يُعد مرض انسداد شرايين القلب من أكثر الأمراض الشائعة في عصرنا الحالي، لا سيما مع نمط الحياة الغير صحي، والسمنة المفرطة والتدخين. حيث تلعب السمنة دوراً هاماً في الإصابة بأمراض القلب والشرايين، لكونها من عوامل الإصابة المُكتسبة.
وقد ازداد انتشار المرض بين الشباب، وهو ما يُثير القلق والخوف، حيث يحدث الانسداد في شرايين القلب على مدار سنوات عديدة، دون دراية من المريض بما يحدث له. وربما يكون الانسداد مفاجئاً يُصيب المريض بجلطات القلب أو نوبات قلبية خطيرة.
ويترتب على انسداد شرايين القلب ضعف عضلة القلب، وعدم قدرتها على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
أسباب انسداد شرايين القلب
يقول “الدكتور. أحمد السكري” استشاري أمراض القلب: تُعد أمراض القلب أكثر الأمراض انتشارًا في الآونة الأخيرة. كما أن نسبة الوفاة على مستوى العالم تُسببها شرايين القلب في المركز الأول.
ويحدث انسداد في شرايين القلب نتيجة حدوث ترسب في الكوليسترول والكالسيوم على جدار الشرايين، ومن ثم يُصاب كبار السن بما يُسمى قصور شرايين القلب.
ولكن ما يُثير القلق والدهشة هو إصابة الشباب بقصور شرايين القلب في آخر 50 سنة. وبات الشباب يعانون من قصور حاد في شرايين القلب والإصابة بالجلطات القلبية التي تُسبب لهم الوفاة.
وكما ذكرنا فقصور شرايين القلب يُعد رقم واحد في الوفاة على مستوى العالم، ويُصاب الشخص بقصور شرايين القلب نتيجة لعدة أسباب يشترك فيها كبار السن والشباب أيضاً ومنها:
- العوامل الوراثية.
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التوتر والقلق.
- ارتفاع الكوليسترول.
- السمنة.
- تغير نمط الحياة.
- عدم ممارسة الرياضة.
- التدخين.
فكل ذلك عوامل رئيسية تؤدي إلى انسداد شرايين القلب عند الكبار والشباب، ويُمكن أن يحدث انسداد شرايين القلب على مدار سنوات عديدة، وربما يكون مفاجئاً، يتسبب في حدوث الجلطات القلبية المُفاجئة.
هل يُمكن علاج انسداد شرايين القلب دون تدخل جراحي؟
تابع “د. السكري” دائماً نقول الوقاية خير من العلاج، فإذا كان المريض يُعاني من ارتفاع ضغط الدم مثلاً، أو مُصاب بالسكري أو البدانة وحتى الكوليسترول، يُمكنه الوقاية من انسداد شرايين القلب من خلال علاج الأمراض التي ذكرناها مُبكراً، بأخذ الأدوية العلاجية في وقت مُبكر قبل تفاقم الأعراض.
ومن هُنا يقي الشخص نفسه من مرض انسداد الشرايين، وإن كان مُصاب بانسداد شرايين القلب مع علاج هذه الأمراض مُبكراً، يُقيه ذلك من العمليات الجراحية للقلب، ولا يكون بحاجة إلى قسطرة قلبية أو دعامة، أو عمليات القلب المفتوح، وكذلك يستطيع الشخص حماية نفسه من الجلطات القلبية المفاجئة.
فالوقاية وعلاج عوامل الخطر مُبكراً، يؤدي إلى الحماية مُستقبلاً من عمليات القلب الجراحية. ولكن إن حدث وأُصيب الشخص بجلطة حادة نتيجة انسداد شرايين القلب كاملة. فذلك يؤدي إلى الوفاة، نتيجة الجلطة القلبية الحادة. وإن استمرت حياة المريض مع هذه الجلطة، فإنها تُسبب له انسداد مُزمن في عضلة القلب.
وفي هذه الحالة لابد للمريض من إجراء عملية القسطرة القلبية، أو أخذ مُذيبات الجلطة، وللأسف لا توجد حلول أخرى.
واقرأ هُنا عن: أسماء أدوية توسيع الأوعية الدموية
هل اتباع حمية غذائية يُفيد في علاج انسداد شرايين القلب؟
يعتقد بعض الناس أن مرض انسداد شرايين القلب يُمكن السيطرة عليه بإتباع بعض الحميات الغذائية التي تمنع تناول اللحوم والدهون، وتقوم فقط على تناول الخضروات الورقية، ظناُ منهم بأنها تُساعد على ترسيب المواد المُترسبة في الشرايين، وهذا يُرجعنا إلى قول الوقاية خير من العلاج.
