هل يعتبر العناد عند الأطفال شيء طبيعي؟
في البداية يجدر الإشارة إلى أن العديد من الأمهات تشكوا من عدم سماع أبنائهم للكلام ولا يردون عليهم ولا يهتمون بهم ويتحلون بصفة العناد بشكل دائم ولكن من الضروري علينا التذكير بأن هذه السلوكيات تعتببر صفات مكتسبة من الدائرة الضيقة وهي الأب والأم والإخوة ومن الدائرة الأكثر توسعاً وهي المدرسة والأصحاب.
أما عن العناد فهو بمثابة عدم استجابة الطفل للطلبات أو أوامر الأهل وينظر الأهل إليها على أنها رفض لطلباتهم ولكن يجب علينا عذر أطفالنا في هذا الأمر لأنهم أيضاً يودون إثبات ذاتهم وشخصيتهم كما يجب على الأهل اعتقاد بأن رد الابن عليهم ضرورة حتمية لأن هذا شيء مرفوض ومفروغ منه.
إلى جانب ذلك، يجب مراعاة الوقت والكيفية التي نطلب بها طلباتنا من الابن حيث على سبيل المثال عند جلوس الطفل على الطعام فلا يجب علينا أن نطلب أي شيء لأنه حينئذ سيركز فقط على تناول الطعام دون الانشغال بأي شيء آخر، لذلك يمكننا القول بأن الأهل لا يستوجب عليهم معاملة الابن معاملة الندية لأن ذلك يجدي ولا يثمر في طريقة تربية الأبناء تحت أي ظرف من الظروف حتى أن كثرة ترديد كلمة عنيد أمام الطفل تؤدي غلى تثبيتها في عقله الباطن ومن ثم تصير ظاهرة مرتسخة في عقله.
وتابعت “نور” هناك أمرين مهمين جداً عن طلب أي شيء من الابن وهما لغة الجسد ونبرة الصوت التي تبين مدى استجابة الطفل لأوامر الطفل كما أن لغة الأمر لا تجدي كثيراً مع الأطفال الذين يرون في هذه اللغة فرض للرأي فحسب حتى إن كان الطفل مقتنع بما يراه الأهل.
طريقة التعامل مع عناد الطفل
للتعامل مع عناد الطفل من جانب الأهل يجب أولاً معرفة سبب هذا العناد حتى يمكن حل المشكلة والتي تكمن في الأساس في ضرورة إثبات شخصيته وإثبات ذاته كما أن التدليل الزائد في بعض الأحيان قد يزيد من حالة العناد عند الأطفال بالإضافة إلى تلبية مطالبهم بدون ضوابط إلى جانب الضوابط النفسية مثل الحب والأمان بالنسبة للطفل والتي يغفل الأهل كثيراً عنها كما قد يغفل الأهل عن المحاكاة والتقليد في بعض السلوكيات مثل العناد، لذلك يُنصح للأهل عند طلب شيء ما من طفلهم ضرورة إقناعه ومناقشته فيه حتى يتم تنفيذه بصورة سهلة ويسيرة كما يعمل التهديد والعقاب المستمر للطفل على تعزيز سلوك العناد عنده وفي حالة رفض سلوك ما يقوم به الطفل يجب علينا شرح سبب هذا الرفض وبنبرة صوت يمكنه استيعاب بها سبب هذا الرفض.
وأردفت “نور زيادة” هناك أنواع عدة من العناد منها عناد الطفل مع ذاته معتقداً أنه بهذا السلوك يعاقب الأهل على فرضهم الأكل عليه، لذلك يجب على الأهل التعامل مع الأطفال بكل مرونة واستيعاب أن لهم حاجات وأمور لابد لهم من إثباتها ولا يمكننا وصف الطفل بالعنيد قبل سنتين من عمره لأنه قبل هذا العمر يعتمد على الأم والأب في جميع احتياجاته اليومية بينما بعد هذا العمر يصير هنالك استقلالية بعض الشيء في الأكل والمشي إلخ إلخ.
إلى جانب ذلك، يجب على الأهل الوقوف مع أنفسهم لعلاج مشاكلهم الداخلية التي قد تؤثر على علاقتهم بأطفالهم وذلك قد يكون نتيجة الضغوط اليومية المتكررة في حياتنا بصورة يومية.
وأخيراً، هناك بعض الأطفال الذين قد يرجعون عن رأيهم بعد مرة أو مرتين من طلب الأبوين ولكن على الجانب الآخر هناك بعض الأطفال الذين لديهم درجة عالية من إثبات الذات والتي تجعلهم مصرين على رأيهم لمدى أطول من غيرهم حتى يمكنهم تحقيق ما يريدون تحقيقه أو تنفيذه.
أما عن الأنواع الأخرى من العناد فهناك عناد الإصرار أو الإرادة التي يجب تشجيع أبنائنا عليه بشكل دائم ويعتبر شيء إيجابي.