تفاصيل الاستشارة: أعاني من مشكلة نفسية تتلخص في إحساس بانعدام الأمان في الحياة وخوف شديد وقلق دائم وينتابني بين الحين والآخر مشاعر رهبة وخوف شديدة من الحساب والعقاب وأحس بالذنب لأتفه الأسباب وينتابني رجفة في كل جسمي وحالات جدا مخيفة كأني أنطلق لأصرخ صراخا شديدا ولكني أسيطر على نفسي، ينتابني شعور دائم بأني سوف أموت فجأة وأنا أقيم في بلد غربي ولا أستطيع توصيل هذه الأحاسيس لأطبائهم.. ساعدوني أرجوكم.
د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت هذه الاستشارة؛ فقالت: إلى السائلة.. إن من مظاهر مرض الكآبة هو القلق وعدم الاطمئنان والخوف من وقوع حوادث مؤلمة، كما تتنوع أشكال ذلك الخوف وتختلف من شخص إلى آخر. ويعيش الكئيب في حالة صراع دائم و يصبح منهارا أمام ذلك الصراع الذي يشعر به، وتكون الحياة قاتمة أمامه، يسيطر عليه التشاؤم، ولا يظهر علامات الفرح حتى لو كانت الأمور والمواقف مفرحة، ويشعر بالذنب لأمور لم يقترفها وإنما عقله الباطني يصور له ذلك ويقنعه بأنه قد عمل شيئا لا يرضى عنه الله. كما انه يخاف من الإصابة بأمراض خطيرة تؤدي به إلى الموت، ويؤدي ذلك الصراع إلى عجز ميكانزمات الجسم على توازن فعاليات ونشاط الفرد الذي يؤدي بالتالي إلى الشعور بالانهيار، وتظهر على المريض أعراض أمراض مختلفة منها الرجفة التي تشعرين بها، هذه الرجفة ما هي إلا بسبب الكآبة التي أنت فيها.
وأسباب الإصابة بالكآبة التي تعانين منها قد تكون ناتجة عن بعدك عن الوطن و سيطرة الشعور بالغربة وعدم التأقلم مع البيئة الغربية، كما إنك تشعرين بالحاجة إلى الأصدقاء وقد يتعذر ذلك بسبب برود الشعب الغربي وانشغالهم في مهام حياتهم.
كما انك أم لثلاث أطفال ويتطلب ذلك رعايتهم والاهتمام بهم مما يضيف عبأ عليك كما اعتقد بان زوجك هو الآخر منشغلا بأعماله ولم تجد الفرصة للتنفيس عما تعانين منه، هذه الأمور المتراكمة عليك هي السبب في ظهور تلك الحالة التي تعانين منها.
أما ظاهرة الصراخ الذي تنتابك ما هي إلا رد فعل لما تعانين منه من صراع على ما اعتقد تشعرين أيضا بالرغبة في البكاء وبصوت عال وقد تبكين بحرارة وكل هذا لا تشعرين بأنه يخفف عما تعانين منه.
وأدرج لك بعض التوصيات عليك الالتزام بها وهي ما يأتي :
- استفيدي من إرادتك تلك. لقد ذكرت بأنك توشكين على الصراخ ولكن تسيطرين على ذلك وهذا مؤشر جيد ويشير إلى أن لك إرادة قوية، وهذه الإرادة تساعدك كثيرا على التخلص من هذه الحالة بعون الله.
- ابعدي كل فكرة تطرأ عليك عن الموت مهما كلفك ذلك وان الأعمار بيد الله فإن خفت هذا لا يمنع الآجل إذا جاء، إذن تخلصي من هذا الخوف.
- اكثري من القراءة. بما انك تعيشين في بلد أجنبي وهذا يقلل من فرص تكوين الأصدقاء فاختاري صديق يساعدك على ما أنت عليه ألا وهو القرآن الكريم الذي في قراءته تطمئن النفوس، كما يمكنك أن تقرئي كتابا تستفيدين منه في تربية أطفالك والعناية بصحتك فخير جليس هو الكتاب، لا يمل منك بل يعطيك ما ترغبين به.
