متى تُمثل عمليات التجميل خطورة على الأنف؟
أكد “د. حسام تحسين” أستاذ طب التجميل بالقصر العيني. على أن الخطورة الواقعة على الأنف من عمليات التجميل تكمن في زيادة عدد هذه العلميات عن المعدلات الطبيعية، لأنه كلما زاد عدد العمليات الجراحية كلما زادت فرص تغير شكل الأنف الداخلي والخارجي.
فالأنف الطبيعية ذات شكل هرمي يمثل الحاجز الداخلي الأوسطي فيها العمود القائم الذي يحمل على عاتقه الغضاريف الجانبية التي تمثل الحواجز الخارجية للأنف، وزيادة عدد عمليات التجميل المنفذة على الأنف تُضعف هذه الدعامات الوسطية والخارجية (الحاجز والغضاريف) بما يمثل خطورة في إستمرارية إستقامة الشكل الهرمي الطبيعي.
وتغير الشكل الهرمي للأنف أو إعوجاجه يؤثر بالضرورة على الوظيفة الحيوية التي لا يمكن الإستغناء عنها ألا وهي التنفس، إلى جانب التأثير على الوظيفة الأخرى للأنف ألا وهي إعتدال الصوت وخروجه بصورة مسموع وبدون تخنُف.
مما سبق يتضح جليًا أن عمليات تجميل الأنف التي تتسبب في إختلال بناءها الهرمي أو إختلال وظائفها الأساسية مثل التنفس والصوت هي في مجملها عمليات تجميلية خطيرة، فضلًا عن أنه لا يوجد في القاموس الطبي ولا القاموس الجمالي ما يُعرف بالأنف الجميلة، فالأنف بطبيعتها تستمد جمالها من زاويتين رئيسيتين هما شكلها الهرمي المعتدل والمتماسك إلى جانب تناسقها وملائمتها مع باقي تفاصيل وملامح الوجه وحجم هذه التفاصيل أيضًا.
وأشار “د. حسام” إلى أنه طبقًا لمحددات جمال الأنف المذكورة سابقًا نجد أنه يتعين الإهتمام بوظيفة الأنف قبل الشروع في تنفيذ أي إجراء تجميلي لها، فالمعروف طبيًا أن الهواء يدخل إلى الأنف ليُنقى من الأتربة والجراثيم والبكتيريا ثم يُرطب ويُدفأ ليدخل بعدها إلى الرئتين صافيًا شافيًا غير متسببًا في مشكلات لها.
بل إن تكوين الأنف الداخلي من حاجز الأنف وغضاريفها (وتُعرف باسم التربونات أو القرنيات) تستهدف مرور الهواء عليها جميعًا أثناء دخوله للتنقية، ثم يلج الهواء إلى داخل فتحات الجيوب الأنفية لترطيبه – أي الهواء – وترطيبها – أي الفتحات -، وأي خلل في ترطيب فتحات الجيوب الأنفية يؤدي إلى ظهور أعراض الصداع المستمر وإلتهابات الجيوب الأنفية وتخنُف الصوت…. إلخ.
بل إن دخول الهواء للأنف بكيفية غير طبيعية يؤدي إلى مشكلات في السمع لأن الهواء الداخل للأنف مسئول أيضًا عن تهوية الأذن الوسطى.
مما سبق جميعًا من الوظائف وكيفية مرور الهواء داخل الأنف تعتبر أية جراحات تجميلية تضر بأية مرحلة من مراحل دخول الهواء تلك من الجراحات الخطيرة عضويًا بل ونفسيًا أيضًا.
ولذلك كله لا يصح الشروع في تنفيذ أي إجراء تجميلي على الأنف بدون المتابعة الطبية الدقيقة من متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، فلم يعد الأمر كما كان في الماضي من حيث الإهتمام بالشكل الجمالي ونسبه وأبعاده الخارجية فقط وهي الأمور المتعلقة بدراسة جراح التجميل، ولكن يجب أن يضم فريق العمل طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة لتحديد مدى تأثر وظائف الأنف بالجراحة التجميلية قبل التنفيذ وبعده.
هل يتسبب تجميل الأنف بالفيلر في الإصابة بالعمى؟
توجد نقاط معينة في الوجه إذا ما تم حقنها بالفيلر فستؤدي حتمًا إلى العمى من أشهرها المسافة الواقعة أعلى الأنف وبين الحاجبين وتُعرف باسم الـ (جيلابيلا) لأنها تحتوي على العديد من الأوعية الدموية المتداخلة والتي تتصل في النهاية بوريد العين الداخلي، ولذا يتحرك الفيلر من منطقة الجيلابيلا إلى داخل وريد العين مسببًا العمى بدون مقدمات.
