سائِلة تقول: أنا حامل والحمد لله، أكملت 34 أسبوعا، لكن رأس الجنين للأعلى، أريد أن اعرف:
- هل يمكن أن ينضبط وضعه بعد هذه المرحلة وما النسب المتوقعة؟
- احتمالات العملية القيصرية؟
- سمعت بأنواع من الرياضة والأوضاع فهل هي مفيدة، وهل هي مثبته علميا؟
- هل وضع المقعدة طبيعي أم نتيجة لمشاكل معينه؟
وإذا كان نتيجة مشكلة معينة (حمانا الله)، فهل الموجات الصوتية تستطيع أن توضح إذا كان الجنين سليم وليست هناك مشاكل؟
أفيدوني أفادكم الله.
الإجـابة
وهنا يقول د. حسن جعفر «مدرس أمراض النساء والتوليد»: بداية أدعوك قبل كل شيء للاطمئنان تماما، فليس في حالتك ما يثير أي مخاوف ولا ما يشير إلى أي أمور غير محمودة من قريب أو من بعيد، فلا بد من أن تعلمي أن نسبة 50 % تقريبا من الأجنة نجد أن وضعهم في الأسبوع 37 من الحمل يكون كما هو الحال معك، أي أن رأس الجنين ما زال لأعلى، وهو أمر طبيعي.
وفي نسبة كبيرة جدا من هذه الأجنة يستدير الجنين بنفسه ودون أي تدخل، بحيث يكون في الأيام الأخيرة من الحمل رأسه لأسفل، وتظل نسبه بسيطة تقدر ب5 % فقط من الأجنة يبقى فيها الرأس لأعلى.
وفي مثل هذه الحالات يقول دكتور علاء الفقي استشاري النساء والتوليد أنه يمكن للطبيب تعديل وضع الجنين عن طريق تحريكه ولفه من الخارج لتعديل وضعه، وهي عملية معروفه وسهلة لكنها تحتاج إلى طبيب ماهر ذي خبره عالية جدا، ويمكن البدء في ذلك بعد تمام الأسبوع 38 من الحمل.
وفي حال لم تفلح محاولة الطبيب من الخارج في تعديل وضع الجنين فهذا يعني وجود عائق يمنع الجنين من ذلك، وهذا طبيعي جدا ويرجع لعدة أسباب طبيعية جدا أيضا… منها:
- إن يكون وضع المشيمة لا يسمح للجنين بالاستدارة، كأن تكون المشيمة موضوعه على عنق الرحم مثلا، وهو أمر مقبول تماما.
- قصر أو طول الحبل السري عن الحد الذي يساعد الجنين على الاستدارة بشكل حر.
- التفاف الحبل السري حول قدم أو ذراع أو رقبة الجنين، مما يعيقه عن الاستدارة بحرية.
- في حالة التوائم الذين يمنع أحدهم الآخر من إكمال استدارته.
فإذا لم تفلح محاولة الطبيب في تعديل وضع الجنين بالشكل السابق ذكره، وحضرت ساعة الولادة فيكون القرار اللجوء للولادة القيصرية، وهي عملية آمنة أضحت في ظل زيادة خبرات الأطباء وتطور المعدات الطبية أسهل وأبسط بكثير من ذي قبل، ولا تمنع من الولادة الطبيعية في المرات القادمة إن جاء الجنين في وضع يسمح بذلك.
وعليه فإن احتمالات الولادة القيصرية لديك تظل ضعيفة بشكل كبير، إضافة إلى أنها آمنة وسهلة إذا اضطررت إليها.
أما عن التمارين الرياضية… فهي موجودة فعلا ومعترف بها علميا ومنشوره بأكثر من طريقه، إلا أنها يجب ألا توصف إلا بمعرفة الطبيب المتابع للحالة، حيث إن منها ما يناسب بعض السيدات ومنها ما لا يناسب.
كما أنها تفيد بشكل أساسي في تهيئة الجسم كله قبل الولادة واستعادة النشاط والوضع الطبيعي بعدها، لكنها لا تتدخل من قريب أو بعيد في تعديل وضع الجنين.
أما عن الموجات فوق صوتية أو فحص السونار… فهي اليوم في مستوى من التقدم والحداثة بما يسمح لنا بالاطلاع على الكثير والكثير مما كان يصعب علينا معرفته عن الأجنة من قبل، ويبدأ ذلك في مراحل متقدمة جدا من الحمل تصل في بعض الحالات إلى الشهر الرابع، وكلما تقدمنا في الشهر الخامس أو السادس أعطتنا معلومات أدق وأفضل عن وضع الجنين وحالته.
بل إن التطور وصل إلى إجراء بعض العمليات الجراحية للأجنة داخل الأرحام فيما يعرف ب (الجراحات الجنينية داخل الرحم)، فبشكل كبير يمكن لفحص السونار أن يطمئنك على وضع الجنين ونوعه وحجمه وحالته بشكل واضح إلى حد كبير.
وختاماً… نسأل الله لك السلامة، ولمولودك الوصول الآمن، وننتظر بكل اشتياق إلى أن تطمئنين على حالتك برسالة أخرى في أقرب فرصه -إن شاء الله-.
وهنا بعض المقالات المفيدة: