لا شك أن هناك العديد من الضروريات في حياة كل منا والتي لا يتردد فيها الشخص للإنفاق عليها لحظة واحدة وتمثل نسبة لا بأس بها خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها في عالمنا العربي. على الجانب الآخر، هناك بعض الكماليات التي يستوجب على الفرد الترشيد فيها حتى يهنئ بعيش حياة كريمة وتحقيق مستوى معيشي وأسري جيد بين أقرانه من الناس.
هل يُعد إنفاق نسبة 50% من المال على الكماليات شيئاً طبيعياً
يقول الصحفي الاقتصادي “خالد أبو شقرا”، تعتبر تلك النسبة طبيعية لمعظم القاطنين في العالم العربي خاصة أنه طبقاً للعديد من الدراسات تضاعفت نسبة الإنفاق على الكماليات منذ 20 أو 25 سنة حتى اليوم وهذا له أسباب عدة يلي ذكرها.
أما عن تعريف الكماليات في مصطلح الاقتصاد العام فهي الأمور أو الأشياء التي نشتريها ولسنا بحاجة إليها في الأمد القريب وحتى في المستقبل القريب لكن الملفت كثيراً اليوم هو دخول الأساسيات في الكماليات بحيث أن الكماليات منذ 20 عاماً بالنسبة للأهل أصبحت لنا الآن بمثابة شيء أساسي مثل الكومبيوتر واللاب توب والموبايل وغيرها من الأشياء كما أن الكماليات عندنا الآن ستصير بعد ذلك لأبنائنا شيء ضروري، وهذا الاختلاط بين الأساسيات والكماليات هو ما يوقعنا في فخ الكماليات والإسراف المفرط عليها – حسب ما يراه الصحفي.
على الجانب الآخر، هناك بعض الأشياء التي تبقى كما هي رغم مرور الزمن وتُصنف على أنها كماليات مثل المجوهرات أو الحلى أو الساعات التي يمكن الاستغناء عنها كما أن ذلك قد يختلف من مجتمع يهتم بالمظاهر وآخر لا يهمه تلك الكماليات وتلك المظاهر بقدر ما يهمه أن يستريح منها.
هل يعتبر السفر والإجازة أمر ضروري أم شيء كمالي
على ذكر السفر والإجازات فإننا نلحظ العديد من السياح الأجانب من الفئات العمرية الكبيرة وهم الأشخاص الذين تعبوا في حياتهم وادخروا العديد من الأموال ليصرفوها في نهاية رحلتهم الحياتية لكننا نأخذ قروض من بعض المصارف ونستدين من الغير للسفر والرحلات وذلك غالباً ما يكون على الأساسيات وهذه هي المشكلة الكبرى في حياتنا بجانب الإنفاق الزائد عن الحد على الكماليات بحسب كل الدراسات الاقتصادية وذلك مع سهولة الوصول إلى أي مكان أو أي شيء في العالم وانتشار التجارة الاليكترونية وبطاقات الاعتماد بشكل أساسي التي لها بُعد نفسي لأن الشخص لا يلمس النقود بيده ومن ثم يسهل عليه الإنفاق والإسراف في الأموال.
كيف يمكننا تقسيم الدخل بين الكماليات والأساسيات
يمكننا تقسيم الدخل الخاص بنا بين الكماليات والأساسيات كما في نظام الدايت الغذائي كما يمكننا اللجوء إلى الورقة والقلم لحساب مصروفتنا وتقسيمها بين ما هو كمالي وأساسي مع مراعاة أيضاً أن هناك بعض التطبيقات التي يمكنها تنظيم دخلنا بصورة جيدة.
تابع ” أبو شقرا “: يمكننا إنفاق الدخل الخاص بنا وتقسيمه على صورة هرم قاعدته كل شيء أساسي فوقها الفواتير والضرائب يليها الادخار الذي يغيب عن 75% منا في هذه الآونة ويكون بغرض الطوارئ أو للاستثمار فيما بعد وتطوير الاقتصاد الخاص بكل شخص منا وقد يتبقى بعد كل ذلك نسبة 10% أو أقل تُنفق على رغبات الإنسان.
وأخيراً، رغم صعوبة الادخار في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الكثير الآن إلا أن الادخار يعتبر ثقافة شعوب حيث على سبيل المثال كان مستوى الادخار في الصين قبل الثورة حوالي 3% ولكن بعدها زادت النسبة لتصل إلى 26% بينما في اليابان وصل معدل الادخار حوالي 35% وفي عالمنا العربي لا تتجاوز هذه النسبة 5 أو 10% مما يعتبر شيء خطير على الاقتصاد نوعاً ما.
على الجانب الآخر، يمكننا إنفاق المال على الكماليات لنعيش في سلام نفسي وللتخفيف من توتر العمل والضغط وحياة التلوث وبذلك نكون قد محونا مصطلح الكماليات ذات المظاهر المزيفة وإنما الكماليات التي يمكن أن تنمي صحتنا النفسية.