كيف يتم حقن الدهون بالوجه ومناطق الجسم؟
وعن شفط الدهون قال “د. عبد الرحمن عوضين” استشاري جراحة التجميل والليزر. الدهون هي المصادر الطبيعية للخلايا الجذعية، والخلايا الجذعية هي المكون الرئيسي الذي خلق الله سبحانه وتعالى منها الأعصاب والشرايين والأوردة والكولاجين وغيرها. وتُستخدم الدهون في العديد من الحالات، فقد تستخدم كمواد مالئة أي مليء فراغات موجودة، وقد تحدث هذه الفراغات في الوجه أو الثدي أو الساقين أو ضهر اليد على سبيل المثال نتيجة لإنقاص الوزن أو الضمور أو التقدم في العمر. ومن الممكن استخدام الدهون في حالات الندبات وبخاصة ندبات الحروق، حيث تُحسن عملية حقن الدهون تحت هذه الندبات من كفاءة الجلد على استعادة شكله الطبيعي إلى أبعد الحدود. كما تساعد في علاج التجاعيد.
فالدهون مصدر من مصادر الخلاية الجذعية، تُأخذ من مناطق معينة بالجسم ليتم حقنها في المنطقة المطلوب ملئها. قد يحدث عند حقن الدهون للمرة الأولى أن تذوب، الأمر الذي لا يحدث حين يكون الحقن بغرض النضارة أو إزالة التجاعيد دون المليء، أما الحقن بغرض المليء يُوضع في الحسبان عملية الإذابة في المرة الأولى واللجوء للحقن مرة ثانية، لذا ننتظر مدة حوالي ثلاثة شهور ثم نقوم بالحقن مرة أخرى، وهذه المرة هي التي تعيش دون إذابة إلى ما لا نهاية، بل ومن الممكن أن تزيد وتنقص مع الوزن شأنها شأن دهون الجسم الطبيعية.
وكيفية الحقن تتم عن طريق عمل فتحات صغيرة في الأماكن المتراكم فيها الدهون لسحب جزء من هذه الدهون المتراكمة لإعادة استخدامها في المكان المطلوب حقنه. إلا أن هناك بعض مناطق الجسم لا نفضل أخذ دهون منها، نظرا لتأكد حدوث عملية الإذابة بنسبة مائة بالمائة، كدهون أسفل البطن وهي المسماه بالدهون سريعة الإحتراق، لذلك نتجه لأخذ الدهون من الأرداف نظرا لصعوبة احتراقها لذا يُطلق عليها الدهون الثابتة أو بطيئة الإحتراق جدا، ويُؤكد صعوبة احتراقها أنها في غالبية الحالات لا تتقلص بنُظم التخسيس العادية وتحتاج إلى عمليات الشفط للتخلص منها، بل وعند سحب دهون الأرداف المطلوبة للحقن في مكان آخر نلجأ أيضا للشفط للحصول على هذه الكمية.
بعد سحب الدهون نقوم بعملية فلترة لها ثم تُحقن في المكان المطلوب تعبئته، وعلى حسب كل حالة قد تُحقن لإزالة التجاعيد أو استرجاع حجم الخدين أو لاستعادة نضارة الوجه وهكذا.
كذلك يمكن حقن الدهون في الثدي لاستعادة حجمهما، ويعتقد بعض المرضى أن حقن الدهون في الثديين خطر على صحته ويسبب مشكلات، وهو اعتقاد خاطيء نظرا لوجود فراغ بين الثدي والغدة، هذا الفراغ هو الذي يتم تعبئته بالدهون المحقونة وهذا هو عنصر الأمان. كما أن عملية الحقن و شفط الدهون تتم بغرفة عمليات معقمة وتحت تأثير مخدر بإشراف طبيب تخدير داخل غرفة العمليات. والحقن يتم عن طريق فتحات صغيرة جدا، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في السابق كانت تستخدم أنابيب سميكة لأخذ الدهون، أما الآن ومع التطور المذهل في الطرق العلاجية نستخدم أنابيب رفيعة جدا تُسحب بها الدهون لتُفلتر وتُحقن بعد ذلك. كذلك عمليات الحقن – خاصة للوجه – تتم من فتحة صغيرة جدا قد لا تحتاج لخياطة جراحية لغلقها بعد تمام العملية، وفي حالات أخرى تُحقن عن طريق الأنف. الشاهد أنها عملية بسيطة وسهلة ولا ينتج عنها أضرار أو مضاعفات، بما في ذلك حقن الثدي بشرط إجراء الحقن تحت الجلد بعيدا عن الغدة.