ما هي الخطوات التقيمية المتبعة قبل تجميل الأنف؟
أول وأهم خطوات التقييم هي التعرف على مدى رضاء المريض عن شكل أنفه الطبيعي، فإذا ما تم استشعار وجود هوس نفسي بالشكل دون عيوب واضحة يتم شرح التفاصيل للعميل والإعتذار عن تنفيذ أية إجراءات تجميلية، وهذا من الأمانة العلمية والمهنية للطبيب.
أما إذا قُيمت الحالة بوجود فعلي لعيوب خارجية تناسقية بين شكل الأنف وباقي تفاصيل الوجه من حيث عدم تناسق حجم عظمة الأنف أو شكل أرنبة الأنف وحجمها أو إتساع فتحتي الأنف أو مدى ملائمة حجم الأنف لإتساع العين أو حجم الشفاه، فكلها من التفاصيل الجمالية التي من الممكن تعديلها بناءًا على رغبة العميل وتناسقًا مع الشكل الجمالي لملامح الوجه برُمته.
الحقيقة الواقعية هي أن الأنف لا تتضخم بالتقدم في العمر، ولكن مع التقدم في العمر تبدأ دهون الوجه في الخفوت والنزول بفعل الجاذبية الأرضية لذلك تُفْرَغ المناطق المحيطة بالأنف من الدهون فتبدو الأنف وكأنها أكبر مما كانت عليه وهذا غير حقيقي.
ما آلية عمليات تجميل الأنف من حيث مدة التنفيذ ونوع التخدير؟
تختلف مدة تنفيذ جراحة تجميل الأنف بإختلاف الإجراء التجميلي المُنفذ والنتيجة النهائية المطلوبة، فبعض الجراحات تحتاج إلى 60 دقيقة وأخرى تصل مدة تنفيذها إلى 6 ساعات، كذلك الحال مع التخدير فبعض حالات تجميل وتصغير أرنبة الأنف لا تحتاج إلا لمخدر موضعي أما جراحات التجميل التي يتم فيها تحريك عظام الأنف أو القص منها فهذه تتم تحت التخدير الكلي.
ونبَّه “د. حسام” على أن التقنيات الحديثة في تحريك وقص عظام الأنف تتجه إلى إستخدام أجهزة الموجات الصوتية (ألترا ساوند) كبديل عن الإجراءات القديمة في تكسير العظام بالجاكوج وآلات التكسير الحادة، وهو الأمر الذي أفاد المريض من حيث تقصير زمن إجراء العملية وكذلك في عدم الحاجة للتخدير الكلي وأخيرًا في تقصير فترة الإستشفاء والنقاهة البعدية.
وفي النهاية تتحدد التقنية المتبعة في تنفيذ الجراحة التجميلية للأنف تبعًا لمجموعة من العوامل الصحية لحالة الأنف الوظيفية والتشخيص الجيد لها والتي يحددها جراح الأنف والأذن والحنجرة الماهر، وكذلك تبعًا لمجموعة من الفحوصات والتحاليل والأشعات قبل بدء التنفيذ مثل أشعات CT nose والمنظار الأنفي، وأخيرًا تبعًا للمشكلة التجميلية المطلوب حلها وأنسب التقنيات الصالحة لتحقيق أفضل نتائج في علاجها.
والإختيار الصحيح للتقنية الجراحية يساهم كثيرًا في قِصر فترة الإستشفاء البعدية، ففي الغالب لا ينبغي أن تزيد فترة النقاهة بعد عمليات تجميل الأنف عن أسبوع أو أسبوعين، وإن كنا لا ننكر أن بعض التورمات الأنفية تحتاج إلى شهور لتختفي.
هل كثرة إستخدام البوتكس تؤدي إلى زوال تأثيره على العضلات؟
يتوقف ذلك على نوع البروتين الموجود في مادة البوتكس، فكلمة بوتكس هي العنوان الكبير الذي يندرج تحته العديد من الأصناف التجارية التي يدخل في محتواها التصنيعي أنواع عدة من البروتين، وفعليًا توجد بعض أنواع البروتين التي تخلق ذاتيًا أجسام مضادة لها.
وبالتالي تؤثر هذه الأجسام على كفاءة البروتين في تحقيق النتائج، وحال إصابة المريض الفعلية بعدم تحقيق البوتكس للنتائج المطلوبة يكون الحل إما بزيادة الكمية المستخدمة من نفس نوع البروتين أو بتغيير النوع المستخدم من الأساس.