يمكن للعنف بين الأزواج أن يحدث مع العديد من الأشخاص ولكن تزيد المشكلة عندما يتم تجاهله أو تبريره كما أن المشكلة الكبرى تبدأ عندما تختفي لغة الحوار بين الزوج والزوجة.
ما طبيعة العنف بين الأزواج؟
قال “د. خليل الزيود” للأسف أصبح العنف في المجتمع ظاهرة كبيرة وموجودة مجتمعيا ولا يستطيع الإعلام التركيز إلا على جزء صغير منها.
أما عن العنف بين الأزواج فيجدر الإشارة والتنبيه إلى أن الجسد مقدس والروح والنفس والأفكار الإنسانية مقدسة بين الزوجين، لذلك يوجد عندنا ما يسمى بالعنف الرمزي والنفسي.
طبقا لمسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة فإن 14,1 من حوالي 7027 امرأة متزوجة أو سبق لها الزواج بين الأعمار 15 و 49 يتعرضون للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل أزواجهم الحاليين أو السابقين كما أشار المسح إلى أن نسبة المتزوجات الذين تعرضن للعنف الجسدي حسب نوع الإصابات 36,02% منهم يتعرضن لإصابات بسيطة وأن 10,2% يتعرضن لإصابات متوسطة فيما يتعرض حوالي 25 %منهم لإصابات بالغة.
بشكل عام أشار المسح أيضا إلى أن 37,03% من المتزوجات يتعرضون لواحدة أو أكثر من الإصابات الثلاثة السابقة.
لماذا يلجأ الزوج للعنف مع زوجته؟
هناك زاوية نطر للمفاهيم بين الزوجين حيث أن هناك بعض الأزواج الذي يدعون حبهم الشديد للمرأة أو الزوجة باعتبارها حبيبتهم وأم أولادهم، لذلك يجب تحديد تلك المفاهيم بكل دقة.
على سبيل المثال يجب سؤال الشاب الذي يريد الزواج عن سبب زواجه من تلك المرأة سواء كان الزوج يريدها كخادمة لحاجته أم يريدها لأنه يحبها وهكذا الزوجة يجب أن تُسأل هذه الأسئلة.
وأضاف الدكتور “خليل الزيود” من الضروري ألا نعتبر الزواج بمثابة هروب من حياة إلى حياة أخرى حتى لا تحدث مشكلة بين الزوجين لأن العنف حينئذ سيصبح وسيلة لتبرير الأخطاء أو للتعبير عن المشاكل التي يتعرض لها أحدهما بالإضافة إلى أن العنف سيصبح مشكلة كبيرة في حد ذاته.
لماذا تُنسب المرأة في أوروبا إلى زوجها بعد الزواج؟
من الممكن أن نناقش مثل هذه الموضوعات في بيوتنا ولكننا للأسف نعاني من مشاكل أكبر من انتساب وملكية اسم الزوجة سواء للأب أو الزوج وإنما المشكلة الكبرى تكمن في عدم تعامل الزوج مع زوجته بصورة جيدة.
إلى جانب ذلك، يلجأ العديد من الأزواج إلى طريقة أخرى للعنف مع الزوجة عن طريق تعدد الزوجات عندما يكون التعدد إساءة للزوجة في حد ذاته، لذلك فإننا إن قمنا بعمل إحصائية أخرى عن العنف بين الأزواج الآن فإنها حتما ستكون أعلى بجانب الأمور المخفية بين الزوجين التي نعرف ولا يعرف الإعلام عنها أي شيء.
أما عن زواج القاصرة فهو يعتبر في طبيعته عنف، لذلك لا يجب تزويج القاصرة حيث أن الرجل حين يضرب زوجته فهو لا يعتقد أنه بهذا الفعل قد أخطأ في حق زوجته كما أنه يكون مقتنعا في قرارة نفسه أن ضرب الزوجة هو الحل الأمثل معها
بالإضافة إلى أن الكارثة الكبرى أن تقوم الزوجة حينئذ بتبرير ضرب الزوج لها كما أن هذا واقع في مجتمعاتنا الآن.
وأردف الدكتور “خليل”من الضروري توعية المجتمع بأهمية الكرامة الإنسانية للزوج والزوجة كما يجب تصحيح مفهوم أن الأولاد لهم أهمية كبرى عن أمهم وإنما يجب ترسيخ مفهوم أهمية المرأة قبل أولادها وحتى يمكن لأولادها العيش بصورة جيدة والتربية بصورة سليمة.
وأخيرا، من الجيد أن يلوم الشريك نفسه أو أن يعتذر الشخص الذي يمارس العنف بعد تعنيفه أو إيذاء الشريك الآخر لأنها ستكون بمثابة خطوة أولى للتراجع فيما بعد عن هذا العنف كما يجب على الزوج تصحيح مفهوم أن العنف الذي تم ممارسته تجاه والدته كان بمثابة الخيار الصحيح في المعاملة بينها وبين والده.