وأحدثكم عن بعض مكتباتنا التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فحين نظمأ لزلال الأحرف، ورائحة الكتب نتجه إلى التي بالفعل «ليست مكتبة» فهي تضم الأجهزة الإلكترونية، والأدوات القرطاسية، ومجموعة من المجلات التافهة، وزاوية هناك مخيبة للآمال، تحتوي على كتب لا تسد الرغبات، إما أنها لا تناسب الفكر، أو أن أسلوب كاتبها ممل، أو أن إخراج الكتاب سيئ لدرجة تجعلك لا تود النظر إليه.
نفتقد مسمى المكتبة الحقيقية، المكتبة التي تناسب ذائقة القراء ككل، المكتبة التي تشبعنا بالثقافة الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية، والكتب التي تتحدث عن القيم والشخصيات الرائدة في التاريخ، وإن وجدت هذه الأخيرة فهي لا تفي بالغرض المنشود منها!
نحن معشر القراء نرغب في مكتبة عالمية، تضم أنواع الكتب مختلفة، نرغب في أن تنتشر ثقافة الكتاب أكثر، وأن يفترش باعة الطرق لا «بالجح» يا سادة إنما بالكتب، ونوفر الطرق المثلى للقراءة حتى تتشبع الأجيال بما هو أنفع لها بدلا من استهلاك ثلاثة أرباع الوقت على شاشة البلاك بيري أو التلفاز!
لا نرغب في أن نترقب السنة بأكملها افتتاح معرض الكتاب والتزاحم للحصول على ما تحت الطاولة! أو توصية على من هم بالخارج بجلب الكتب التي نريد، ودفع الكثير من الأموال، في حين أن الدولة قادرة على تنظيم المكتبات الداخلية أكثر، وتوسيع مفهوم القراءة بافتتاح مكتبات عامة لجميع أفراد الشعب.
في حين أن المجتمع بدأ بالعزوف عن الكتاب وطرق باب الهجر أكثر من باب الوصول إليه، ولم يكن ذلك إلا لعدم توفر الجو الأفضل للقراءة أو اكتساب الثقافة لما نلحظه اليوم؛ حيث إن هدف المكتبات اليوم مادي بحت، دون الاهتمام بميول القراء أو درجة تفكيرهم.
عموما، «عشاق الكتاب» لا يريدون إلا مكانا مهيأ للقراءة، يشمل كتبا ترتقي بالثقافة العامة، فهل من ملب لرغبة العشاق؟
بقلم: انتصار الزهراني
وهنا تقرأ: النظارة السوداء والكتابة!
وكذلك: ما هي أهمية الكتابة