يمكن لتدخين المراهقين أن يبدأ على شكل دلع أو إثبات للذات أو إثبات أن الطفل المراهق أصبح شابا يافعا ولكنه يجهل أنه فيما بعد سيكون بمثابة مشكلة كبيرة بالنسبة إليه على المدى البعيد لأن معظم مدمني التدخين يبدئون في العادة بممارسة تلك العادة السيئة في هذا عمر صغير.
ما هي خطورة تدخين المراهقين الصغار؟
يقول الأستاذ خيل الزيود “مستشار أسري وتربوي”، يعتبر تدخين الأطفال المراهقين بمثابة كارثة مجتمعية لا تقل عن قضايا الإرهاب والتفجيرات التي تمس المجتمع، لذلك يمكننا القول بأن تدخين الأطفال الصغار هو جزء من الإرهاب المجتمعي والعائلي الذي يجب علينا جميعا الوقوف عليه.
وأضاف الأستاذ ” خليل الزيود “: لا يعتبر التدخين مشكلة في حد ذاته لأن الأهل أصبحوا هم أيضاً جزء من المشاركين في هذه المشكلة حين يوافقون ويقفون مكتوفي الأيدي عند ملاحظة طفلهم الصغير يقوم بالتدخين، لذلك يعتبر التدخين الآن مصيبة كبيرة تمس الذكر والأنثى بشكل مؤسف في هذه الآونة.
تشير كافة الدراسات والاحصائيات في الإعلام دوما إلى التدخين المجتمعي بشكل عام ولكننا الآن نتحدث عن خطر أكبر تدخين المراهقين مما يدل على أن الجهود التي بُذلت في السنوات الماضية في قضية التدخين قد ذهبت هباءً.
على الجانب الآخر، أصبح المجتمع الآن المتمثل في المقاهي يقوم برفع شعار “عدم تقديم الأرجيلة لأقل من ١٨ سنة” مما يعتبر خطأ مجتمعيا كبيراً.
ما هو دور الأهل في اعتياد المراهق على التدخين؟
يجدر علينا الإشارة إلى التدخين السلبي الذي يتعرض له المراهقين الصغار نتيجة تلك الأفعال أو العادات الخاطئة للكبار في التدخين مما يتسبب فيما بعد في اعتياد الطفل الصغير أو المراهق على شرب السيجارة أو التدخين بصورة طبيعية لأننا حينئذ نكون قد قدمنا له نحن العائلة الطريق اليسير لكيفية ممارسة تلك العادة السيئة بسبب اعتياده على النيكوتين من الأب أو الأم أو الأخ إلخ إلخ..، لذلك يُنصح دوما للبنات المقبلات على الزواج عدم اختيار الزوج المدخن الذي سيقوم فيما بعد بتخريب الأبناء مما يعتبر بمثابة عقوق للأبناء حين نقوم باختيار أب مدخن لهم.
ما قولك في أن التدخين علامة الرجولة عن المراهقين؟
يعتبر التدخين عند المراهقين علامة للرجولة في بعض المجتمعات ولكن ذلك في المجتمعات المريضة، ومن هنا يأتي دور الإعلام في إيصال الصورة الصحيحة عن علامات الرجولة بالنسبة للمراهقين وليس التي نراها فيما بعد حين يقوم المراهق بضرب المرأة مبررين ذلك أنها علامة من علامات الرجولة، لذلك يجب علينا التمييز بين علامات الرجولة الحقيقية وبين العلامات الضعيفة والمميزة للرجولة.
وأردف ” خليل “: من الواجب علينا جميعا أن نقف ونقوم بحرب مضادة ضد شركات التدخين التي تقوم بالترويج لمنتجها مستهدفة المراهقين على وجه الخصوص خاصة مع انفتاح العالم على بعضه البعض حيث يمكن للمراهق أن يقوم بالتدخين نتيجة اعتياده عليه مع بعض الأصدقاء.
كيف يمكننا وقاية المراهقين من خطر التدخين؟
يجب أن يعتقد الأم والأب أنهما هما السبب الرئيسي لتدخين طفلهما المراهق مع ضرورة تعديل سلوكهما قبل تعديل سلوك الطفل المراهق لأن الأهل هم جزء من المشكلة قبل أن يكونوا جزء من العلاج.
إلى جانب ذلك، يعتبر اكتشاف الأب أو الأم مشكلة تدخين طفلهما المراهق هي في حد ذاتها مشكلة أو مصيبة كبرى حيث يجب عليهما متابعة الطفل منذ الصغر لحظة بلحظة لأن مثل هؤلاء الآباء يعتبرون مستقيلين تربويا لأن مفهوم التربية عندهم بالنسبة للطفل هو توفير الأموال والاحتياجات الخاصة فقط دون الانغماس في مشاكل طفلهم ومحاولة التعرف عليها وحلها قبل زيادة الأمر سوءا فيما بعد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك دراسة قام عليها مركز الحسين للسرطان التي أشارت إلى أن بعض الطلاب والطالبات في الصف السادس الابتدائي ممن يعانون من مرض السرطان يقومن بشرب الأرجيلة أو الشيشة مما يعتبر إدمانا كبيرا من الصعب السيطرة عليه إلا بتعديل سلوك الآباء في الامتناع عن التدخين مع ضرورة وضع قيود صارمة على التدخين.
وأخيرا، من الصحيح أن التدخين يعمل خاصة لصغار السن على تعرضهم للعديد من أنواع السرطانات أهمها سرطان الرئة ولكن قبله يمكننا القول أنه يتسبب أيضاً في بعض الأنواع الاخرى من السرطانات مثل سرطان التربية عند المراهقين وعند الآباء ذاتهم، لذلك يجب على الإعلام والأسرة والمجتمع كافة محاربة هذه الكارثة الكبرى عند المراهقين.