة عالية من السكريات. وأوصت بالانتباه على ما يتم تناوله من خارج المنزل، فضلا عن تسوق الأطعمة الصحية ولابتعاد عن المعلبات مع مراعاة حفظ بعضا من الوجبات الصحية المطهوة بالبيت في الفريزر لوقت الحاجة حتى نتجنب الشراء من الأطعمة من خارج البيت. وقد أختتمت حديثها قائلة أن المجتمع العربي لم يختلف كثيرا عن المجتمع الغربي في هذا الأمر بسبب انتشار مطاعم الوجبات السريعة في المولات والأسواق. داعية للعودة إلى حميتنا العربية والأكلات الشعبية الغنية بالخضروات وزيت الزيتون، أخذ الغذاء من البيت إلى مكان العمل وتوفير وجبة المدرسة للأطفال من البيت أيضا.