يلعب الجهاز المناعيّ دوراً أساسياً في قدرة الجسم على تقليل خطر الإصابة بالأمراض، والأمراض المَوسميّة، والعدوى، وغيرها من المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها، وتُعدّ التغذية الجيدة والنظام الغذائيّ الذي يحتوي على مجموعةٍ متنوعةٍ من العناصر الغذائية عاملاً أساسياً في تعزيز قوة الجهاز المناعيّ، ويُفضَّل الحصول على هذه العناصر من الطعام، كما تجدر الإشارة إلى أنّ سوء التغذية يُعدّ من أكثر أسباب نقص المناعة شيوعاً حول العالم؛ حيث يُمكن أن تتغير الاستجابات المناعية في حال حدوث نقصٍ في عنصرٍ غذائيٍّ واحد فقط، ممّا يدلّ على أنّ التغذية تُعدّ من العوامل الحَرِجة في تحديد الاستجابات المناعية للجسم.
وعلى الرغم من أنّ بعض الأعشاب قد تُساهم في زيادة مستويات الأجسام المُضادة في الدم، إلّا أنّه من غير المعروف لدى العلماء حتى الآن ما إذا كان ذلك قد يؤثر فعلاً بشكل إيجابيّ في مناعة الجسم؛ إذ إنّ إثبات قدرة عُشبةٍ أو أيّ مادّةٍ أخرى على تعزيز مناعة الجسم يُعدُّ من المسائل المُعقدة بشكلٍ كبير، وبشكل عام تُعرف بعض أنواع الأعشاب بأنّها قد تُساهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي، إلّا أنّ ذلك ما زال غير مؤكد، وما زالت هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
وبالحديث عن الوضع الراهن، فإن مواجهة فيروس كورونا تتطلب تقوية مناعة الجسم، ويمكننا القيام بذلك من خلال تناول المأكولات الصحية، وشرب المشروبات المفيدة التي تعزز من صحة جهاز المناعة في الجسم، ومن هذه المشروبات مشروبات الأعشاب الساخنة، فما هي أبرز أنواع هذه المشروبات العشبية، وما فوائدها الصحية على الجسم، وما الطريقة الصحيحة لإعدادها؟.
ما هي المشروبات العشبية التي تقوي المناعة؟
تقول خبيرة التغذية “ميسون النوري”: أنه بالفعل هناك عدد من المشروبات العشبية أثبتت الأبحاث السريرية فاعليتها في تعزيز المناعة في الجسم، ولها تأثير واضح في ترطيب الحلق، وتخفيف الاحتقان، والالتهابات، كما تلعب دوراً في مقاومة الفيروسات، وتنظيف الحلق من البكتيريا، ويجب أن يتم تناول هذه المشروبات بمعدل مرة أو مرتين يومياً دون إفراط؛ حيث أن الإفراط قد يتسبب في حدوث مشاكل صحية، ومن أبرز هذه المشروبات العشبية التي تقوي المناعة:
- النعناع: ويتميز النعناع بالطعم المنعش والرائحة الجميلة، ويزيد من القدرة على التركيز، كما أنه مضاد طبيعي للفيروسات والميكروبات، ومزيل للاحتقان ويمكن استخدامه كعلاج للتقلصات والانتفاخ في الأطفال، وللتقلصات التي تحدث في فترة الحيض، وللنعناع أثر محسن لرائحة الفم الكريهة.
- الكركم: ويُعدُّ مُركب الكركومين (Curcumin) المادة الفعّالة في نبات الكركم، وهو المسؤول عن خصائصه المُضادة للفيروسات والبكتيريا، والالتهابات، كما أنّه يُعدُّ أحد مُضادات الأكسدة، ويعملُ كمُعدّلٍ مناعيّ؛ أي أنّه يُساعد على تنظيم وظيفة الخلية المناعية، ولذلك فإنّ الكركم قد يُساهم في تحسين وظيفة الجهاز المناعي بشكل عام. ويمكن تناول الكركم بعدة طرق منها غلي الماء أولاً ومن ثم إضافته، أو من خلال إضافته إلى كوب من اللبن.
- الزنجبيل: ويلجأ الكثير من الناس إلى شرب الزنجبيل عند شعورهم بالمرض، وذلك لأنّه قد يُساعد في التقليل من الالتهابات، كالتهابات الحلق أو غيرها، مما قد يُساعد على تحفيز استجابة الجهاز المناعي، كما أنّ المُركبات الحيويّة التي يحتويها الزنجبيل كمُركب الجينجنرول (Gingerol)، تمتلك خصائص مُضادة للأكسدة، وذلك حسب دراسات عديدة، ومن الجدير بالذكر أنّ الزنجبيل قد يُساهم أيضاً في تقليل الآلام المزمنة، وتخفيف الغثيان، وخفض مستويات الكوليسترول في الدم.
- القرفة: وهي ممتازة لمرضى السكر؛ حيث تحسن من قدرة الأنسولين على تخفيض نسبة السكر في الدم، كما أنها تزيد من الشهية، وتعالج مشاكل الجهاز الهضمي مثل: الانتفاخ والتقلصات.
كيف يمكن الحفاظ على صحة الحلق؟
تشير “ميسون” إلى أنه يمكن أن ننوه على أنه يمكن الحفاظ على صحة الحلق من خلال القيام بأمرين مهمين، ألا وهما:
- القيام بغرغرة للحلق سواء كان ذلك بالماء الدافئ والملح، أو بالماء الدافئ والليمون، أو بالماء الدافئ وخل التفاح العضوي؛ حيث أن خل التفاح يحتوي على حمض الأستيك المقاوم للبكتيريا.
- شرب المشروبات العشبية الدافئة، وليست الساخنة؛ حيث أن المشروبات الساخنة قد تتسبب في إلحاق الأذى بالأغشية المبطنة للحلق.
وبالحديث عن المشروبات العشبية، فتجدر الإشارة بأن الطريقة الصحيحة لإعداد هذه المشروبات كما وضحت “النوري” هو من خلال غلي هذه الأعشاب طازجة في الماء، أو يمكن غلي الماء أولاً ومن ثم وضع الأعشاب بها، وتركها لفترة.