- استمتعي بتربية أطفالك وامرحي والعبي معهم فهم بحاجة إليك وأنت بحاجة إليهم شاركيهم في لعبهم ومرحهم.
- تصفحي البوم صور العائلة عندما تشعرين بضيق وحزن وتمتعي بها ستجدين نفسك كأنك كنت بينهم.
- اشغلي نفسك بعمل ترغبين وتتمتعين به.
- حاولي أن لا تجلسي وحدك أبدا وخاصة وقت غروب الشمس.
- اهتمي بمكان جلوسك و لتكن غرفتك مضاءة دائما فالعتمة تسبب وتزيد في الكآبة.
- لا تجبري نفسك على أداء الأعمال المنزلية وإن كانت تلك الأعمال تزعجك عليك التخفيف منها قدر الإمكان.
- أبعدي عنك أي شعوري بالقلق نحو زوجك إن كان ذلك لديك.
- استعملي رياضة الاسترخاء الكامل وذلك بوضع أرجلك بحالة مريحة واعملي على ارتخاء كل عضلات جسمك واغمضي عينيك ورددي جمل ترتاحين منها أو أغنية تحبينها أو قراءة الآيات القرآنية التي تضفي عليك الراحة والاطمئنان النفسي. استعملي هذه الرياضة كلما شعرت بتوتر.
- خذي حماما دافئا كلما شعرت بالرغبة إلى الصراخ أو الرجفة، وإن تعذر ذلك اغسلي وجهك ويديك واغمري رجليك بالماء المالح.
- مارسي التمارين الرياضية مهما كان نوعها كما إن جسمك يساعد على ذلك لأن وزنك اعتيادي.
- حاولي أن تنضمي إلى جمعيات خيرية أو نشاطات اجتماعية إن كانت متوفرة في منطقتك.
- اتصلي بعائلتك بين فترة و أخرى وذلك للاطمئنان عليهم ولو لدقائق قليلة كي لا تكلفك تلك المكالمة طائلا مما تثير التوتر لديك بعد ذلك.
- صارحي زوجك بما تشعرين به فإن هذا سيساعدك كثيرا.
- اكتبي كل موضوع يضايقك على ورقة ومزقيها وهذا نوع من التنفيس عما تعانين منه.
- تخلصي من التفكير بالذنب بقدر الإمكان ولا تحملي نفسك ذنبا لم تقترفيه.
- تخلصي من كل فكرة تتعلق بالقلق أو الخوف أو التوتر.
- اخرجي مع زوجك و أطفالك للتنزه في الحدائق والبساتين وهي متوفرة لديكم.
- مارسي نشاطا علميا معينا أو ادخلي في منتدى من المنتديات الإلكترونية التي تعجبك واكتبي فيها ما يعن عليك.
- قللي من متابعة الأخبار التي تدور حول الحروب والصراعات قدر الإمكان.
- مارسي هواية معينة كي تشغلي نفسك كالرسم أو الخياطة و أعمال الإبرة وغيرها.
- استغلي المناسبات في إحداث تغيير الروتين الذي يزيد في الكآبة والمنسبات كثيرة إذا رغب الفرد استغلالها.
- استعملي رياضة اليوجا إن استطعت.
- حاولي أن تقارني مشكلتك بمشاكل الآخرين ستجدين مشكلتك اصغر بكثير من تلك المشاكل.
- نظمي ساعات نومك وخذي كفايتك من النوم المريح.
- قللي من تناول التوابل والمنبهات كالقهوة والشاي واكثري من الألبان.
- حاولي التخلص مما في داخلك والتنفيس عن ذلك.
- استعيني بالله واقرئي آية الكرسي التي تضفي الطمأنينة على النفوس.
⇐ وكذلك؛ هذه بعض الصفحات المفيدة: