مشكلة خشونة المفاصل من المشاكل الشائعة والمنتشرة بكثرة خاصًة لدى كبار السن، وهذا المرض له الكثير من الأسباب كما أنه يحدث أحيانًا بدون أي أسباب ومع التقدم في العمر، وهو عبارة عن تآكل الغضروف الموجود مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة.
وقد أثبتت الدراسات أنه لا يوجد إلى الآن علاج لإعادة الغضاريف كما كانت، ولكن الحل الوحيد هو عملية تبديل المفصل، ويتم ذلك في الحالات المتأخرة جدًا من خشونة المفصل والتي يكون فيها الغضروف قد تآكل تمامًا.
الفرق بين المفصل والغضروف
يقول “الدكتور أسامة العودات” مقيم جراحة العظام والمفاصل: أن المفصل هو التقاء عظمتين، وعند احتكاك هاتين العظمتين ببعضهما تصعب الحركة، ولتسهيل حركة المفصل كان لا بد من وجود سطح أملس لتسهيل حركة المفصل، وهذا السطح الأملس هو الغضروف، فالغضروف هو عبارة عن نسيج يقوم بتسهيل حركة المفصل.
وأضاف الدكتور أنه لا توجد تروية دموية في الغضاريف، فيقوم الغضروف بأخذ الأغذية من الأنسجة الموجودة حوله، كما أن الغضروف هو نسيج لا يتجدد، فيتم تعويضه فقط بنسيج ليفي.
مرض خشونة المفاصل هو عبارة عن تآكل في السطح الأملس “الغضروف”، وخشونة المفاصل لها الكثير من الأسباب، وأحيانًا يكون بدون سبب كما يحدث لكبار السن، وذلك لأن الغضروف يتآكل مع التقدم في العمر، أو قد تحدث خشونة المفاصل بسبب كسر داخل الركبة أو داخل الحوض، أو بسبب التهاب في المفاصل، أو أمراض معينة.
وهنا تقرأ أيضًا عن متلازمة كوستن: أعراضها وعلاجها
أعراض خشونة المفاصل
من الجدير بالذكر أن المصاب بخشونة الركبة غالبًا ما يشعر بالألم، مع وجود التورم والاحمرار، وذلك لأن الجسم عندما يُحدث احمرار فإنه يحاول علاج المنطقة المصابة، وبالتالي يشعر المريض بالألم، ويحدث احتكاك في المفاصل عند صعود المريض درجات السلم، أو عند الجلوس على الركبة، وذلك بسبب تآكل في الغضاريف.
أردف د. “العودات” أنه في المراحل الأولى من خشونة المفاصل يشعر المريض بالألم البسيط، ولكن مع تطور المرض تزداد الأعراض، وفي آخر مرحلة من خشونة المفاصل يختفي الغضروف وتلتصق العظام ببعضها فبالتالي لا يستطيع المريض الحركة.
علاج خشونة المفاصل
يعتمد العلاج في خشونة المفاصل على مرحلة المرض، وكما هو معروف أن أي مرض يتم تشخيصه على حسب السيرة المرضية، الفحص السريري، والصورة الشعاعية، والمختبرات، وعندما يبدأ الطبيب بفحص المريض يستمع الطبيب إلى الأعراض التي يشكو منها المريض، ثم بعد ذلك يتوجه إلى الفحص السريري، ثم بعد ذلك يقوم بالتأكد من وجود خشونة في المفصل خلال الصورة الشعاعية.
أكمل “د. العودات” حديثه قائلًا أن علاج خشونة المفاصل تطور في آخر ثلاثين سنة، كما أصبح من السهل جدًا إجراء عمليات تبديل المفاصل، ويستطيع المريض المشي بعد يوم واحد من إجراء العملية مع اختفاء الألم، ولكن يختلف العلاج في المراحل الأولى من خشونة المفصل.
وأهم نقطة في العلاج في المراحل الأولى من خشونة المفاصل هي تنزيل الوزن، وذلك لأنه كلما زاد وزن الجسم، كلما زاد الضغط على الغضروف، وكلما زاد الضغط على الغضروف كلما زاد التآكل.
بالإضافة إلى ضرورة تقوية العظام حول المفصل والمتابعة مع أخصائي علاج طبيعي، كما يقوم الطبيب بإعطاء المريض المسكنات لتخفيف الألم، والأدوية لتخفيف الورم، ويفضل ممارسة أنواع من الرياضة والمتابعة مع أخصائي علاج طبيعي، ويفضل المشي والسباحة، وركوب الدراجات.
ولكن جميع هذه الإجراءات لا تتمكن من علاج مشكلة خشونة المفاصل، ولكنها تعمل على إيقاف تطور الخشونة ووصولها لمراحل متقدمة.
في بعض الحالات يقوم الطبيب بحقن المريض بإبر داخل المفصل تحتوي على مادة الكورتيزون وتعمل على التخفيف من الاحتقان.
يؤكد د. “أسامة” أن عمليات تبديل المفصل غير مناسبة لجميع الأشخاص، كما أن هذا المفصل الصناعي لا يدوم لفترة طويلة، حيث يجب تبديله كل عشر سنوات تقريبًا.
كيف يمكن الوقاية من خشونة المفاصل؟
من المعروف أن أهم نقطة للوقاية هي تغيير نظام الحياة، فيجب اتباع نظام غذائي سليم لأنه مهم ويؤثر على الغضروف، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتقوية عضلات الجسم.
ولكن في حالات الإصابة بخشونة المفاصل لا يستطيع المريض الحركة أو ممارسة تمارين رياضية، لذلك يفضل اللجوء للعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى تنزيل الوزن.
ختامًا، لا يوجد أي إثبات أو دراسات علمية تثبت أن الغضروف الذي يؤخذ في الفم أو المكملات الغذائية تعمل على اعادة تجديد الغضاريف أو المساعدة في خشونة المفاصل، وإنما الحل الأمثل لعلاج خشونة المفاصل هو عمليات تبديل المفصل.