في حالات محدودة نتجه للحقن بالفيلر، وهي حقنة طولها 1 سم فقط، أما سحب الدهون من منطقة مترهلة في الجسم يُؤهلنا لامتلاك 20 أو 30سم كاملة من الدهون.
هل الدهون الناتجة عن الشفط تستخدم بالكُلية؟
يتوقف ذلك تبعا لطبيعة الحالة المرضية، فقد تكون الحالة تعاني من كميات زائدة من الدهون بمناطق معينة وقليلة في مناطق أخرى، لذلك أثناء عملية شفط الدهون يُؤخذ في الاعتبار استخدام الدهون الناتجة عن الشفط للحقن في مناطق أخرى.
هل يوجد آثار جانبية أو تبعات لعمليات حقن الدهون؟
أوضح “د. عوضين” على العكس، فعمليات حقن الدهون من العمليات اللطيفة ولا يوجد بها أي صعوبات، وتعطينا نضارة وإشراق، وتنقل خلايا جذعية، وفي غالب الأوقات نقوم بنقل كمية من الصفائح الدموية لتعطي نضارة وإشراق أكثر. ومن أساسيات عملية الشفط ارتداء المريض لشورت ضاغط (كورسيه) بعد عملية الشفط لشهرين أو ثلاثة للحصول على الشكل الجمالي المطلوب. ومن الوارد حدوث بعض التورم وزُرقة في الجلد كأثر جانبي لعملية الحقن، إلا أنه سيختفي في غضون خمسة أو ستة أيام، وفي خلال الفترة من ثلاثة أسابيع إلى شهر يعود الوجه لطبيعته وهدوءه ويستعيد رونقه وإشراقه، وبعد ثلاثة شهور يتم الفحص مرة أخرى، ففي حالة ذوبان الدهون تتم عملية الحقن مرة أخرى، وعند عدم الذوبان يصبح الأمر منتهي ولا نحتاج للحقن ثانية.
تفضل عملية الحقن في المناطق التي كانت تحتوي على دهون في السابق ثم ذابت، لأننا نقوم بإستعاضة الخلايا المُذابة بنفس نوع الخلايا، كما في الوجه والثدي وضهر اليدين والساقين والأرداف…. إلخ.
ما هي الكميات المتاحة لشفط الدهون؟
تتوقف الكمية على حسب المنطقة المسحوب منها الدهون، فليس كل مناطق الشفط تعطي نفس الكميات، والأصل في عملية شفط الدهون هو تنسيق القوام وليس إنقاص الوزن، إلا في بعض الحالات القليلة جدا، كحالات السمنة الزائدة والتي يترتب عليها قلة فرص الإنجاب فيتجه أطباء النساء والتوليد لتوجيه المريضة إلى أخصائي تجميل لإجراء عملية شفط دهون لإنقاص وزنها بشكل سريع، ومثل هذه الحالات نستطيع شفط كميات كبيرة منها تصل من ثلاثة عشر إلى أربعة عشر لترا من الدهون. وهذه الحالات استثنائية وتتطلب اجراءات وتحضيرات كثيرة مثل المكان المجهز بعناية فائقة وطبيب تخدير صاحب خبرة في تعويض السوائل. من الحالات الإستثنائية أيضا ما يُصاب به بعض النساء في سن ما قبل الثلاثين كنتيجة لزيادة الوزن توقف المبيض عن الإنتاج، فمثل هذه الحالة تحتاج لنزول سريع في الوزن لاستعادة عمل المبيض بكفاءته.
