ما أخطر المشاكل التي تصاحب المرأة الحامل أثناء الولادة أو بعد الولادة ؟
يوضح “د. علي عاقلة” أخصائي نسائية وتوليد وعلاج عقم وأطفال الأنابيب. عادة فترة الحمل تكون فترة خفيفة ومميزة للمرأة الحامل ولعائلتها بشكل عام، ولكن في مرات تحدث بعض المضاعفات والتي لا يعلم بها الكثير من الناس، فالحالات الخطيرة التي تصيب المرأة أثناء الحمل والولادة هي:
• مشكلة نزيف ما بعد الولادة: وجدت الدراسات أن أكثر مشكلة سبباً في الوفاة بعد الولادة هي نزيف ما بعد الولادة، فهو العامل رقم واحد الذي يؤدي إلى الوفاة بعد الولادة. النزيف هو فقدان دم حوالي نصف لتر بعد الولادة الطبيعية، وأكثر من لتر دم بعد الولادة القيصرية، تصل نسبة حدوث النزيف إلى ٤٪ تقريباً.
أسباب النزيف تكون:
– رخاوي في الرحم، وعدم إنقباضه بعد الولادة.
– جُرح في مجرى الولادة.
– بقايا من المشيمة داخل الرحم.
– القابلية للنزيف (مشكلة في عوامل التخثر).
عندما يكون هناك نزيف يجب إكتشافه، ومحاولة تعويض المرأة عن الدم المفقود بإعطائه سوائل وحدات الدم والبلازما، ثم المعالجة تبعاً للسبب، فإذا كانت هناك رخاوي في عضلة الرحم نعطي الأدوية القابضة للرحم، إذا كانت المشكلة في عوامل التخثر تُعطى سوائل الدم والبلازما، أو كان هناك جُرج يجب تخييطه. إذا لم تأتي هذه الإجراءات بالنتيجة نضطر لإجراء عملية جراحية حتى تتم السيطرة على النزيف وربط الشرايين التي تغذي الرحم. والحل النهائي يكون إستئصال الرحم كاملاً حتى يتم إنقاذ حياة المريضة.
متى يُلجأ إلى التدخل الطبي في حالة حدوث النزيف؟
يقول “د. عاقلة” يعتمد التدخل الطبي على خطورة وشدة النزيف التي تعاني منه المرأة، حيث يمكن أن يكون الإجراء بسيط وتحل المشكلة، و في حالة النزيف الشديد لابد من التدخل السريع، في خلال فترة قليلة، هناك فئة محددة يحدث لها نزيف أكثر من الفئات الأخرى وهم:
– من لديهم ولادة سريعة.
– الولادة متعسرة: التي تستخدم فيها الآلات الطبية لسحب الجنين مثل (الشفاط، الملقط).
– إذا كانت المشيمة تغطي عنق الرحم.
كل ذلك يعرض المرأة لحدوث النزيف، ويجب على المرأة إخبار الطبيب إذا كان أصابها نزيف في الولادات السابقة، لأن ذلك يمكن أن يتكرر معها.
سبب وأعراض إنفجار جدار الرحم
يشرح “د. عاقلة” اليوم نشهد عدداً من الولادات القيصرية التي تتعرض لها المرأة، حيث أصبحت نسبة الولادة القيصرية أكثر من نسبة الولادة الطبيعية. إنفتاح جدار الرحم خلال الولادة من أخطر المشاكل التي تواجه المرأة والجنين على حد سواء، حيث يمكن أن تؤدي إلى وجود نزيف، أو تدخل جراحي، ويمكن أن تصل إلى الوفاة للمرأة، وتؤدي إلى نقص الأكسجين لدى الجنين، وكذلك حدوث الشلل الدماغي للجنين، ووفاة الجنين أيضاً. كلما زادت العمليات القيصرية، كلما أدت إلى جروح أكثر في الرحم، حيث يمكن أن يفتح الجرح أثناء وجع الولادة، نضطر في حالة إنفتاح جدار الرحم إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة حتى يتم تصليح الرحم، والسيطرة على النزيف، وفي حالة عدم السيطرة على النزيف وعدم إصلاح الرحم، تجرى عملية إستئصال الرحم، لإنقاذ حياة المريضة.
ما هي الجلطات الرئوية التي تصيب المرأة وما أسبابها؟
وتابع “د. عاقلة” من أخطر المشاكل التي تواجه المرأة أثناء الحمل هي الجلطات الرئوية، تعتبر كابوساً لأي طبيب. نسبة الوفاة في الجلطات الرئوية تكون من ٦٠ إلى ٨٠٪، وهي نسبة عالية جداً، وتظل النسبة عالية أيضاً في حال إكتشافها وإعطاء العلاج المناسب.
أسبابها:
– في أثناء الحمل تكون عوامل التخثر أعلى من النسبة الطبيعية حتى لا يحدث نزيف، هذه تزيد نسبة حدوث الجلطات الرئوية.
– العمليات الجراحية.
– أخذ أدوية معينة.
– تتحرك كثيراً خلال فترة الولادة.
كل هذه العوامل تزيد فرصة حدوث الجلطات الرئوية، فالأهم إكتشاف الجلطات الرئوية لأن أعراضها تكون غير واضحة، فيجب أن يكون الطبيب لديه خبرة بهذه الحالات، ومباشرة يتم إدخال المريضة في العناية المركزة، وإعطائها المميعات الدموية، ويمكن في بعض الحالات إلى إجراء عملية لإستئصال هذه الجلطة. نهاية يجب المتابعة الطبية.