إن نظرت إلى أي مجتمع نظرة عامة فلن ترى إلا محاسنه وجماله والأجواء المسالمة والهادئة، وستلاحظ السرور والطيبة والتعاون بين أفراده، لكن إذا توغلت في أعماقه فستجد المتناقضات والمشاكل. ومجتمعنا ليس بمعزل عن هذه النظرة وإن كان ولله الحمد من بين الأفضل، ولكن البطالة على سبيل المثال واحدة من المشاكل الموجودة التي تشعرك بالمرارة والألم عندما ترى جموعا كثيرة من الشباب عند بوابة مبنى يقفون من أجل استجداء وظيفة بمرتب ألفين حاملين معهم الأمل البسيط والملف الأخضر.
أيضا مشاكل التعليم وطرق التدريس البدائية والأنظمة التي تسن ولا يتم تطبيقها، فأصوات الطلاب والطالبات التي تحمل الكثير من الاحتياجات أخشى أنها لا تصل لبعض المسؤولين بسبب عدم وجود قناة تواصل معهم.
أما الصحة فحدث ولا حرج، أعداد المرضى الذين لم يحصلوا على أسرة أو حتى مواعيد لرؤية الطبيب كثيرة والأسباب معروفة من واسطات ومحسوبيات، وهذه المشكلة قديمة ولا يوجد حل جذري لها لذلك نشاهد الفوضى الحاصلة في المستشفيات حيث يحظى القلة بالعناية والعلاج والآخرون يتسابقون إلى قوائم الانتظار.
مشكلة أخرى وهي الازدحام والاختناقات المرورية، ما يجعل يوم الخميس مملا وسيئا للقيام بنزهة جميلة، فعدم الاكتراث لموضوع النقل العام جعل كل فرد صغير أم كبير، لديه مفتاح سيارة يقودها متى شاء فترى أمام كل بيت عدة سيارات. أما الفتيات والشباب فلهم مشاكلهم المتنوعة أبسطها عدم وجود متنفس يقيم الأنشطة الرياضية ويكون ملتقى للأصدقاء، فالحاصل هو أن الشوارع أصبحت ساحات للتفحيط والتزلج والرقص والموت أيضا والأسواق هي الممشى والمنتزه والمطعم والنادي.
يمكنك سؤال أي فتاة أو شاب على حد سواء كيف هو مزاجه أو مزاجها في الإجازات سيكون الجواب «طفش» «الحمد لله على العافية».
لن أذهب بعيدا فكارثة سيول جدة أكبر مثال على تجاهل بعض المسؤولين نداءات المواطن ومشاكله، لذا أعتقد أنه على الشباب الانتظار ريثما تحل مشاكل الكبار.
بقلم: بشاير آل زايد