فإذا بدأ المريض بإتباع نمط حياة صحي، ومُعالجة عوامل الخطر مثل، السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، لم يدخل المريض في دوامة العلاج الجراحي، كالقسطرة والدعامة وغيرها. ولكن اتباع الحميات الغذائية لا يُعالج الترسبات الموجودة في شرايين القلب، ولا يُذيبها، بينما يُقلل من خطر الجلطات القلبية فيما بعد.
العلاقة بين الأمراض المزمنة وانسداد شرايين القلب
إذا كان العامل المُسبب لانسداد شرايين القلب هو العامل الوراثي، يجب على أفراد العائلة وكذلك الأطفال القيام بعمل ما يُسمى بتحليل الكوليسترول المُبكر، وخاصة بعد سن 12 سنة.
وإذا تبين من الفحص ارتفاع نسبة الكوليسترول، سيتم العلاج في وقت مُبكر، لحماية الأطفال والشباب فيما بعد من الجلطات القلبية أو ترسب الكوليسترول على شرايين القلب.
وكذلك إذا كان المريض يُعاني من ارتفاع في ضغط الدم أو السكري أو البدانة، فعليه علاج المرض المُسبب لانسداد الشرايين في وقت مُبكر.
وتُعد البدانة من أهم العوامل المُسببة لانسداد شرايين القلب، لأنها من العوامل المُكتسبة، التي ترتبط بالعادات الغذائية السيئة وعدم ممارسة الرياضة. ولا تقتصر البدانة على زيادة الوزن فقط، فأي شخص لابد أن يُقيس قُطر الخصر. فإذا كان قطر الخصر أكثر من 94، يجب على الشخص اتباع نظام غذائي وحمية غذائية لإنقاص الوزن.
أما المرأة إذا كان قطر الخصر لديها أكثر من 84، فبذلك تكون وصلت إلى مرحلة الخطر. وإذا كان قُطْر الخصر عند الرجل أكثر من 102، يكون أكثر عُرضة لمرض السكري وارتفاع الكوليسترول والضغط، ومن ثم يُصاب بأمراض القلب. وإذا كان قُطْر الخصر لدى المرأة أكثر من 88، تكون أكثر عُرضة للأمراض التي ذكرناها أيضاً.
فإذا تم علاج البدانة في وقت مُبكر، سيتم حماية الشخص من أمراض عديدة. وينصح “السكري” مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، بأخذ الأدوية بانتظام، بجانب اتباع الحميات الغذائية. لأن بعض الناس يظنون أن تناول الأدوية كافاً لعلاج الأمراض دون اتباع نظام غذائي ونمط حياة صحي.
فالعلاج لا يكفي بمُفرده دون نظام غذائي سليم، فالنظام الغذائي جزء لا يتجزأ من العلاج ويأتي حتى قبل الدواء، فالدواء مُكملاً للنظام الغذائي وليس العكس.
الفرق بين انسداد شرايين القلب الأمامية والخلفية
يحتوي القلب على 3 شرايين، يوجد منها شريانان في الجهة اليُسرى وواحداً في الجهة اليُمنى. وتُعد فئة الشباب بالأخص هم الأكثر عُرضة للإصابة بانسداد في الشُريان الأيمن، بنسبة 80%.
ولذلك تُثير إصابة الشباب بانسداد الشرايين القلق والدهشة، لأنها مُفاجئة غالباً ودون سابق إنذار، وتُسبب الوفاة. ويحدث ذلك لعدم مُراجعة طبيب القلب، لأن الألم يحدث في منطقة المعدة وليست منطقة الصدر.
ومن ثم يتوجه المريض إلى طبيب الباطنة، الذي يقوم بصرف أدوية للمعدة وليس للقلب، وبالتالي عندما يعود المريض إلى المنزل، تحدث له الوفاة.
فقد تكون الأعراض لجلطة خلفية، ولكن شكوى المريض غير مُطابقة للمرض. ومن هنا نداء لأي شاب أو أي مريض يُعاني من ألم في الصدر أو في المعدة، أن يتوجه إلى المستشفى فوراً. ففي هذه الحالة يكون وجع المعدة هو وجع القلب إلى أن يحدث العكس، فألم المعدة عند الشباب يُمكن أن يكون جلطة خلفية ولا نعلم.