وجبة غذائية واحدة في اليوم
يفضل الكثيرون تناول وجبة واحدة خلال اليوم لتقليل السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم أو للتخفيف من عبء تحضير الطعام أو للإنشغال الدائم وعدم إتاحة فرص كثيرة لتناول أكثر من وجبة، ومثل هؤلاء الأشخاص إعتادوا على تناول وجبة غذائية واحدة كبيرة الحجم والكمية على الغذاء مثلًا ثم ينقطعون عن الطعام بعدها حتى نفس موعد التناول في اليوم التالي، فإلى جانب أن هذه الطريقة في تناول الطعام تؤثر على المعدة وعلى طريقة هضم الطعام فهي أيضًا تؤثر في معدلات تراكم الدهون بالجسم، وذلك لأن البنكرياس يصبح غير قادر على إفراز كميات مرتفعة جدًا من الإنسولين بشكل مفاجئ بعد ساعات طويلة من الخمول والكسل الأمر الذي يتبعه حتمًا تخزين الدهون في الجسم بوتيرة أسرع مما ينتج عنه إنخفاض النسب المتحصل عليها من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم بشكل يومي، هذا إلى جانب أن تناول وجبة واحدة يوميًا ينتج عنه بشكل أساسي قلة في أنواع المعادن وأنواع الفيتامينات الموجودة بالوجبة، لأن الوجبة بالضرورة ستتكون من نوع واحد من الطعام.
والخلاصة مما سبق هي أن تناول وجبة غذائية واحدة في اليوم يتبعه حتمًا نقص في أنواع الفيتامينات والمعادن الداخلة إلى الجسم لقلة تنوع الغذاء، وينتج عنه أيضًا نقص في نسب هذه الفيتامينات والمعادن في الجسم لإختلال عمليات الهضم، وكذلك يؤدي إلى تراكم الدهون بالجسم ومن ثَم الإصابة بزيادة الوزن والسمنة.
علامات نقص مستويات الفيتامينات والمعادن
وبالإشارة إلى نقص مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم فلها إشارات وعلامات أساسية هي:
1. وجود تشققات بالجلد حول الفم وفي مناطق الجسم المختلفة، فهذه الأعراض إشارة واضحة على ضرورة فحص مستويات الفيتامينات والمعادن بالجسم وبخاصة الحديد وفيتامينات ب، فكل الدراسات العلمية أثبتت العلاقة المباشرة بين جفاف الجلد ونقص هذه العناصر بالذات من الجسم، وبالتالي وجب فحص مستوياتها وإستشارة الطبيب لتحديد الحاجة أو عدم الحاجة إلى تناول المكملات الغذائية.
2. التكسر الدائم بالأظافر والتساقط الكثيف للشعر، فهذه مؤشرات على نقص مستويات الزنك وفيتامين ب وألفا أنوليك أسيد (الأحماض الأمينية المستخلصة من دهون الأسماك)، وبالتالي عند ظهور هذه العلامات وجب إجراء الفحوصات والتحاليل الضرورية فورًا.
3. خروج الدم من اللثة أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، فقد أثبتت الدراسات أن نقص فيتامين C في الجسم يؤدي إلى خروج الدم من الشفاه واللثة، وذلك لأن فيتامين C عنصر أساسي في رفع مناعة الجسم، بالإضافة إلى أنه عامل أساسي في سرعة إلتئام الجروح.
4. جفاف الجلد وإصابته بالقشرة، حيث أنه مؤشر على نقص معدن الزنك وفيتامينات B3 و B6.
ماذا عن المكملات الغذائية الدوائية
وفور التعرف على هذه العلامات والإشارات قد يلجأ البعض من تلقاء نفسه وبدون إستشارة طبية إلى تناول أي نوع من المكملات الغذائية الدوائية، ومن هنا وجب التنبيه على أن المكملات الغذائية التي تحتوي على أكثر من نوع من الفيتامينات والمعادن قد تكون فعلًا محتوية على الزنك والحديد والـ B12، ولكن هذه العناصر الغذائية من النوع الذي يصعب على الجسم إمتصاصه حتى من الأطعمة الطبيعية، وبالتالي تناول هذه المكملات المتعددة العناصر قد لا يستفيد منها الجسم أيضًا في الثلاثة عناصر المذكورة، وعليه تستمر إصابة الجسم بنقص مستوياتها، والحل العملي والصحي لعلاج نقص الزنك والحديد و B12 هو تناول المكمل الغذائي الخاص بالعنصر فقط أي المكمل الغذائي للزنك أو للحديد أو لفيتامين B12، وليس تناول أي نوع من المكملات الغذائية أو تناول المكملات المحتوية على أكثر من عنصر.
نصائح غذائية هامة
وبضروة عامة يُنصح دائمًا من يعاني من نقص مستويات الفيتامينات والمعادن بالإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الطازجة، ويُنصح أيضًا بتقسيم الوجبات الغذائية وتوزيعها على مدار اليوم وعدم الإكتفاء بوجبة واحدة في اليوم لأنها حتى وإن كانت كبيرة الحجم إلا أنها ستكون حتمًا فقيرة في التنوع، ويُنصحون أيضًا بعدم تناول المكملات الغذائية بشكل عشوائي دون إستشارة طبيب مع التركيز على تناول المكمل الغذائي الخاص بالفيتامين أو المعدن المنخفضة نسبته في الجسم لأن تناول المكملات الغذائية المختلطة لا تُعالج النقص بل قد تؤدي إلى الإصابة بالتسمم الفيتاميني الناتج عن زيادة نسبة فيتامينات ما في الجسم.
شكر خاص لأخصائية تغذية “رند الديسي”.