مقدمة: (بول مارتن) أبلغ بالخطأ بأنه مصاب بالسكري من النوع الثاني وهو واحد من آلاف المرضي اللذين شخصت حالاتهم بشكل خاطئ فهو مصاب بالنوع الأول من السكري ما يعني بأنه بحاجة إلى أدوية مختلفة تماما. يقول: لقد تم وصف أدوية وحبوب لي مناسبة للنوع الثاني من السكر لكن حالتي أصبحت تسوء حتى قابلت استشاريا وبعد أن فحصني قال لي بأني مصاب بالنوع الأول من هذا المرض وأني بحاجة إلي حقن الإنسولين.
(بول) والذي استقرت حالته الآن يواظب علي حقن الأنسولين يوميا واستطاع عبر اختبار بسيط تفادي المضاعفات المحتملة للتشخيص الخاطئ للمرض، ويؤثر التشخيص الخاطئ على مرضى السكري اذ أن النوع الأول منه والذي يصيب الأطفال ويكون وراثيا عادة له أعراض مختلفة وخطة علاجية تستمر مدي الحياة أما النوع الثاني والمرتبط بالسمنة فتسيطر عليه أدوية محددة بالإضافة للتقيد بنمط الحياة الصحي. ويعول الأطباء الآن على اختبار جيني بسيط ورخيص يرصد المتغيرات الوراثية في الحمض النووي ويعتقد الباحثون أنه سيوفر معلومات إضافية مهمة للأطباء عند إجراء التشخيص اذ سيضاف لقائمة الاختبارات التي يستخدمها الأطباء حاليا للتفريق بين النوعين عن طريق قياس الأجسام المضادة.
ما نفكر أن نقوم به هو أن نأخذ عينة من دم المريض وارسالها للمختبر لإجراء مسح جيني عليها وهذا شيء جيد ليس فقط بالمملكة المتحدة ولكن بالعالم كله.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للسكري أن 90% من حالات الإصابة بالمرض هي من النوع الثاني الذي يظهر بسبب ارتفاع معدلات السمنة وقلة النشاط الحركي.
دكتور جيلبيرت بورجيلي اختصاصي طب مكافحة الشيخوخة والهرمونات أكد أن سهولة الاختبار ودقته يساهم في التشخيص الصحيح بين أنواع السكري.
يعد هذا الاختبار شديد الأهمية حيث يمكن من خلاله التمييز بين النوع الأول والنوع الثاني فالنوع الأول لا ينتج جسد المريض فيه هرمون الإنسولين وهو عادة ما يكتشف ما بين سن السابعة والرابعة عشر وهو عادة ما يتم تعاطي حقن الإنسولين فيه مدي الحياة أما السكري من النوع الثاني فعادة ما يترافق مع تقدم العمر للأشخاص فوق سن الخمسين ومع زيادة الوزن وعلاجه عادة بالأدوية التي تحفز انتاج الإنسولين والذي يقوم جسده بإنتاجه بالفعل، وتعد التفرقة بين النوعين مهمة لأن علاج النوعين يختلف اختلافا تاما.
ما هي المضاعفات التي قد تحدث للمريض نتيجة للتشخيص الخاطئ؟
يجيب الدكتور بورجيلي، لو افترضنا أن شخص مصاب بالسكر من النوع الأول وتم تشخيصه بشكل خاطئ على أنه مصاب بالنوع الثاني وبدأنا بإعطائه الأدوية التي تحفز انتاج الإنسولين بالجسم فلن يحدث أي تأثير لهذه الأدوية بل وحتى قد تؤدي لرفع نسبة السكر بالجسم وحدوث مضاعفات عكسية بينما يكون علاجه هو إعطائه هرمون الإنسولين ولهذا يجب التمييز بين النوعين وقد يحدث أن يتم تشخيص بعض الأطفال بالإصابة بالسكري من النوع الأول على سبيل الخطأ بينما يمكن لجسده انتاج الأنسولين.
كما حذر الدكتور بورجيلي من خطر إصابة الأفراد بالسكر من النوع الأول وهو ما يؤدي لأمراض مزمنة تهدد حياة الإنسان.
لا يمكن التفرقة بين نوعين السكري بدون فحوصات دقيقة ويعد هذا الفحص الجيني سريع جدا حيث تظهر نتائجه خلال ساعات حيث أن بعض الأشخاص مصابون بالنوع الأول من السكري بالإضافة للنوع الثاني فيتم معالجة النوع الثاني عن طريق محفزات الإنسولين ثم بصاب بخلل في الخلايا المنتجة للأنسولين مما يسبب نقص في نسبة الإنسولين وكانت الفحوصات التي تتم لهذا النوع من المرضي تعطي نتائج غير حقيقية تعكس حقيقة نسبة الإنسولين بالجسم.