ما هو مرض نقص الإنتباه وفرط الحركة؟
يقول الدكتور “علي علقم” استشاري الطب النفسي والمدير الفني لمركز الرشيد. أن هذا الاضطراب العصبي منتشر بشكل كبير في العالم كله وفي الدول العربية والأردن، ونسبة الانتشار تصل إلى 5% من الأطفال يعانون من هذا الاضطراب، وفي الكبار تصل النسبة إلى 2.5%، بمعنى أنه يتوقع في بلد مثل الأردن أن يكون بها فوق 200 ألف شخص عندهم اضطراب فرط الحركة وعدم التركيز بالنسبة لعدد السكان، الآن المشكلة بهذا الإضطراب أنه لا يتم تشخيصه بسهولة، لأن الناس تعتقد أنه سلوكيات طبيعية أو منذ النشأة في الأطفال أو عدم اهتمام بمواضيع معينة.
وأضاف أن اضطراب فرط الحركة وتشتت التركيز يظهر في أشكال متعددة، أول شيء عدم التركيز، ويكون أن الولد لا يحفظ ما يدرسه مثلًا، أو أنه لا ينتبه عندما يناديه أحد كأنه لا يسمع، فبعض الناس يعتقدون أنه يعاني من ضعف في السمع لأنه لا يرد، كما أنه لا يكمل المهام المسنده إليه، ويمل بسرعة من الدراسة فيجلس دقائق أمام الكتاب ثم يتحرك ويفعل أي شيء غير المذاكرة، يضيع الأشياء والأقلام والكتب والموبايل، تكون حركته زائده أينما ذهب سواء في البيت أو المول أو المدرسة، تكون مشكلته كبيرة في المدرسة فتجد المدرسين يعتقدون أنه لا يمتلك قدرات عقلية للإستيعاب، ويتكلم مع أصدقائه، في هذه الحالة يؤثر على نفسه وعلى الآخرين.
هذا التشخيص يجب أن يقوم على أن هذه السلوكيات لا تكون بمكان معين، يجب أن تكون في أكثر من مكان في البيت مثلًا وفي المدرسة أو خارج البيت، كما يجب أن يكون ذكاؤه طبيعي أو أقل قليلًا من الطبيعي، فالذي يكون عنده إعاقة عقلية شديدة يكون هذا جزء من الإعاقة.
هل هذا المرض يصيب الطفل الصغير فقط أم يمكن أن يتعرض له الكبار في العمر؟
تابع د. “علي” أن هذا المرض يبدأ من عمر صغير، لكن مرات كثيرة لا يكون قد تم تشخيصه، فيأتي طالب توجيهي أو جامعة يتم تشخيصه للمرة الأولى مع أن هذا الاضطراب أصابه من الطفولة، حتى في بعض الحالات تقول الأم أن هذا الولد يختلف عن أخواته منذ أن كنت حامل فيه كانت حركته كثيرة، فبعد الولادة قبل حتى أن يمشى تكون انفعالاته وصراخه أكثر من أخواته، وحتى في المشي فهو يمشي في عمر أصغر من الأطفال الطبيعيين، يكون مستعجلًا على الحركة، فالأهل يكونوا فرحين أنه يمشي في عمر أبكر، على الرغم من أنه قد تكون علامة غير جيدة.
هل معظم الحالات الموجودة في الأردن مشخصة؟
لا، بالرغم من أن كثير من الحالات تأتي للأطباء النفسيين، ومن أكثر حالات اضطرابات الأطفال التي تصل للأطباء النفسيين هو هذا الإضطراب، لكن في الواقع نحن نرى فقط حوالى 10% من الحقيقة، وتشخيص هذا المرض مهم جدًا لأنه إذا لم تتم معالجته يستمر معه حتى دخول المراهقة، فيمكن للحركة أن تخف مع الوقت كلما كبر، لكن في الواقع الإندفاعية تكون مشكلة، فتجده مثلًا يأخذ السيارة ويسوقها بدون رخصة، فتجد أنه مندفع ولا يفكر في العواقب وهذه خطورة كبيرة، ويترافق هذا الاضطراب مع سلوكيات أخرى مثل الاضطراب في السلوك ويسبب ذلك مشاكل كثيرة.
وتابع د. “على” أن الآن لا يتم تشخيص هذا المرض لمن هم أقل من أربعة سنوات، لأن هذا هو العمر الذهبي للحركة، فبالتالي تجد الولد طبيعته يحب الحركة والاستكشاف، لكن بعد أربعة سنوات يجب تشخيصه حتى نستطيع إعطاؤه العلاج، لأنه من دون العلاج هناك عواقب وخيمة.
كيف يؤثر هذا المرض على المريض والأشخاص من حوله، وعلى تحصيله العلمي؟
أوضح الدكتور أن المريض نفسه لا يكون سعيد، لأنه يجد أن الكل ينتقده ويتجنبه، والأهل يعاقبونه والمدرسة تعاقبه، ويستثنيه المدرس من الصف، ويشتكيه لأهله ويرسل لهم الرسائل، وتصبح المدرسة لا تريده، فينقله الأهل من مدرسة لمدرسة أخرى، هو لا يكون مستمتع، ويعرف أنه لديه قدرات ولكنه لا يستطيع التحصيل.
بالنسبة للمدرسة فهو يشتت الآخرين، فالصف الذي به 20 إلى 25 ولد لابد أن يكون بهم واحد أو اثنين لديهم هذا الإضطراب.
بالنسبة للأهل فتجد أنهم يخجلون من خروجه معهم لأنه يسبب إحراج لهم، فإذا ذهب للمول يوقع الأغراض، إذا وجد شخص يحمل عصا فيقوم بسحبها منه.
العلاجات التي يجب أن يتبعها أهالي المصابين بهذه الإضطرابات
هناك نقطة مهمة جدًا أن الأهل يتأخرون في إحضار الطفل للتشخيص بسبب أنهم يرونه يركز في أشياء معينة، فلا يتوقعون أنه مصاب بقلة التركيز، فهو يجلس أمام التلفاز يتابع البرامج أو يلعب على الهاتف المحمول ساعة كاملة أو ساعتين، ولكن التركيز في هذه الحالات يزيد إذا كان هناك شيء مثير جدًا له مثل بعض الألعاب، أو أن يكون مثلًا يعتبره مكافأة يومية، أو أن يكون في مكان غير مألوف أو جديد عليه فيقوم بالتركيز، أما في بقية الأشياء تركيزه يكون أقل.
ما المدة الزمنية المتوقع شفاؤه فيها؟
أوضح د. “علي” أن هناك عدة أنواع من الأدوية، فهناك عدة أدوية تعطي تأثير فوري، فخلال ثاني يوم يلاحظون أنه أفضل، وهناك أدوية تستغرق أربعة أسابيع ليظهر تأثيرها، ونحن نفضل تلك الأدوية التي تستغرق وقتًا، لأن أعراضها الجانبية أقل، ولا تسبب إدمان أو تعود، وتكون موجودة ومتوفرة سواء أدوية مستوردة أو محلية.