فيما عدا هذه الحالات فإن شفط الدهون من العمليات التي تعطي نتائج كبيرة جدا في تنسيق القوام طالما تمت بعناية وتبعا للاشتراطات والتحضيرات الأساسية، ومنها التنفيذ بمخدر موضعي أو نصفي أو كلي تبعا لكمية الدهون التي سيتم شفطها، وتعاون المريض واتابعه للتعليمات.
الوقت المطلوب لإجراء عملية شفط الدهون وما هي مخاطرها؟
على حسب كمية الدهون المطلوب شفطها، فتتراوح من نصف ساعة إلى ثلاث ساعات، أما من حيث المخاطر فوجود طبيب تجميل متخصص وكفء، وطبيب تخدير ذو خبرة في مثل هذه الجراحات وتعويض السوائل وخصوصا حالات التخدير الكلي، وتجهيز غرفة العمليات بالشكل المناسب وتبعا للاشتراطات الصحية والمعايير الطبية الكافية المتعارف عليها، ومتابعة المريض أثناء مرحلة الإفاقة وما بعدها، يُسهم ذلك كله في نجاح عملية الشفط ومنع حدوث مشكلات صحية تماما.
تعليمات ما بعد إجراء عملية شفط الدهون
وتابع “د. عوضين” ننصح المريض المُقبل على إجراء عملية شفط للدهون بتنظيم عاداته الغذائية قبل العملية بأسبوع أو اثنين، ويحاول جاهدا تقليل الأطعمة المسببة لزيادة الوزن كالشيكولاته والمياة الغازية وغيرها، حيث أن عملية شفط الدهون يتبعها تنشيط هرمون النحافة داخل الجسم، وهو الهرمون المرتبط بقشرة المخ والمُلم بكل نسب الدهون في كل مناطق الجسم، ونتيجة لنشاطه يحاول أخذ دهون من منطقة ونقلها لمنطقة أخرى، فإذا لم يجد لا يقوم بتنفيذ مهمته وتترسب الدهون وتنزل مع البول.
بعد إتمام عملية الشفط ننصح المريض بشرب كميات كبيرة من الماء، وتنظيم الوجبات الغذائية وكمياتها.
عدم بذل أي مجهود رياضي لمدة شهر ونصف من تاريخ إجراء العملية، ولكن يُسمح بالحركة العادية.
فنتائج عملية الشفط تبدأ في الظهور تدريجيا ولمدة شهرين كاملين وقد تزيد قليلا، باختفاء الورم ابتداءا وصولا إلى الشكل الجمالي المطلوب. واتباع التعليمات في هذه الفترة يُعطينا النتيجة المنشودة، وأكثر من ذلك تبدأ مناطق أخرى في إذابة كميات الدهون بها تلقائيا نتيجة لنشاط هورمون النحافة. أما الذي يعتقد أن التعافي من عملية شفط الدهون يسمح بالأكل كثيرا كالسابق فهو خاطيء، حيث أنه سيعاني بكل تأكيد من زيادة الوزن، وإن كانت هذه الزيادة في أماكن أخرى غير تلك الأماكن المسحوب منها الدهون، لأن عملية شفط الدهون تُزيل جزء كبير من الخلايا المسئولة عن تراكم وتجميع الدهون في المنطقة. وقد تنتج زيادة الوزن في أماكن يستحيل معها عمليات الشفط كالرقبة والكتفين والذراعين، لذا وجب المحافظة على النظام الغذائي الصحي واتباع طرق التخسيس المتخصصة، واستمرارية النتائج المُعطاه يتوقف على إلتزام الشخص بتعليمات ونصائح الطبيب المعالج.
هل تترك عملية شفط الدهون علامات بالجسم؟
عملية شفط الدهون تتم من خلال فتحات صغيرة جدا تتراوح من 3مم إلى نصف سم، وتتم من خلال ثنايا الجلد فغالبا لا تترك علامات مزعجة للشخص تماما، ضِف إلى ذلك أن الخطوط التي يعمل عليها جراحي التجميل متماشية ومتناسبة مع خطوط الجسم.